المواد الكيميائية المنزلية تؤثر سلبًا على وظائف الغدة الدرقية بين البنات

في دراسة أولى من نوعها ، توصل الباحثون فى جامعة"كولومبيا" الأميركية ، لوجود صلة بين التعرض لمركبات " الفثالات" الكيميائية والاكتئاب ، فضلا عن اختلال وظائف الغدة الدرقية بين الفتيات الصغيرات .. "الفثالات" ، هى فئة من المواد الكيميائية المعروفة بتعطيل نظام الغدد الصماء ، وتتواجد فى العديد من المنتجات الاستهلاكية ، بما فى ذلك ، اللعب البلاستيكية ، الشامبو و مواد البناء المنزلية .

تعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التى تعكف على تقييم الصلة بين التعرض لمركبات"الفثالات" ووظائف الغدة الدرقية بين الأطفال مع مرور الوقت .. تعد مشاكل الغدة الدرقية هى الأكثر انتشارا بين النساء منها لدى الرجال ، مما يفسر سر الارتباط بين التعرض لهذه المركبات الكيميائية السامة و وظائف الغدة الدرقية وبين الاكتئاب لدى الفتيات .

و كان عدد من الدراسات السابقة قد أشار إلى وجود علاقة بين التعرض ، قبل الولادة ، لمركبات" الفثالات" الكيميائية وبين خطر انخفاض معدل الذكاء فى سن السابعة ، وتأخر النمو العقلى والحركى بين الأطفال ما قبل المدرسة ، ونوبات الربو فى مرحلة الطفولة.

وقالت الدكتورة " بام فاكتور ليتفاك"، أستاذ علم الأوبئة فى مدرسة" ميلمان"، تعمل الغدة الدرقية كمحكم رئيسى لتطوير المخ ، حيث تحدد هرمونات الغدة الدرقية الجدول الزمنى ، وفى حال عدم تزامن هذا التوقيت ، قد تكون له عواقب وخيمة لاحقا على المخ .. ويمكن أن تؤدى إلى إضطراب وخلل فى وظائف الغدة الدرقية ، وهو ما يفسر حدوث بعض المشاكل الإدراكية بين الأطفال الذين يتعرضون لهذه المركبات الكيميائية.

فقد عكف الباحثون فى كلية "ميلمان للصحة العامة" بجامعة " كولومبيا" ، على قياس مستويات خمسة من الفثالات واثنين من هرمونات الغد الدرقية بين 229 سيدة خلال فترة الحمل ، ونحو 229 طفلا فى سن الثالثة مسجلين فى مركز كولومبيا للصحة البيئية للاطفال .

وقد أظهرت الدراسة – التى نشرت نتائجها فى العدد الأخير من مجلة"البيئة الدولية"- ارتباط مستويات أقل من هرمون الغدة الدرقية الفعال (FT4) مع الأيض من الفثالات الأحادية .. و وجد الباحثون أن التعرض قبل الولادة لهذه المركبات لم يؤثر بشكل كبير على وظائف الغدة الدرقية فى سن الثالثة ، إلا أن وظيفة الغدة الدرقية للأم يمكن أن تلعب دورا مهما مع الجنين فى حصوله على هرمونات الغدة الدرقية من خلال الأم .

كما أظهرت الدراسة أن التعرض قبل الولادة لمركب " إيثيلهيكسيل -2" ارتبط بمستويات مرتفعة من هرمون الغدة الدرقية (FT4) ، وهو ما يؤكد على تأثير هذه المركبات على وظائف الغدة الدرقية .