المكتشف الأول والعامل المجهول
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

المكتشف الأول والعامل المجهول

 فلسطين اليوم -

المكتشف الأول والعامل المجهول

بقلم : مصطفي الفقي

تراودنى- مثل غيرى- تساؤلات مفتوحة حول المعاناة التى مر بها الإنسان فى أطواره المختلفة، وكيف كان يعيش فى الكهوف؟ ماذا كان يفعل فى العصر الجليدى؟ ماذا كان شعوره أول مرة عندما رأى النار؟ وكيف وقف مشدوهاً أمام البحار والمحيطات؟ إن رحلة البشرية المضنية تؤكد أن علينا أن ندرك أن الجندى المجهول فى تاريخنا هو المكتشف الأول لأنه هو العامل المجهول، والغريب أنه كلما ازدادت معارفه لا يتقلص المجهول أمامه بل تزداد التساؤلات وتتعقد شبكة التفكير فى مواجهة هندسة الكون، ماذا فعل الإنسان الأول أمام غضب الطبيعة من رعد وبرق وسيول وزلازل وبراكين؟ كم أشفق على ذلك المخلوق الذى استخلفه الله فى الأرض

وقال له: (إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً) فكيف تراكمت معارفه؟ وماذا كان شعوره فى الانتقال من العصر الحجرى إلى عصر آخر عبر ملايين السنين؟ كيف بدأ حياته الطويلة بالصيد والرعى قبل أن يعرف الزراعة؟ لذلك ظل وثنياً يعبد الأشياء المحسوسة إلى أن أطلت عليه الأديان السماوية منذ ما يقرب من ثلاثة آلاف عام فقط ليدرك أن هناك قوة غيبية تحكم أبعاد الحياة وآفاق المعمورة، وأحسبنى أحياناً متحدثاً لـ«إخناتون» المصرى، الذى اكتشف وحدة الوجود ووصل إلى شاطئ التوحيد، ويصيبنى الشطط أحياناً أخرى فأظنه بديلاً لموسى كليم الله ونبى اليهودية، خصوصاً أن التداخل بين الروايتين الدينية والتاريخية يلزمنا أحياناً بالمقارنة الزمنية التى قد تقترب من التطابق كما قد تبتعد أيضاً على نحو يؤدى إلى الارتباك بين الروايتين حتى تستطرد الأسئلة تلح على خاطر المرء.. هل كان «داروين» محقاً عندما تكلم عن أصل الأنواع وأوضح فى نظرية النشوء والارتقاء أن الإنسان الأول هو امتداد متطور لحيوانات راقية ربما تجسدها (مرحلة القردة)؟ ثم أتراجع بشدة لأبحث فى التيار المادى الذى عصف بـ«أوروبا» فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ليضم «الدارونية» و«الفرويدية» و«الماركسية» وكلها امتداد لتيار مادى واحد يبتعد عن الغيبيات ويتخذ موقفاً محايداً من الأديان كى يمضى بالإنسان فى مسارات جديدة، وكلما قطعت البشرية أشواطاً إلى الأمام شعرنا بأنها تفسر الماضى من جديد وتقرأ التاريخ قراءة مختلفة وتضع يديها على مئات القضايا المجهولة عبر مسيرة الإنسان، ثم نأتى إلى اللغز الأعظم وهو كيفية البداية فى الخلق الإلهى، وما هو الانفجار العظيم الذى أدت انشطاراته الهائلة إلى ميلاد الخلية الأولى فى تكوين الإنسان؟ وكيف تتطابق تلك الدراسة العلمية غير المؤكدة مع نظرية الخلق فى الأديان السماوية والتى تبدأ بآدم وحواء؟ إن علينا أن ندقق كثيراً فيما تعلمناه وصدقناه واستسلمنا له، خصوصاً أن قضية الإيمان تبقى مسيطرة على أرواح مليارات البشر، فالإيمان ليس فقط هو ما وقر فى القلب وصدقه العمل ولكنه أيضاً القبول بأطروحات لا يدركها العقل البشرى ولكنه يؤمن عن اقتناع غيبى بوقوعها وتلك هى قمة الإيمان الذى يجعل الإنسان بحق سيد الكون، لذلك أفيق فجأة من هذه التأملات وما يصاحبها من خيالات مدركاً أن المؤمن أفضل عشرات المرات ممن لا إيمان له، فلو تاه صديقان فى الصحراء أحدهما مؤمن والثانى أقرب إلى الإلحاد فإن المؤمن سوف يعتصم بإيمانه وقد يبقى متماسكاً، بينما قد ينهار صديقه الذى لا يجد زاداً من دين يعتصم به أو إيمان يحميه من المجهول، ولقد تابعت سيرة كبار المفكرين والعلماء والقمم فى التاريخ البشرى فلم أجد للإلحاد مكاناً إلا من خلال نسبة ضئيلة، فنحن لا نكاد نعرف اسماً كبيراً اتخذ موقفاً محايداً من الألوهية أكثر من الفيلسوف البريطانى «برتراند راسل»، بينما كبار الأطباء وعلماء التشريح والمتبحرون فى فروع العلم المختلفة من القمم المعروفة هم من المؤمنين، بل وأحياناً من غلاة المؤمنين، لأن الإنسان إذا عرف أكثر وأدرك ما يمكن أن يكون خافياً فإنه يكون أشد أيماناً.. ما أروع الفكر والعلم والإيمان إذا اجتمعت!.

المصدر : جريدة المصري اليوم

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المكتشف الأول والعامل المجهول المكتشف الأول والعامل المجهول



GMT 03:22 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

رسالة مفتوحة إلى رئيسة وزراء نيوزيلندا

GMT 06:08 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

تكريم السادات

GMT 05:39 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

"محمود كارم" وسبيكة المكارم!

GMT 05:44 2018 الأربعاء ,24 كانون الثاني / يناير

25 يناير 2011

GMT 06:53 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

المئوية

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday