تفاوض بالنار ولكن تحت سقف خفيض
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

تفاوض بالنار... ولكن تحت سقف خفيض

 فلسطين اليوم -

تفاوض بالنار ولكن تحت سقف خفيض

بقلم : عريب الرنتاوي

تتحول «التهدئة» في غزة إلى فاصل زمني قصير بين مواجهتين، يدفع أهل القطاع الأثمان الباهظة للحرب والسلام على حد سواء، فلا الحرب تنتهي إلى نتائج حاسمة، ولا التهدئة تجلب لهم خلاصاً مما هم فيه وعليه، من فقر وتجويع وحصار وبطالة وانعدام الأفق.

لا إسرائيل تريد حرباً شاملة على غزة، ولا حماس بوارد الدخول في مواجهة «كسر عظم» مع إسرائيل، كل ما يجري من مناوشات ليس سوى محاولة لصياغة قواعد مستقرة للاشتباك، وتحسين شروط التسوية في إطار معادلة: «التهدئة مقابل تخفيف الحصار».

كان يمكن لشروط التفاوض أن تكون أحسن كثيراً للفلسطينيين، لو أن الفلسطينيين خاضوها بموقف موحد، سلطة واحدة وقرار واحد ... كان يمكن للحصار أن يتفكك وللمعابر أن تُفتح ولكل ما تطالب به حماس في مفاوضاتها غير المباشرة مع الإسرائيليين أن يتحقق، وعلى نحو أفضل، لو أن الأمر برمته تم في إطار الوحدة الوطنية وبعد إتمام المصالحة.

لقد بات الهم الأول للمقاومة، وربما الأخير، رفع الحصار وتخفيف قبضة العقوبات ... ولتحقيق هذه الغايات، واجه القطاع ثلاثة حروب كبرى وعشرات العدوانات في السنوات القليلة ... وانطلقت مسيرات العودة، بكلفة تجاوزت الثلاثمائة شهيد وألوف الجرحى، من دون أن يبحث أمر العودة في أي جلسة، مع أي من الوسطاء العرب والدوليين، كل البحث تركز حول تخفيف العقوبات ورفع الحصار واستعادة الهدوء التهدئة ... كان يمكن تحقيق كل هذه الأهداف، وبأكلاف أقل، لو أن الفلسطينيين تعلموا أن يقدموا التنازلات لبعضهم البعض، بدل تقديمها لعدوهم الوجودي/ الإحلالي/ العنصري.

ما إن تنهار التهدئة حتى يتحرك الوسيط المصري، ومن خلفه قوافل الوسطاء الأمميين ... لقد شاهدنا هذا السيناريو من قبل ... «التهدئة مقابل تخفيف العقوبات» ... لا التهدئة تستقر ولا العقوبات ترفع ... وحال الغزيين من سيء إلى أسوأ ... هذه المرة لا يبدو الوضع مختلفاً، بضعة أيام من المواجهة الدامية، التي تخلف أفدح الخسائر، بالذات في أوساط الفلسطينيين، ثم ندخل في دوامة تهدئة قصيرة، لنعاود بعدها الانخراط في مواجهة، ودائماً ضمن هذا السقف الخفيض من النتائج والتوقعات والأهداف.

نحن لا نتقدم على طريق إنجاز مشروعنا الوطني، أو بعض حلقاته ... مشروعنا الوطني يزداد تدهوراً وتراجعاً ... والأخطار تحيق به من كل جانب ... المشروع الصهيوني يتقدم، يبتلع يومياً مزيداً من الأرض والحقوق، ويفرض المزيد من الوقائع على الأرض، بل ويحظى بـ»شرعيات» دولية متزايدة، وأحياناً من قبل دول ومجموعات دولية، لطالما كانت «تصوت» تلقائياً، نصرة للفلسطينيين ... هذا الوضع لم يعد قائماً اليوم، إسرائيل تتقدم في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، ونتائج التصويت في الجمعية العامة، تُظهر تراجعات ملحوظة في حجم التأييد العالمي للقضية الفلسطينية ... كل هذا غير مهم، الأهم أن يستمر «الإخوة الأعداء» في لعبتهم «الصفرية»، وأن تستمر معها عمليات الاقصاء والإلغاء ... المهم أن نستمر في تقديم التنازل لأعداء قضيتنا وشعبنا، فيما نحن عاجزون عن مجرد صياغة بيان مشترك فيما بيننا.

هي حالة مزرية تماماً، يدفع ثمنها الكل الفلسطيني، وتحديداً الرابضون على خطوط الجمر والنار في قطاع غزة، المدعوون دائماً لتقديم ضريبة الدم، وغالباً على مذبح الانقسام الداخلي، ولتأبيد سلطة الأمر الواقع، وليس لإحراز تقدم جوهري أو حتى محدود على طريق إنفاذ المشروع الوطني الفلسطيني، أو واحدة من حلقاته وأهدافه، بأي عبثٍ هذا؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تفاوض بالنار ولكن تحت سقف خفيض تفاوض بالنار ولكن تحت سقف خفيض



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:20 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجوزاء" في كانون الأول 2019

GMT 15:13 2014 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض "الشارقة للكتاب" يستضيف الإعلامي أسامة مرّة

GMT 09:56 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

ترامب يبحث بناء منصة خاصة له بعد حذف حسابه على "تويتر"

GMT 18:15 2020 الأربعاء ,18 آذار/ مارس

تفاصيل برنامج هنا الزاهد «هزر فزر»

GMT 17:57 2019 السبت ,01 حزيران / يونيو

تنتظرك ظروف غير سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 23:52 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

"مؤمن زكريا" مطرود "قصرًا" من الوسط الرياضي

GMT 16:51 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

اتحاد جدة يفوّض بيليتش لفصل صفقة الإيفواري "سانوجو"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday