العرب والإيرانيون حصاد اللعبة الصفرية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

العرب والإيرانيون... حصاد "اللعبة الصفرية"

 فلسطين اليوم -

العرب والإيرانيون حصاد اللعبة الصفرية

بقلم : عريب الرنتاوي

تُعيد التصريحات التي أدلى بها أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني محسن رضائي حول الأحداث الاحتجاجية الأخيرة في بلاده، وما تضمنته من اتهامات بالأسماء والأرقام والتواريخ والجداول الزمنية لعواصم إقليمية ودولية، تعيد هذه التصريحات التأكيد على الحاجة لكسر "الحلقة الشريرة" التي تدور في داخلها العلاقات العربية – الإيرانية، والتي استهلكت الكثير من الموارد البشرية والمادية لكلا الجانبين، على امتداد ما يقرب من أربعة عقود من الزمان، سيما وأن فرص تغلب طرف على طرف، إقصائه أو إلغائه، أو حتى 
تحجيمه، تبدو ضعيفة للغاية، حتى لا نقول منعدمة.

العرب، معظمهم على الأقل، يجادلون بأن إيران تنتهج سياسة "توسعية" و"تدخلية"، وأنها لا تتورع عن ممارسة عادتها في "تصدير الثورة"، وأن قبضة من دولهم ومجتمعاتهم، باتت مستباحة من قبل رجالات إيران وأعوانها و"ميليشياتها"... وأن إيران تسعى في تقويض بنية الدولة العربية القائمة، لصالح كيانات "لا دولاتية"، مسلحة في الغالب، "تتمدد" على حساب الدولة ومؤسساتها، وتنهض على رابط "مذهبي" في الغالب... وهذا تقييم صحيح في مجمله، وباعترافات إيرانية صريحة واستفزازية، تصدر في لحظات الانتشاء بالنصر في هذه الساحة أو تلك، أو على هذا المحور أو ذاك.

لكن الناقص في الرواية العربية، أو "المسكوت عنه"، هو قليل من الاعتراف الرسمي، بأن العرب حاولوا مبكراً التدخل في الشؤون الإيرانية الداخلية، وأنهم بدورهم، يسعون اليوم لمواصلة هذا التدخل، وأن تدخلهم هذا، لا يأتي دائماً في إطار "دفاعي" أو من ضمن سياسة "ردعية"، أو حتى من باب "الانتقام" للنجاحات التي حققتها طهران وحلفائها في الإقليم، فعداء بعض العرب لإيران، بدأ مبكراً، واعتمد أشكالاً وأدوات شديدة الشبهة، بالأدوات التي اعتمدت عليها السياسة الخارجية الإيرانية ... لكن الفارق بين الموقفين والوضعين، أن العرب أخفقوا حيث نجحت إيران، فبدت الصورة، كما لو أن خطاب "المظلومية" العربية، له ما يبرره... ولو أن بعض العرب، توفر على بعض ما لدى إيران، من تخطيط بعيد المدى ونفس طويل، لرأينا ما لا تحمد عقباه في إيران، ولربما كانت إيران، قد سبقت كل من سوريا والعراق، إلى مستنقع التقسيم والتقاسم والانقسام.

لقد أعادتني تصريحات رضائي، التي كشف فيها عن "تورط" عربي في "مؤامرة" أعدت في أربيل، وفي ليل بهيم، وبإشراف المايسترو الأمريكي، إلى تصريحات أدلت بها قبل أشهر عديدة، جيهان السادات، زوجة الراحل أنور السادات، لقناة "بي بي سي"، وكشفت فيها عن بعض فصول حوارٍ دار بين الرئيس السادات وشاه إيران، بعيد وصول الأخير إلى مصر لاجئاً في إثر الثورة، وبعد أن ضاقت عليه الأرض بما رحبت ... السادات، اقترح على الشاه المخلوع، استدعاء أسطوله من عرض البحر للتجمع في الموانئ المصرية، والبدء فوراً بالإعداد لـ "الهجوم المضاد"، لاستعادة العرش وإلحاق الهزيمة بالثورة.

الشاه المخلوع، الذي بدا يائساً، خائراً ومحبطاً، لم يستجب للطلب ولم يحرك ساكناً ... لكن العرب لم يتوقفوا عند هذا الحد، إذ ما أن وضعت الثورة أوزارها في طهران، حتى اندلعت حرب السنوات الثمانية، وهي حربٌ شنها العراق كما هو معروف، وبدعم سخي من قبل العديد من العواصم العربية، وبإسناد أمريكي، لم تعد فصوله خافية على أحد.

إذاً، ليس بمقدور أي من الطرفين ادعاء "العفّة" والالتزام بقواعد القانون الدولي وسياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية ... ليس بمقدور الطرفين المتحاربين، العربي والإيراني، الادعاء بأن دولهم لم تكن سوى "جمعيات خيرية"، لا تفعل أكثر من "مدّ اليد" للطرف الآخر، الذي قابلها عادة بالصدّ والغدر والتنكر لمبادئ حسن الجوار ... الجميع تورط في سياسات عدائية حيال الجميع، في مراحل مختلفة، وبأدوات مختلفة، وبأقدار مختلفة، وهي لعبة يبدو أنها ستتواصل، بل وقد تتفاقم على وقع المواقف العدائية الرعناء التي تصدر عن بيت واشنطن الأبيض، والأرجح أننا سنشهد قريباً على فصول مكلفة منها، قد تتخطى ساحات "حروب الوكالة" المشتعلة منذ سنوات، إلى ساحات جديدة.

التهديد السعودي بنقل المعركة إلى الداخل الإيراني قبل عدة أشهر ... والتهديد الذي صدر عن الرئيس حسن روحاني وآخرين في إيران بـ "الانتقام" من الذين تأمروا على بلادهم من "الدول القريبة" ومعاقبتها، ينذر باقترابنا خطوات أوسع وأسرع من "حافة الهاوية"... وإن لم يتخل الجانبان عن "المعادلة الصفرية" في العلاقة بينهما، فقد ينزلقان إلى "قعرها"، وقدر هذه المنطقة على ما يبدو، أن تبقى في مربعات النار والغضب، ما لم تتعمق القناعة بأن "نظاماً إقليمياً للأمن والتعاون" وحده السبيل للخروج من "الدائرة الشريرة" وكسرها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب والإيرانيون حصاد اللعبة الصفرية العرب والإيرانيون حصاد اللعبة الصفرية



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:51 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج الميزان 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 21:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

عداء أميركي يفوز بماراثون افتراضي

GMT 06:03 2017 الإثنين ,03 تموز / يوليو

"المحسيري" متشائم بشأن الاوضاع في نادي الخضر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 18:29 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

اهتمامات الصحف العراقية الصادرة السبت

GMT 19:52 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

دورتموند والسير أليكس يحددان مصير العداء البلجيكي

GMT 07:59 2015 الثلاثاء ,01 أيلول / سبتمبر

حفل جيتار للفنان عماد حمدي بالأوبرا 10 آيلول

GMT 23:10 2014 الإثنين ,01 أيلول / سبتمبر

أناقة الحُجرات الآن في موديلات الثريّا 2015

GMT 21:11 2017 الخميس ,06 إبريل / نيسان

علاء إسماعيل يؤكد أنه لم يوقع لأي نادٍ غيره

GMT 09:55 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

الصين تعطّل الدراسة لأجل غير مسمى بسبب انتشار فيروس "كورونا"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday