دراسة نقدية تتوقع تطوير الدراما العربية إثر وقف التركية المدبلجة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

دراسة نقدية تتوقع تطوير الدراما العربية إثر وقف التركية المدبلجة

 فلسطين اليوم -

 فلسطين اليوم - دراسة نقدية تتوقع تطوير الدراما العربية إثر وقف التركية المدبلجة

الدراما التركية
أنقرة - فلسطين اليوم

بعد نشر مادة نقدية تحت عنوان «دراما تركية في فخ التنميط العنصري» في 25 شباط/ فبراير الماضي، بشأن مضي بعض الفضائيات العربية في عرض أعمال درامية تركية تتسم بمضامين وحوامل عنصرية وتنميطية استعلائية، وكنا نقصد خصوصًا مسلسل «أنت وطني» الذي كان يعرض على شاشة «أم بي سي 1» على رغم عدم إشارتنا الصريحة للمسلسل ولا للقناة حينها، وفي غضون أسبوع واحد فقط، قررت مجموعة قنوات «أم بي سي» منع بث مختلف المسلسلات التركية ووقف حتى تلك التي قيد العرض وأحدها المسلسل المذكور أعلاه. وقد يكون الأمر مجرد صدفة أو محض تزامن، ولكن لا شك في أن القرار يشكل موضوعيًا تجاوبًا مع دعوتنا المحذرة من خطر المقاربات العنصرية للدراما التركية المعروضة على «أم بي سي» وعلى غيرها من شاشات عربية.

وبلا ريب فإن القرار خطوة إيجابية وإن تأخرت، فليس خافيًا أن «أم بي سي» هي إحدى أكثر القنوات انتشارًا وتأثيرًا في العالم العربي وحتى بين عرب المهاجر والمغتربات، وهي لعبت دورًا سباقًا في التسويق للدراما التركية المدبلجة وترويجها تقريبًا في كل بيت عربي وناطق بالعربية. فالقرار وبمعزل عن ما وراء كواليس إقراره وشيوع التحليلات والتفسيرات المتباينة حوله، جدير بالتحية والبناء عليه لجهة فسح المجال أمام درامات أخرى كي يتذوقها ويتعرف إليها المشاهد العربي. فالدراما التركية أكملت عقدًا كاملًا من التصدر والبث المزدحم وتكرار نفسها في الفضاء التلفزيوني العربي لدرجة أن المشاهد بات يعاني من تخمة المسلسلات التركية المتشابهة حد التطابق. عشرة أعوام ولا ريب فترة كافية بل وزائدة عن الحد، فإن كان مطلوبًا من وسائل الإعلام، وعلى رأسها المرئية منها، تعزيز مناخات التثاقف والتبادل بين مختلف شعوب المنطقة والعالم، فإن الدراما المدبلجة هنا تشكل الوسيلة الأمضى في هذا المضمار، ولكن أي محتوى درامي مدبلج؟ فما يبث ينم عن الفوضى والاعتباط وانعدام المعايير والمقاييس وغياب تقويم ودراسة خطورة ما تهدف إليه الدراما التركية الموجهة. فأي حكمة وفائدة بل وأي متعة في الترويج لمحاولات إعادة إنتاج السلطنة العثمانية والتغني بأمجادها الدموية التي كان وقودها شعوب المنطقة من أرمن وكرد وعرب، إذ راح ضحية الإبادات الجماعية العثمانية لتلك الشعوب ملايين البشر والاحتفاء بسلاطينها وبنمط حياتهم الاستبدادي. وبأي منطق وأي حق بث مسلسلات تركية مدبلجة للعربية تشيطن الكرد وتصورهم كإرهابيين ومتخلفين في حين أن ثمة ما لا يقل عن عشرة ملايين كردي في كل من العراق وسورية ينطقون العربية.

 في المقابل تقدم «التركي» كسوبرمان خارق أين منه رامبو المغلوب على أمره قياسًا بشخصية «مراد علمدار» الخيالية لدرجة بات معها غير مستبعد أن نشاهد مسلسلًا تركيًا مدبلجًا للعربية يتغنى بجمال باشا السفاح ويروي صولاته وجولاته الدموية في بلاد الشام.

 

وعلى رغم التحفظات الكثيرة على الدراما الاجتماعية التركية أيضًا كإيغالها مثلًا في الإباحية لدرجة أن محور معظم المسلسلات التركية ولب حبكاتها كان حمل البطلة من خارج الزواج وما سببته من تأثيرات سلبية بخاصة على الفئات العمرية المراهقة، ولكن إجمالًا كان ممكنًا هضم وتقبل دراما تطرق موضوعات حياتية وإنسانية وإن لم تكن طرق المعالجة والتقديم متسقة تمامًا مع الطبيعة المجتمعية العربية والشرقية عمومًا. لكن ما هو مستهجن بالمرة العزف على وتر التوسعية والعدوانية التركيتين عبر دبلجة مسلسلات غارقة في التمهيد الدرامي لإعادة بعث الروح في رميم سلطنة دموية.

 

ولئن كانت عناصر رواج الدراما التركية وجاذبيتها عربياً تكمن أساساً في التركيز على جمال الطبيعة وتقديم أنماط حيوات مرفهة للمجتمع المخملي النخبوي الأقلي في تركيا فضلًا عن وسامة الممثلين وجمال الممثلات الحسناوات، ما يعني طغيان الجوانب الشكلية وقشور المظاهر على المحتوى والمضمون، وإن كان ثمة طبعًا شرائح وفئات عمرية تروقها هكذا أنواع درامية مهجوسة بالشكل، لكن ثمة شرائح وفئات واسعة لديها وعي نقدي وذائقة درامية رفيعة ومتعطشة لتقديم معالجات وحبكات وإبداعات درامية تنوع المجتمع وتنوع قضاياه واهتماماته وإشكالاته. فمثلًا لو توافر التمويل بإمكان الدراما اللبنانية مزاحمة نظيرتها التركية بل وحتى التفوق عليها، فعناصر الجذب التي تتمتع بها الدراما التركية متوافرة وأكثر في نظيرتها اللبنانية، بل ويمكن القول أنها ستلقى رواجًا وتقبلًا أكثر في المحيط العربي الكبير، فلبنان بلد عربي وأكثر ملامـــسة لواقع مختلف المجتمعات العربية. فلو تبنت مثلًا محطة بحجم «أم بي سي» توجه كهذا يمكنه النجاح و«تعويض» ما قد يحدثه منع الدراما التركية من فراغ في دراما الشكل والمظاهر إن جازت العبارة.

وهذه ليست دعوة لاستنساخ التجربة الدرامية التركية ولا إعادة إنتاج أخطائها كي لا نقول خطاياها بمقدار ما هي دعوة لتطوير صناعة الدراما العربية ومن ضمنها اللبنانية والأخيرة تتوافر على طاقات ذاتية كبيرة يعوقها الواقع الموضوعي الكابح.

ثمة درامات عربية لها تاريخ وباع طويلان كالمصرية والكويتية والسورية، فلم لا تتاح الفرصة لإعادة تنشيطها وتفعيلها بدلًا من تحول الممثلين العرب والسوريين واللبنانيين منهم بخاصة إلى مجرد مؤديي أصوات ومدبلجين للدراما التركية؟

palestinetoday
palestinetoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة نقدية تتوقع تطوير الدراما العربية إثر وقف التركية المدبلجة دراسة نقدية تتوقع تطوير الدراما العربية إثر وقف التركية المدبلجة



أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:48 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج العذراء 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 21:07 2020 السبت ,07 آذار/ مارس

"البحث عن النهاية" يواصل عروضه في أبنوب

GMT 20:42 2017 الأربعاء ,28 حزيران / يونيو

​حمار الأستاذ!!

GMT 07:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

المسكوت عنه فى العنف ضد المرأة

GMT 09:23 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أفضل 10 أماكن سياحية في شمال لبنان

GMT 13:58 2020 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

سحب لون الشعر من لوريال نصائح وخطوات لا تهمليها

GMT 22:14 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

أسعار ومواصفات شيري أريزو 5 في يونيو

GMT 12:47 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

الفحوص الطبية تثبت سلامة باسم مرسي من وتر أكيلس
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday