محمد بن سلمان وإدارة أزمة ترامب
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

محمد بن سلمان وإدارة أزمة ترامب

 فلسطين اليوم -

محمد بن سلمان وإدارة أزمة ترامب

بقلم : عماد الدين أديب

حوار ولى العهد السعودى، سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أمس الأول مع «بلومبيرج» دقيق، وشجاع، وحكيم فى وقت متوتر، ومضطرب وملىء بالحماقات من كل نوع.

مثلث «الدقة، والشجاعة، والحكمة»، هو تأكيد أن «الابن سر أبيه»، فهكذا كان وعاش الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ أن تولى أول منصب عام له فى 16 مارس 1954 حينما عين أميراً للرياض بالنيابة عن أخيه نايف، رحمه الله، رجل دقيق منضبط شجاع محل ثقة الجميع حتى صار أمين سر العائلة المالكة على مر العصور.

من يعرف الأب جيداً، سوف يعرف الابن محمد جيداً، ويلاحظ تلك «الجينات السياسية المتوارثة».

لذلك نجد أن المتابع والمحلل لقرارات ولى العهد السعودى سوف يكتشف أنها تتميز بهذه الصفات الثلاث «الدقة، الشجاعة، الحكمة».

وحوار بلومبيرج الأخير، جاء ترجمة دقيقة لهذا «المثلث»، فهو حقق مجموعة من الأهداف الصعبة التى يصعب ويندر أن تجتمع فى آن واحد، وفى موقف واحد، وهى:

1- رد رداً حاسماً على مسلسل ترامب، الذى استمر لمدة أسبوع، يطالب بإلحاح بأن «تدفع له السعودية مقابل الحماية». وجاء الرد واضحاً صريحاً: «لن ندفع شيئاً مقابل أمننا».

2- جاءت مفردات الرد مهذبة، حازمة للغاية لكن غير تصادمية، حتى لا يتحقق لأعداء المملكة فى اليمن وإيران وقطر وتركيا حلمهم المتجدد «بخسارة المملكة لحليفها الاستراتيجى التاريخى، وهو الولايات المتحدة الأمريكية».

3- جاء الرد، وهذا هو الأهم فى نظرى، مجدداً الثقة للرأى العام السعودى الذى استفزه كلام ترامب المتكرر عن هذه المسألة، بأن قيادة المملكة على كل مستوياتها تحافظ على سيادتها الوطنية واستقلالها، ولا تقبل أى نوع من التجاوز السياسى، أو أى شكل من أشكال الضغوط المباشرة أو غير المباشرة، حتى لو كان من الرئيس الأمريكى.

لذلك أستطيع أن أؤكد من المتابعة اللاحقة بتصريحات الأمير محمد أن هناك ارتياحاً كبيراً لهذه التصريحات، خاصة داخل قطاع الشباب السعودى على وسائل التواصل الاجتماعى جميعها.

4- كانت عبارات الأمير محمد فى هذا الحوار دقيقة وذكية، خاصة حينما قال:

أ- «إن السعودية تحتاج إلى ما يقارب ألفى عام، لكى، ربما، تواجه بعض المخاطر».

ب- «يجب عليك تقبل مسألة أن أى صديق سيقول أموراً جيدة وسيئة، لذلك لا يمكنك أن تحظى بأصدقاء يقولون أموراً جيدة عنك بنسبة 100٪»، هنا خاطب الأمير محمد الأمريكان بمنطقهم، وهو «منطق احترام حق الاختلاف».

جـ - «لن ندفع شيئاً مقابل أمننا، نعتقد أن جميع الأسلحة التى حصلنا عليها من الولايات المتحدة الأمريكية قد دفعنا من أجلها، وأنها ليست أسلحة مجانية» لم يتزيّد الأمير فى ذلك، ولم يقل نحن لا نحصل على حسنة منكم!

د - هنا نأتى إلى أشد عبارات الحوار ذكاء ومهارة، يعيدك فيها الكلام والعبارات المستخدمة بذكاء إلى «ثقافة الذكاء النجدى الموروث من صحراء منطقة نجد»، الآتى من تراث الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، مؤسس الدولة السعودية المعاصرة، وهى نظرية كيف تضرب بقوة دون أن تجرح!

قال الأمير محمد: «قبل عامين، كانت لدينا استراتيجية لتحويل معظم تسلحنا إلى دول أخرى، ولكن عندما أصبح ترامب رئيساً، قمنا بتغيير استراتيجيتنا للتسلح مرة أخرى للـ10 أعوام القادمة».

الكلام بمنتهى الذكاء والتهذيب يشرح الفرصة التاريخية التى أهديت لترامب والتى تقدر بـ400 مليار دولار، والتى يمكن أن تضيع منه دون أن يتم النطق بحرف واحد، مباشر أو غير مباشر من التلويح بالتهديد.

هـ - قال الأمير محمد: «أنا أحب العمل معه، يقصد ترامب، أنا حقاً أحب العمل معه ولقد حققنا الكثير فى الشرق الأوسط».

جاءت هذه العبارة فوراً عقب العبارة السابقة لتطبيق نظرية «العصا والجزرة» الأمريكية الشهيرة، والتى تم إدارتها فى هذا الحوار بذكاء نادر وحرفية سياسية متقنة، هنا كما يقول أهل مصر «الأمير بيضرب من ناحية، ويلاقى من ناحية ثانية».

و- شرح الأمير محمد بشكل تقنى احترافى مسألة قيام بلاده بالاستجابة لطلب ترامب بزيادة النقص فى المعروض من إيران بسبب العقوبات شرح الابن ذلك دون «تزيّد» أو «تفضل» على الأمريكيين، وفى ذلك الوقت كان ذلك رداً صريحاً ومباشراً على مسألة اتهام الدول المنتجة للبترول برفع أسعار النفط، وكأنه يقول لترامب لسنا السبب فى رفع الأسعار، بل نحن تدخلنا لننقذ الأسعار من الارتفاع الجنونى، لو لم يتم تعويض نقص الإنتاج الإيرانى.

يتضح من هذا الحوار، أنه يمكن الشعور بالاطمئنان على فهم وتقدير ووطنية ذلك الشاب الجالس فى المقعد الثانى لحكم المملكة العربية السعودية.

إنه زمن قياسى لمن استطاع استيعاب كل تلك التحديات والملفات، رغم أنه بدأ عمله السياسى كمستشار غير متفرغ فى هيئة الخبراء لمجلس الوزراء السعودى فى أبريل 2007.

إنه مثلث: الدقة، الحكمة، الشجاعة يتحرك للتعامل مع ملفات الأزمة، ومع كل تجربة وكل تعامل يومى، يزداد منحنى التعلم والنضوج والخبرة.

حوار بلومبيرج أشعرنى، كما أشعر الكثيرين، بأن السعودية فى يد أمينة وخبيرة وتحافظ -وهذا هو الأهم- على سيادتها الوطنية دون عنتريات أو جر البلاد إلى خسائر غير مبررة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد بن سلمان وإدارة أزمة ترامب محمد بن سلمان وإدارة أزمة ترامب



GMT 05:34 2019 الأحد ,28 تموز / يوليو

إيران: «أن تخسر أو تخسر»!

GMT 06:15 2019 السبت ,13 تموز / يوليو

تأملوا.. جيش مصر

GMT 04:22 2019 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

ما يعرفه المرشد الإيرانى ويتجاهله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday