درس «النووي الإيراني» فلسطينياً
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

درس «النووي الإيراني».. فلسطينياً

 فلسطين اليوم -

درس «النووي الإيراني» فلسطينياً

بقلم : عريب الرنتاوي

تجربة إيران مع «المجتمع الدولي»، توفر فرصة نادرة لتفكيك شبكة العلاقات الدولية والتعرف على محددات النظام العالمي وتوازناته ... واشنطن تنسحب من جانب واحد من الاتفاق النووي، وسط رفض جميع الدول الكبرى الموقعة على الاتفاق، بل وإدانتها للسلوك الأمريكي المهدد للأمن والاستقرار الدوليين ... لكن الحصيلة بعد عام على ذاك القرار، أن القوى الكبرى تقف متفرجةً على المواجهة الإيرانية – الأمريكية، عاجزةً عن فعل أي شيء يذكر، وفاءً بالتزاماتها بحفظ الاتفاق.
وما أن تشرع طهران في خفض سقف التزامها بالاتفاق، من داخله ومن دون التخلي عنه.... ما أن تلوّح بخطوات وإجراءات مضادة، حتى تقف هذه الدول مجتمعة، ضد الخطوة الإيرانية، «مرغية» و»مزبدة»، وتأخذ عواصم الغرب الكبرى، بإعادة انتاج «السردية» الأمريكية، وتصبح إيران هي الهدف الأسهل للتهديد والوعيد، وليست الدولة التي خرقت الاتفاق جهاراً نهاراً وفوق رؤوس الإشهاد، وبقدر هائل من الغطرسة والتبجح.
الاتحاد الأوروبي، تعهد بإنتاج «آلية جديدة» للتبادل التجاري مع إيران، وتفادي العقوبات، وتعويض طهران عن تداعيات الانسحاب الأمريكي من الاتفاق وتخفيض كلفة العقوبات الأمريكية على إيران، طالما هي ظلت على التزامها بموجب بنود الاتفاق ... أي شيء من هذا لم يحصل، ولم تتلق طهران سوى المراوغة والمماطلة، بل أن دولاً أوروبية عدة، في مقدمتها فرنسا، انتقلت للحديث عن الحاجة لاتفاق جديد، يلحظ برنامج إيران الصاروخي ودورها الإقليمي ... أين كانت هذه المحاذير عند توقيع الاتفاق، وإلى متى ستبقى القارة العجوز، على هذا القدر من «الاستتباع» لواشنطن وتسير لاهثةً خلف إداراتها، حتى وإن كانت على هذا القدر من الرعونة، وعلى هذه الدرجة من الانفلات من كل قيد أو ضابط، من كل معاهدة أو اتفاق؟
الصين، بدورها، وهي قوى عظمى بالذات اقتصادية، تخفض مستورداتها من النفط الإيراني، على طريق الاستغناء عنه، ودائماً استجابة للضغوط الأمريكية، وهي على الرغم من انتقاداتها للخطوة الأمريكية الأحادية، بل وتضررها المباشر من سياسات ترامب وحمائيته الاقتصادية، إلا أنها لا تمتلك إلا الانصياع على ما يبدو، لسيف العقوبات الأمريكية الجائرة على إيران.
روسيا، لا تكف عن توجيه الانتقادات لواشنطن، وهي بدورها تخضع للعقوبات الأمريكية، وصناعاتها الحربية والمدنية، تبدو ملاحقة، كما تلاحق شركة «هواوي» الصينية ... لكن ليس لدى موسكو خيلاً تهديها لطهران ولا مال ... الدول الضامنة للاتفاق النووي والموقعة عليه، لا تفعل شيئاً لإنقاذ هذا الاتفاق، أو للبرهنة أن قرارات واشنطن ومواقفها، ليست قدراً لا رادّ له ... هي تكتفي بالانتقاد اللفظي، دون خطوات عملية على الأرض، وهي في نهاية المطاف، تعود لتبني وجهة النظر الأمريكية، رغم كل ما قالته فيها وعنها. 
وعندما تصدر عن طهران بادرة اعتراض، أو تلويح بخطوات مقابلة، تقوم الدنيا ولا تقعد، وتنبري الدول الضامنة والموقعة للتحذير والتنديد، تاركة إيران تجابه وحدها، تداعيات «الأحادية» الأمريكية المرذولة، ومن دون بذل أي جهد لإنقاذ «النظام العالمي» من حالة التفلت والفلتان التي أطلقتها واشنطن، منذ أن وطأت قدما دونالد ترامب البيت الأبيض.
من ذا الذي سيثق بهذه الأطراف الضامنة والموقعة بعد اليوم، ومن الذي سيكون بحاجتها إن أمكن له إبرام اتفاقات منفردة مع واشنطن، ولماذا يحضر «شهود الزور» بمرتبة وزراء خارجية، الاجتماعات المقبلة، طالما أن حضورهم لا يختلف عن غيابهم، وطالما أن «توقيعاتهم» لا تساوي الحبر الذي كتبت به، وترجمة ضماناتهم رهن بما تريده واشنطن أو لا تريده واشنطن.
درس مؤلم، بيد أنه مفيد، فيما البعض من الفلسطينيين، يعتقد أن الانتقال من الوساطة الأمريكية المتفردة في عملية السلام إلى الوساطة متعدد الأطراف، يمكن أن يحدث فرقاً ... لا فرق يمكن أن يحدث سوى ذاك المترتب على إعادة بناء موازين القوى الأرض، ومن قبل الأطراف ذات الصلة، أما الرهان على مواقف أوروبية وصينية وحتى روسية مغايرة، فهو قد ينفع في صياغة بيانات «رنانة» أما فرص ترجمتها وتنفيذها على الأرض، فرهن بما تسمح به واشنطن ... أليس هذا هو بالضبط، ما تواجهه إيران اليوم؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

درس «النووي الإيراني» فلسطينياً درس «النووي الإيراني» فلسطينياً



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:05 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 13:10 2020 الخميس ,06 شباط / فبراير

يولد بعض الجدل مع أحد الزملاء أو أحد المقربين

GMT 13:40 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية العام فرصاً جديدة لشراكة محتملة

GMT 08:44 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجدي" في كانون الأول 2019

GMT 09:32 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تشعر بالإرهاق وتدرك أن الحلول يجب أن تأتي من داخلك

GMT 23:29 2020 الأربعاء ,06 أيار / مايو

كيف تصنع عطراً من الفواكه

GMT 05:54 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

الهرفي يستقبل ممثلين عن حركة التضامن الفرنسية

GMT 19:07 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

غروس يُعرب عن رضاه بتعادل "الزمالك"

GMT 01:07 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

عريقات يؤكد لا ننتظر شكرًا من "حماس" بل تنفيذ اتفاق 2017

GMT 21:26 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إعلان الفائزة بجائزة "نساء المستقبل" في العاصمة البريطانية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday