بيت لحم- فادي العصا
شارك الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء الدكتور رامي الحمدالله، وعدد من الوزراء الفلسطينيين والعرب، على رأسهم وزير السياحة الأردني نضال قطامين، في قداس منتصف الليل في كنيسة المهد وسط مدينة بيت لحم والذي أقامه بطريرك اللاتين في فلسطين والأردن وسائر الأراضي المقدسة، فؤاد طوال.
وأوضح الرئيس عباس خلال مشاركته في عشاء العيد "العشاء الميلادي" في دير الفرنسيسكان في بيت لحم، مساء الأربعاء أنَّ "القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، يجب أن تكون مفتوحة لكل الأديان بحرية تامة، ليمارس كل إنسان ديانته وتقاليده وطقوسه بكل حرية"، مؤكدًا أننا نريد السلام مع جيراننا، ونريد الأمن مع جيراننا، ونريد العدالة من جيراننا، وكل ما نريده أخذناه في قرار الجمعية العامة في 29/11/2012 أن كل هذه الأراضي التي احتلت عام 1967 هي أراضي الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية، ولا نقبل عن ذلك بديلا".

وتابع "إذا وافقوا (إسرائيل) نحن أيدينا ممدودة وستبقى ممدودة للسلام، ولن نغير موقفنا، سنستمر في الدعوة للسلام، وستستمر أيدينا ممدودة للسلام لأنه لا يوجد لنا خيارات أخرى، ولا نحب أن نلجأ إلى خيارات أخرى، وكل الخيارات الأخرى ليست في أجندتنا، فقط نريد السلام".

وأكد أن هذا البلد من دون مسيحيين ليس بلدًا، والبلاد العربية من غير المسيحيين ليست بلادًا، ومنذ أن كانت المسيحية هنا ومنذ أن كان الإسلام هنا وهم يعيشون إخوة وأحبة.

وأشار إلى الظروف الصعبة التي نعيشها، "في غزة هناك حرب دامت 50 يومًا نحن بحاجة ماسة لإعادة إعمار البلد، وبحاجة ماسة لنجري المصالحة الفلسطينية أيا كانت الظروف، والعقبات التي تقف في طريقنا".

وأبدى الرئيس أسفه الشديد على ما حصل في العراق، واصفا إياه بالأمر المؤسف والمزعج والمحزن والمخزي، أن يحصل لإخوتنا المسيحيين في العراق ما حصل لهم، معربا عن أمله ألا يتكرر هذا وأن يعود الوئام.

وبيَّن أنَّ الذين ارتكبوا هذه الجرائم لا علاقة بهم بالإسلام، فالإسلام دين سلام ومحبة ودين التعايش، وهذا غريب عنا كل الغرابة.
وهنأ المسيحيين لمناسبة عيد الميلاد المجيد، سائلا الله سبحانه وتعالى أن يعيد العام المقبل، وشاع السلام في هذه البلاد.

ونقل وزير السياحة الأردني نضال قطامين، تحيات الملك والشعب الأردني بالأعياد المجيدة، مؤكدًا حرص الملك عبد الله الثاني بن الحسين على الحوار بين الأديان، مشددًا على أن فلسطين والأردن كالفسيفساء في التعايش المشترك، مؤكدًا أهمية التواجد المسيحي في الشرق الأوسط.
من جهته، أضاف حارس الأراضي المقدسة، بطريرك القدس والأردن وسائر الديار المقدسة فؤاد طوال، أنَّ السلام لا يتحقق إلا بالعدل، والمسيحيين جزء أصلي لا يتجزأ من الشرق الأوسط، ونحن في أعياد الميلاد لا ننسى إخوتنا اللاجئين الفلسطينيين والمشردين في قطاع غزة.

وأشاد البطريرك طوال برسالة الرئيس التي وجهها للمسيحيين في أعياد الميلاد، وأكد فيها على التسامح والتواجد المسيحي في الأراضي المقدسة.

وكان شارك في عشاء العيد "العشاء الأخير"، رئيس الوزراء رامي الحمدالله، وحارس الأراضي المقدسة، ووزير السياحة الأردني نضال قطامين ممثلا عن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وسفير الإمارات غير المقيم عبدالله العامري، وسفير الأردن لدى فلسطين خالد الشوابكة، ونائب رئيس اتحاد كرة القدم الياباني كوزو تاشيما، وحاكم ولاية أنديانا الأميركية مايك بينس وعائلته، وأمين عام وزارة الخارجية الأردنية السفير محمد تيسير العبدالله، وعدد من مستشاري الرئيس والوزراء.



أرسل تعليقك