رحيل جيل
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

رحيل جيل

 فلسطين اليوم -

رحيل جيل

بقلم : مصطفي الفقي

جيل يلملم أوراقه ويمضى إلى حيث لا يعود الناس، إن فلسفة الكون تفوق قدراتنا على الفهم ورؤيتنا عند التفكير، والمتأمل هذه الحياة لابد أن يهرع إلى حظيرة الإيمان مهما عظم قدره وزاد علمه وامتدت به الأيام، فلقد ودعتُ مؤخرًا اثنين من أقرب أصدقائى، أولهما الدبلوماسى المخضرم الذى عمل سفيرًا لـ«مصر» فى الهند والمغرب وبريطانيا، وأعنى به الراحل «عادل الجزار»، والآخر واحد من ألمع الاقتصاديين المصريين وهو أستاذ جامعى مرموق حرمته ظروف «مصر» من أن يتبوأ موقعًا يستحقه، فهجر البلاد والعباد إلى دولة «الكويت»، ولكنه ظل ملء السمع والبصر وأعنى به أ. د. «عمرو محيى الدين» الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة «القاهرة»، والشقيق الأصغر للمناضل المصرى الكبير «خالد محيى الدين» أطال الله فى عمره، ويهمنى هنا أن أطرح ما يلى حول هاتين الشخصيتين:

أولًا: إن «عادل الجزار» سليل عائلة عريقة من محافظة «المنوفية»، وعندما اجتاز اختبارات الخارجية وعين ملحقًا دبلوماسيًا جرى تجميده لعدة سنوات واستبقاؤه فى الديوان العام بقرار من لجنة تصفية الإقطاع، وانضممت إليه عام 1966 ملحقًا دبلوماسيًا فى إدارة «غرب أوروبا» التى كان يترأسها السفير الراحل «جمال منصور»، وهو من الضباط الأحرار وآباء الدبلوماسية المصرية، وقد خدم سفيرًا ورئيس بعثة فى سبع دول، وكان «عادل الجزار» فى ذلك الوقت شابًا مهذبًا أخرج معه كل يوم من المكتب ونتجه إلى منزله على شاطئ النيل بالقرب من وزارة الخارجية حيث توثقت علاقتنا بشدة ووجدت فيه دماثة الخلق وهدوء الأعصاب ورقى الشخصية، إلى أن أفرجت عنه الوزارة وجرى نقله إلى سفارتنا فى «أوتاوا» بـ«كندا»، وأتذكر أنه مرّ علىّ وقتها فى سفارتنا بـ«لندن» واستضفته فى منزلى ليلتين لم ننم طوالهما من الأحاديث والتعليقات، وعندما كان يتجه معى إلى مكتبى فى السفارة قابله السفير «محمود سمير أحمد»، وكان الرجل الثانى فى السفارة المصرية، فقال له: إلى أين أنت منقول يا «عادل»؟ فقال له: إلى «كندا»، فرد عليه تلقائيًا: لقد أخذت (صدر الديك)! ومضينا أنا و«عادل الجزار» نتندر بهذه العبارة، إذ كيف يستكثر البعض على شاب دبلوماسى أن يذهب إلى «كندا» بعد ثمانى سنوات من الاحتجاز فى الديوان العام لأسباب تتصل بعائلته ومكانتها فى «ريف مصر» ولا تتصل أبدًا بكفاءته وعمله الدبلوماسى فى وزارة الخارجية! وقد أدرك الجميع دائمًا أن «عادل الجزار» كان هو والسيدة قرينته من أكثر الأسر الدبلوماسية كرمًا وحسن ضيافة.

ثانيًا: لا أنسى للدكتور «عمرو محيى الدين» موقفه المشرف معى بعد حصولى على الدكتوراه وعودتى إلى «مصر» عام 1977، حيث أصر فى استماتة وحماسة على تعيينى مدرسًا فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وسعى مع الراحل د. «محمود خيرى عيسى»- عميد الكلية حينذاك- للحصول على الدرجة من الجامعة، ولكنى خذلتهما، فبعد أن تم كل شىء تقريبًا جرت ترقيتى إلى درجة سكرتير أول فآثرت البقاء فى الخارجية، خصوصًا أن أستاذى الدكتور «بطرس غالى» قال لى أيامها: إنك فى الخارجية تستطيع أن تواصل العملين الدبلوماسى والأكاديمى، أما فى الجامعة فإنك تقف على أرضية أكاديمية فقط، وأنا أنصحك بألا تترك الخارجية، خصوصًا أننى جئتها- يقصد ذاته- وزيرًا للدولة للشؤون الخارجية منذ أسابيع فقط، وأريد أن يكون حولى فى الخارجية تلاميذى السابقون فى الجامعة، بل تفضل وعرض علىّ- من خلال أستاذى د. «عبدالملك عودة»- أن أكون مديرًا لمكتبه، ولكننى قلت له إن مدير مكتب الوزير يكون سفيرًا وليس مجرد سكرتير أول، وتعاونت معه أنا وزميلى د. «محمود مرتضى» فى إعداد «الكتب البيضاء» الشهيرة التى بدأناها معه فى ذلك العام، وقد ظلت علاقتى بالدكتور «عمرو محيى الدين» علاقة وثيقة، أحترم علمه الغزير وثقافته الواسعة ورؤيته البعيدة وذكاءه الحاد، فضلًا عن عزوفه عن المناصب عندما اكتشف أنها تبتعد عنه، فهجرها بعيدًا وآثر العمل الأكاديمى من خلال أنشطة الصناديق العربية بعيدًا عن صراعات «القاهرة» وشائعات أهلها التى كانت ترميه بالتهم اليسارية وتحجب عنه ما يستحق. رحم الله الفارسين الراحلين، وعوض وطنهما وجيلهما خيرًا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحيل جيل رحيل جيل



GMT 04:12 2018 الخميس ,06 أيلول / سبتمبر

أنبياء "أورشليم"

GMT 05:50 2018 الأربعاء ,08 آب / أغسطس

بناء الإنسان.. المصريون نموذجًا!

GMT 03:51 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

جوائز الدولة

GMT 12:40 2017 الجمعة ,08 كانون الأول / ديسمبر

الحرية والإبداع

GMT 05:39 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد النظم وتحديث الدول

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday