القاهرة - محمد الشناوي
أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، وكبير مفوضي السلطة الفلسطينية عزام الأحمد، أنَّ البرلمان العربي سيتابع باهتمام قرارات البرلمانات الأوربية التي اعترفت ضمنيًا بدولة فلسطين، وذلك من أجل مزيد من الضغط على حكومات تلك الدول، لتحويل هذه القرارات غير الملزمة إلى سياسات لتلك الحكومات.
وأضاف عزام الأحمد خلال حواره مع الإعلامية منى سلمان في برنامج "مصر في يوم" على فضائية "دريم2"، مساء السبت، أنَّ أحد المعارضين في مجلس العموم البريطاني، قال له أنه يجب ألا يستهينوا بتلك القرارات غير الملزمة، وأشار الأحمد، إلى أنَّ الدول الأوروبية تنسق مع بعضها سواء من خلال مجلس أوروبا أو من خلال الإتحاد الأوروبي للتدرج في سياسة الضغط لحل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.
وكشف، أنَّ اعترافات البرلمانات الأوروبية بدولة فلسطين، جاء نتيجة تأزم الموقف بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي، هذا إلى جانب عدم رضوخ الجانب الفلسطيني، وتصاعد المقاومة، مما أدى إلى اتساع دائرة العنف، لافتًا إلى أنَّ انهيار الوضع في فلسطين، سيؤدي إلى انهيار جميع اتفاقيات السلام التي وقعتها الدول العربية مع الجانب الإسرائيلي.
وأبدى الأحمد أسفه، لكون موقف أوروبا، وأميركا اللاتينية أصبح أكثر تقدمًا من الموقف الرسمي العربي، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، لأنهم يدركون جيدًا أن استمرار الصراع سيوّلد مزيد من حالات التطرف في العالم العربي والإسلامي، والدليل أنَّ "داعش" نظمت مسيرات في الموصل ضد "إسرائيل".
وأكد أنَّ الأنظمة العربية انشغلت بالربيع العربي، الذي تحول إلى "صيف قاحل"، مشيرًا إلى أنَّه عندما ذهب الرئيس محمود عباس أبو مازن في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012، إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، لم يرافقه وزير عربي واحد، وإنما رافقه وزير خارجية تركيا، وماليزيا.
واتهم الأحمد حركة "حماس" بأنها لا يوجد لديها إرادة صادقة لإنهاء الانقسام، بل إنها تريد إدارته وليس إنهائه، موضحًا أنَّها تمادت في تعزيز الانقسام بسبب ارتباطها بجماعة "الإخوان المسلمين"، مؤكدًا أنَّه لديهم قناعة أن الرئيس الأسبق محمد مرسي سيخرج من السجن، ويعود مجددًا إلى السلطة، مبيّنًا أنَّ المصالحة لم تتقدم خطوة واحدة أيام حكم مرسي، بل كان هناك تكريس، ودعم للانقسام.
وأشار إلى أنَّ مصر أبلغتهم بأن لديهم معلومات ودلائل تؤكد تورط "حماس" بشكل أو بآخر في التفجيرات التي تحدث في سيناء، والدليل أنهم اتصلوا أكثر من مرة بـ"حماس" للاستفسار عن أشخاص بعينهم شاركوا في العمليات ودخلوا غزة.
وبيّن أنَّ مصر منذ ثورة 30 يونيو لم تتدخل في العلاقة بين الفصائل الفلسطينية، وبصفة خاصة المصالحة بين حركة "حماس" و"فتح"، وذلك بسبب موقف "حماس" المعادي للثورة، مشيرًا إلى أنهم طالبوا "حماس" بعدم التدخل في الشأن المصري، وأنه لا يجوز أن يتّخذوا مثل هذه المواقف ويتّصرفوا وكأنهم جزء من جماعة "الإخوان المسلمين"، وليس كأنهم فلسطينيين.
وأوضح الأحمد، أنَّ مصر كانت تغض الطرف، عن الأموال التي كانت تدخل إلى "حماس"، لأن ذلك يساعد على الحوار، لكن بعد هدم الأنفاق أصبح هناك صعوبة في دخول الأموال، وعلى صعيد آخر اتهم كلًا من سورية، وقطر، وإيران، بأنهم لهم علاقة بتعزيز وإفساد أي تصالح فلسطيني فلسطيني.
وأبدى تخوفه من أن استمرار الانقسام، وتأجيل المفاوضات يؤثر على عملية الإعمار في غزة، مؤكدًا أنَّ "فتح" لديها استعداد أن تستمر حكومة التوافق الوطني بهذا الشكل الشكلي، وذلك في سبيل عملية إتمام الإعمار، لأن مصلحتهم هي أهل غزة، لافتًا إلى أنَّ الأموال التي ضخت على الأرض لم تصل إلى 100 مليون دولار، تم صرفها جميعًا على عمليات الإعمار.


أرسل تعليقك