يعيش سكان قطاع غزة في حيرة شديدة بسبب التراشق الإعلامي بين الفصائل الفلسطينية، فحركة "حماس" أكدت أنَّ المدة القانونية لعمل حكومة الوفاق قد انتهت في 2 كانون الأول/ ديسمبر من العام الجاري، وفي الجانب المقابل نفت حركة "فتح" أن يكون اتفاق تشكيل حكومة التوافق قد تضمن بقاءها لمدة ستة أشهر فقط.
أين هي الحكومة ؟
ويتساءل سكان قطاع غزة أين هي الحكومة على أرض الواقع وما هي المهام التي تم تنفيذها، والانجازات التي حققتها بهذه الفترة، صاحب أحد البيوت المدمرة في حي الشجاعية ابو أكرم عواجة، يقول "إنَّ الحكومة لا تهتم بسكان قطاع غزة ولا بالمعاناة التي يعيشونها" مشيرًا إلى أنَّه توجه مرات عدة لوزارة الأشغال للمطالبة بإعادة إعمار بيته والبيوت التي دمرت في الحرب ولكن لم يجد أي رد.
أما حميدة الممرض في مستشفى الشفاء في غزة اختلفت تعبيرات وجهه عندما سئل عن عمل حكومة الوفاق، مجيبًا "حكومة بتنقط علينا رواتبنا بالنقطة، حكومة موظفينها اللي بروحوا كل يوم على أماكن عملهم وبيدفعوا مواصلات ما بيتقاضوا رواتب، في المقابل موظفين مستنكفين قاعدين في بيوتهم بيتقاضو رواتب، حكومة خالف تعرف".
وأوضح أنَّ حكومة الوفاق ورئيس الوزراء رامي الحمد الله يتحمل الكثير مما وصلت إليه أوضاع السكان في غزة، مبيّنًا أنَّ غزة بالأساس يجب أن تكون الشغل الشاغل للحكومة، حيث أنَّ عليها أن تعمل على تخفيف معانات الأهالي بسبب الحروب التي مروا فيها والحصار الذي شل نواحي الحياة أكثر من 8 أعوام.
أستاذ مادة العلوم في مدرسة خالد بن الوليد الثانوية للبنين، أشار إلى أنَّ أهالي قطاع غزة أصبحوا لا يهتمون بالأخبار التي تتعلق بالحكومة سواء بقيت أو استقالت فما يهمهم هو حكومة ترتقي بأوضاعهم وتشعر بهم، موضحًا أنَّ "حماس" تهتم بمصالحها وكذلك "فتح" فهم يتعاملون مع الأمر كأنه إدارة مصالح لا أكثر ولا أقل.
وتساءل سلامة، "حكومة الوفاق لم تسأل نفسها لو أنَّ الدكتور أو الممرض والمعلمين وباقي الموظفين الذين لم يتقاضوا رواتب لم يذهبوا إلى أماكن عملهم ؟! فمن الذي سيعالج السكان ؟ ومن الذي سيدرس أبنائهم وخصوصًا أننا مقبلين على امتحانات نهاية الفصل الأول.
الحكومة لم تأخذ فرصتها ؟
وفي المقابل، أبرز المواطن محمد صقر، أنَّ حكومة الوفاق لم تأخذ فرصتها بالشكل المناسب وهناك من عمل على إفشال جهود الحكومة، مشيرًا إلى المشاكل التي تواجه الحمد الله لتسيير الأعمال بداية في سيطرة "حماس" الأمنية على قطاع غزة وانتهاء بالمناكفات مع قيادات الفصائل والتي كان آخرها تبادل الاتهامات بين الحمد الله ورئيس كتلة "فتح" البرلمانية عزام الأحمد بخصوص تعيين وزراء حكومة الوفاق.
أما الصحافي بجريدة "المجتمع" عبد المجيد الديراوي، أشاد بالدور الذي تقدمه حكومة الوفاق؛ مشيرًا إلى أنَّ أهالي غزة يريدون النتائج بصورة فورية، "وهذا مستحيل لأنَّ المشاريع وحل الأزمات تحتاج إلى بعض الوقت".
وتمنى الديراوي أن تبتعد حكومة الوفاق عن المناكفات السياسية والإعلامية، وأن تهتم بمصالح الشعب الفلسطيني سواء في الضفة أو غزة، منوهًا إلى صعوبة الملفات التي تواجه الحكومة على مختلف الأصعدة.
الحكومة فشلت بمهامها
وعن مستقبل حكومة التوافق أكد المحلل السياسي الدكتور مخيمر أبو سعدة، أنَّ "هذه الحكومة فشلت لأنَّها لم تقدم ما هو مطلوب منها، ولم تجري سوى بزيارة يتيمة واحدة لم تسد حاجة الوضع المتردي لسكان قطاع غزة.
وأوضح أبو سعدة أنَّه بعد مرور ستة أشهر على تشكيل حكومة الوفاق، لم تستطع أن تنهي ثلاث ملفات وهي رفع الحصار، والتحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية، ودمج الموظفين، منوهًا إلى أنها فشلت في إدارة الملفات الثلاثة.
وأشار إلى أنَّ هناك أكثر من حديث من قبل "حماس" بأنَّ "هذه الحكومة انتهت مدتها ولكن "حماس" تتذمر وليس لديها بدائل كثيرة وسحب الثقة من هذه الحكومة سيكون له عواقب وخيمة، أما بالنسبة إلى حركة "فتح"، فهناك تعديل وزاري ولكن الوضع ليس بحاجة لتعديل وزاري بقدر حاجته لإنهاء هذا الانقسام وتحقيق المصالحة الحقيقية لأن الوضع غير محتمل في قطاع غزة".
أرسل تعليقك