أطباء قسم جراحة المخ والأعصاب في غزة ينجحون بإجراء عمليات نوعية ومعقدة

بالرغم مما يتعرض له القطاع الصحي في غزة من أزمات متتالية تمثلت بإضراب شركات النظافة عن العمل والنقص الحاد بالأدوية والمستهلكات الطبية وشح الوقود والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وعدم إدخال قطع الغيار للأجهزة الطبية، إلا أنَّ الأطقم الطبية في غزة استطاعت تحقيق انجازات كثيرة خلال الآونة الأخيرة. وتمكن طاقم جراحة المخ والأعصاب في مجمع الشفاء الطبي من إجراء عدد من العمليات الجراحية والنوعية التي كانت تحول للعلاج في الخارج، فكان المريض منصور القرم 26 عامًا من سكان حي الشجاعية أصيب إصابة شديدة في الرأس من قصف إسرائيلي، وهو أحد المرضى الذين سافروا للعلاج في دول الجوار حيث نهاه الأطباء عن إجراء مثل هذه العمليات الخطيرة والتي قد تسبب حالة عمى أو شلل وعدم مقدرة على العيش بسعادة.

الأمر الذي اضطره للرجوع إلى قطاع غزة، متوجهًا إلى قسم جراحة المخ والأعصاب في المجمع، حيث تم إجراء صورة أشعة رنين مغناطيسي تبين من خلالها وجود تجمع صديدي في الدماغ، وبناءً عليه قرر الأطباء إدخال المريض إلى قسم العمليات وتم إجراء جراحتين لتفريغ الصديد، ومن ثم إجراء العملية الأصعب حيث تم عن طريق فتح الجمجمة تفريغ الصديد وكذلك استئصال جسم غريب، تبيَّن بأنه حجر كان قد دخل المخ بسبب شدة الانفجار الذي تعرض له في العام 2011 ، حيث استمرت العملية 3 ساعات متواصلة.

وفي السياق ذاته، تمكّن أطباء قسم جراحة المخ والأعصاب من إجراء عمليتين نوعيتين لأورام في العمود الفقري، كانوا يعانون من وجود ورم في الفقرات الصدرية وآخر للفقرات القطنية مع امتداد الورم داخل القناة الشوكية وضغط شديد على النخاع الشوكي.

وأجرى العملية الطاقم الطبي المكون من الدكتور باسل بكر استشاري ورئيس قسم جراحة المخ والأعصاب والدكتور حازم كحيل والدكتور ماهر أبو الخير أخصائيي جراحة المخ والأعصاب.

كذلك تم إجراء عمليتين جراحيتين لأورام دماغية كبيرة لمريضتين في مقبل العمر، حيث تم استئصال الأورام كاملًا وقد كانت إحدى المريضتين قد حصلت على تحويله للعلاج في الخارج بناء على طلب الأهل، ولكن نظرًا إلى التأخير في الحصول على تصريح تدهور وضع المريضة وأدخلت في حالة غيبوبة كان لزامًا إجراء العملية ، فتم إجراء العملية وقد تكللت بالنجاح التام.

هذا وقدَّم أهالي المرضى شكرهم للطاقم الطبي على ما بذلوه من جهد كبير في إنقاذ حياة أبنائهم حيث أنهم كانوا معرضين للإصابة بإعاقات مستديمة في حل عدم إجراء هذه العمليات التي أقل ما توصف بأنها معقدة.