محطات عن الصحافي الفرنسي جان دانيال وأسرار قرن من الإبداع
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

من أصول جزائرية دافع عن تحرير تونس وناصر الفلسطينيين

محطات عن الصحافي الفرنسي "جان دانيال" وأسرار قرن من الإبداع

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - محطات عن الصحافي الفرنسي "جان دانيال" وأسرار قرن من الإبداع

الصحافي الفرنسي جان دانيال
باريس - فلسطين اليوم

دافع اليهودي من أصول جزائرية عن تحرير تونس وناصر القضية الفلسطينية ونعاه ماكرون وهولاند قبل مائة عام، ولد جان دانيال بن سعيد في مدينة بليدا الجزائرية التي كانت وقتها «جزءاً من فرنسا»، الدولة المستعمرة، من عائلة يهودية متواضعة؛ بل بالأحرى فقيرة، مكونة من 11 ولداً. والده جول بن سعيد، مسؤول المجلس اليهودي المحلي في بليدا، وأمه راحيل بن سيمون. ووفق كتاب جان كلود بارو وغيوم بيغو، بعنوان «تاريخ العالم أجمع»، الصادر عام 2005، فإن عائلة جان دانيال هي في الأساس من بربر الجزائر، وقد اعتنقت «في تاريخ غير محدد» الديانة اليهودية.

ووفق القوانين الفرنسية السائدة وقتها، فإنها كانت تحمل، لكونها يهودية، الجنسية الفرنسية، وهو ليس حال مسلمي الجزائر. لكن هذه النشأة لم يكن لها تأثير على جان دانيال بن سعيد الذي تخلى - لاحقاً وعندما أصبح صحافياً - عن اسم عائلته واكتفى باسميه الأولين. لو عاش جان دانيال الصحافي الفرنسي، مؤسس مجلة «لو نوفيل أوبسرفاتور» خمسة أشهر إضافية، لكان بقي على هذه الأرض مائة عام. واللافت في هذا الرجل أنه بقي متمكناً من كافة إمكانياته العقلية والذهنية، حتى رحيله أول من أمس الأربعاء؛ ذلك أن آخر كتبه التي تملأ المكتبات ويصل تعدادها إلى الثلاثين، صدر في عام 2016 بعنوان «ميتران المتفلت».

وبمناسبة عيد ميلاده الـ99، قال عنه الفيلسوف الفرنسي وعالم الاجتماع أدغار موران، إن إنتاجه الصحافي غطى على غزارة إبداعاته الأدبية؛ لأن جان دانيال الذي بقي عدة عقود رئيساً لتحرير «لو نوفيل أوبسرفاتور»، المجلة التي اختارت أن تكون صوت اليسار المعتدل غير الشيوعي، كان مكثاراً في كتاباته ومتنوعاً في خياراته الأدبية. لكنه قبل ذلك كله، كان قارئاً نهماً، عايش أندريه جيد، وأندريه مارلو، وألبير كامو، وميشال فوكو، وكلها أسماء لامعة في فضاء الفلسفة والفكر والأدب. وتشبع دانيال من فلسفة معاصريه والسابقين، بانتمائه بداية إلى جامعة الجزائر، قسم الفلسفة، ثم التحاقه، بعد الحرب، بجامعة السوربون في «الحي اللاتيني» في القسم عينه.

صادق الأدباء والشعراء والفنانين والمبدعين وأهل السياسة، وأحياناً أهل السلطة، عندما كانت هذه الأخيرة بأيدي أصدقائه من اليسار. وفي اليسار، كان جان دانيال من أشد المتحمسين لحكومة الاشتراكي ليون بلوم، أواسط الأربعينات الذي يبقى - بالنسبة للفرنسيين - رمزاً للاشتراكية الناجحة التي أحدثت تغييرات في المجتمع لصالح الفئات الأكثر هشاشة. وفي الفترة نفسها وفي سن السادسة والعشرين، عايش جان دانيال الحكم من الداخل، بانتمائه إلى مكتب رئيس الوزراء المؤقت فليكس غوين؛ لكن هذه التجربة لم تدم طويلاً؛ إذ إنه كان يبحث عن شيء آخر.

كم هو طويل ومتنوع المسار الذي قطعه جان دانيال في مائة عام، وكم كانت قناعاته متجذرة وثابتة؛ حيث كان من أنصار الجزائر المستقلة، بينما كانت غالبية معاصريه مصرة على بقاء الجزائر تحت الهيمنة الفرنسية. لم يكن جان دانيال رجل فكر وأدب فقط؛ بل كان أيضاً رجل اقتناع والتزام. ولعل أبرز ما يدل على ذلك التحاقه بالمقاومة الفرنسية التي حاربت القوات الألمانية النازية ملتحقاً بالجنرال لوكلير الشهير، قائد الكتيبة المدرعة الثانية التي كانت الأولى في الوصول إلى باريس وتحريرها.

إلا أن طموحات الصحافي الأبرز في جيله كانت في مكان آخر. وجاءت أولى تجاربه المهنية من خلال تأسيس مجلة أدبية في عام 1947، كانت تسمى «كاليبان». بعدها عبر إلى الصحافة السياسية بانتمائه إلى مجلة «الأكسبريس» لصاحبها جان جاك سرفان شرايبر، التي كانت سباقة في بث روح حداثية. وأهمية هذه المرحلة بالنسبة لـجان دانيال؛ لأنها مكنته من العودة إلى الجزائر مراسلاً لـ«الأكسبريس»؛ حيث ترسخت قناعاته لجهة ضرورة منح الجزائر استقلالها بعد 132 عاماً من الاستعمار الفرنسي. ويكفي لإبراز الدور الذي لعبه جان دانيال في الدفع لاستقلال الجزائر، أنه تلقى تهديدات بالقتل، كما أنه وجهت إليه اتهامات بتهديد أمن الدولة. وفي هذا السياق، قال عنه الرئيس الاشتراكي السابق فرنسوا هولاند، أول من أمس، إن دانيال «كان بمثابة الضمير الذي وعى ضرورة التخلص من الاستعمار، وقد ساهم بذلك من خلال كتاباته وأفعاله، مغامراً حتى بحياته».

تمثل مغامرة تأسيس مجلة «لو نوفيل أوبسرفاتور» عام 1964 إحدى أنجح التجارب الصحافية في فرنسا. وقد شكلت - بالنسبة لـجان دانيال - المنبر الأمثل لمواكبة وتحليل المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي والفني الفرنسي. ذلك أنه لم يكن فقط كاتباً سياسياً؛ بل كان متعدد الاهتمامات والمواهب. إلا أن التزامه السياسي من أجل الخلاص من مرحلة الاستعمار، والاهتمام بالعالم الثالث، وتبنيه النهائي للاشتراكية الحديثة القادرة على إدارة شؤون الناس، وغير المتقوقعة أو المتحجرة، ستبقى كلها عناوين لامعة في المعارك السياسية التي خاضها.

كان معجباً بالقائد الكوبي فيدل كاسترو الذي التقاه عام 1963، كما كان من أشد المنتقدين للسياسة الأميركية.

ولم تكن الجزائر الهم «العربي» الوحيد لـجان دانيال. فقد دافع أيضاً عن استقلال تونس؛ لا بل إنه أصيب برصاص الجيش الفرنسي في عاصمتها عام 1961. كذلك فإن فلسطين كانت حاضرة في ذهنه؛ إذ كان من أوائل الصحافيين والمثقفين الفرنسيين الذين التقوا رئيس «منظمة التحرير» ودافعوا عن حق الفلسطينيين في أن تكون لهم دولتهم المستقلة.

وتعرض دانيال لعديد من الحملات الإعلامية والسياسية من الأوساط اليهودية الأكثر تطرفاً؛ لكن ذلك لم يجعله يحيد عن قناعاته المترسخة. كذلك لم تؤثر حملات اليمين الفرنسي عليه، بسبب تبنيه للطروحات الاشتراكية التي مثلها فرنسوا ميتران، أول رئيس اشتراكي عرفته الجمهورية الخامسة في عام 1981. كذلك لم يحد أبداً عن صداقته لمنافس ميتران الوزير ورئيس الحكومة الأسبق ميشال روكار، الذي كان تياره يمثل تيار «الحداثة» في الفكر والممارسة الاشتراكيتين.

يصعب حصر الكلمات التي قيلت عن جان دانيال بعد وفاته. فكل من عرفه من الصحافيين والإعلاميين، بمن فيهم خصومه السياسيون اعترفوا بفضائله وتميزه. كذلك فعل رجال السياسة. فقد كتب الرئيس ماكرون في تغريدة أمس: «فرنسا خسرت بوفاته ضميراً؛ لأنه أحد الرجال الذين يصنعون التاريخ بقوة ريشتهم وحدها»، واصفاً إياه بأنه «معلم من معالم الصحافة، والطليعة التي أنارت درب اليسار». وقال عنه أوليفيه فور، أمين عام الحزب الاشتراكي، إن «اليسار في حالة حزن»، وقال وزير الثقافة، فرانك ريستر، إن دانيال «كان يجسد صحافة الأفكار والقناعات... كان شاهداً على عصره، وواكب بقلمه كبريات الأحداث في العقود الأخيرة».

قـــــــــــــد يهمك أيــــــــــضًأ :

ماكرون يطالب أردوغان هاتفيا بعودة الصحافي الفرنسي المحتجز فى تركيا

القضاء العراقي يسقط الدعوى ضد الصحافي الفرنسي "نادر دندون"

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محطات عن الصحافي الفرنسي جان دانيال وأسرار قرن من الإبداع محطات عن الصحافي الفرنسي جان دانيال وأسرار قرن من الإبداع



 فلسطين اليوم -

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:29 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تعيش أجواء ممتازة في حياتك المهنية والعاطفية

GMT 01:28 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 15:53 2018 الثلاثاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلان يسعى إلى تدعيم صفوفه بلاعبين جدد

GMT 09:59 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس مرسيدس يؤكد أن فرستابن يحتاج لتعلم الكثير

GMT 08:53 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

قوات الاحتلال تطارد فلسطينيًا في العيسوية

GMT 11:02 2020 الثلاثاء ,13 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة تعلن 4 حالات وفاة و516 إصابة جديدة بكورونا و613 حالة تعافٍ

GMT 22:47 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أفكار مبتكرة لتنسيق شرفة منزلك

GMT 15:29 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الاثيوبي أباتي يتوج بلقب ماراثون هامبورج

GMT 14:59 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

باخ يدعو تايجر وود للمشاركة بأولمبياد طوكيو 2020

GMT 20:55 2018 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

لاعب منتخب كرة السرعة يتمنى أن تصبح اللعبة أولمبية

GMT 17:43 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الترجي يأمل مواجهة الصفاقسي بنهائي البطولة العربية للطائرة

GMT 05:38 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا توضّح حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 03:44 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

طرق بسيطة لتنظيم المطبخ تُساعد على خسارة الوزن

GMT 11:22 2017 الجمعة ,07 تموز / يوليو

قسوة الرسائل الأخيرة

GMT 03:10 2017 السبت ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين الرماحي توضّح أنها وصلت إلى مرحلة النضوج
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday