أصبح امتلاك التكنولوجيا الحديثة من هواتف متطورة وأجهزة كمبيوتر بالنسبة لغالبية الفلسطينيين في قطاع غزة أمرًا ضروريًا، ولم يعد غريبًا أن يمتلك الشخص هاتف نقال حديث وجهاز لابتوب.
ورغم الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها سكان قطاع غزة، إلا أنها لم تمنعهم من إظهار الاهتمام الكبير بالتكنولوجيا الحديثة ومتابعة تطوراتها لاسيما أنَّ هذه التكنولوجيا باتت أمرًا ضروريًا ومهمًا جدًا بالنسبة لهم للتواصل مع العالم الخارجي في ظل حالة الإغلاق التي يعاني منها قطاع غزة.
وأكد صاحب محل لبيع الهواتف الذكية في غزة، جمال سلامة، أنَّ الإقبال على شراء الهواتف الذكية والآيباد كبير من قِبل المواطنين، ومعظمهم يشتروا الأجهزة بنظام التقسيط لعدم قدرتهم على تسديد المبالغ نقدًا لاسيما في ظل الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار.
وبيَّن في تصريحات خاصة إلى "فلسطين اليوم" أنَّ التطور الحاصل في أجهزة الهواتف النقالة الحديثة يجبر أصحاب محلات بيع الجوالات على بيعها بأقصى سرعة وحتى لو بالتقسيط لمدة عامين خوفًا من إصدارات جديدة من الهواتف تتسبب ركود لسابقاتها.
وحول أسباب الإقبال عليه بشكل كبير رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها سكان القطاع جراء الحصار وتفشي حالة الفقر بشكل كبير مقارنة بأعوام سابقة، لفت سلامة إلى أنَّ الفلسطينيين مولعون بتكنولوجيا الاتصالات والهواتف النقالة، إذ يشترون ما يعرض من الأجيال الجديدة للهواتف فور نزوله إلى الأسواق.
وأشار سلامة أن سوق غزة يمتلأ بمعظم أنواع الهواتف الحديثة في العالم، وحتى في بعض الأحيان تصل بعض الأنواع إلى غزة في وقت قياسي.
وأوضح سلامة أنَّ تجارة الهواتف الذكية لم تتأثر بالحصار وإنما تأثرت بشكل كبير بعد إغلاق الأنفاق لأنَّ 90% من الهواتف الذكية كان يصل من خلالها.
من ناحيته أوضح الشاب حسام أبوعطايا (29) عامًا، يعمل موظف سلطة ويتقاضى راتب 1500 شيكل، أنَّه اشترى هاتفه من نوع "Galaxy 4" بالتقسيط عن طريق البنك على مدار عامين وذلك بسبب ارتفاع ثمنه وعدم قدرته على الدفع بنظام الكاش.
وأضاف أنَّ الأجهزة الذكية الحديثة أصبحت شيئًا ضروريًا سواء للعمل أو الترفيه بالإضافة إلى أن البرامج المتطورة والأنظمة الحديثة التي تمتاز بها مريحة وسهلة في الاستخدام بكافة المجالات.
وأشار إلى أنَّه بإمكانه تفقد الرسائل التي تصله عبر بريده الالكتروني بكل يسر والتواصل مع أي شخص في العالم دون تكلفة.
أما الشاب شادي الهباش الذي اشترى هو الآخر جهاز (آيفون 5) بما يزيد عن 2500 شيكل، للتواصل مع عائلته المقيمة في السعودية، أوضح أنَّ ثمن الاتصالات من خلال الاتصال العادي مرتفع جدًا، لكن بوجود الهاتف النقال يمكن التواصل مع العالم في حال توفر الانترنت.
ومن جانبه؛ أكد مدير العلاقات العامة في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، سمير حمتو، أنَّ في عدد مستخدمين الانترنت هو مليون و379 ألف مستخدم، في حين أنَّ عدد سكان القطاع مليون و763 ألف و387 نسمة، أي أن نسبة مستخدمي الانترنت 78% من السكان.
وتابع في تصريحات خاصة إلى "فلسطين اليوم" أنَّ وسائل الاتصال الحديثة هي الوسيلة الوحيدة التي يمتلكها الفلسطينيين، للتواصل مع العالم الخارجي في ظل الإغلاق والحصار، وهي المتيسرة لدى المواطنين رغم الظروف الاقتصادية الصعبة لدى المواطنين.
وأشار إلى أنَّ الشراء بنظام التقسيط ظاهرة منتشرة بشكل كبير، وهناك إقبال من المواطنين على ذلك، مبينًا أنَّ الوزارة تعمل على تشجيع الشركات في نشر التكنولوجيا بين المواطنين، ومنحهم التسهيلات لاستيراد وتجارة الأجهزة الإلكترونية، وإيجاد البنية القانونية لتشجيع الشركات على الاستثمار في هذا المجال.
أرسل تعليقك