«الاقتصاد» قاطرة تجر التاريخ
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

«الاقتصاد» قاطرة تجر التاريخ

 فلسطين اليوم -

«الاقتصاد» قاطرة تجر التاريخ

بقلم : عريب الرنتاوي

يعود «الاقتصاد» للعب دوره التاريخي، كقاطرة تجر التاريخ وتكتب فصوله المتعاقبة ... هو فتيل التفجير الأول في ثورات الربيع وانتفاضاته ... وهو اليوم، كما كان بالأمس، المحرك «النفاث» لثورات الخبز والاحتجاجات الشعبية (الشبابية أساساً) التي تندلع تباعاً في عدة دول عربية، وفي ظني أن «الحبل على الجرار».

تشهد محافظات العراق الجنوبية حراكاً شعبياً غير مسبوق، ضد فشل حكومات المحاصصة و»الإسلام السياسي» التي تعاقبت على حكم بلاد الرافدين، منذ سقوط نظام الرئيس الراحل صدام حسين ... فشلٌ مسً حياة كل مواطن عراقي من دون استثناء، وفي كل مرفق من مرافق حياته، على الرغم من العائدات النفطية الهائلة، التي ضاع معظمها في الصرف على مؤسسات ثبت أنها «كرتونية» مع أول تقدم لـ»داعش» صوب الموصل، فيما أغلبها ذهب إلى جيوب المتنفذين من ساسة ورجال دين، في واحدة من أبشع قصص الفساد التي تزكم الأنوف.

لبنان أيضاً كان ساحة من ساحات اختبار دور «الاقتصاد» في تحريك الجماهير الغاضبة من نظام المحاصصة الطائفية.... نقص الخدمات المروّع، وتغوّل نخبة من المتنفذين، و»زواج المتعة» الذي لا طلاق فيه بين الساسة و»البيزنيس»، حمل اللبنانيين، الشباب بخاصة، إلى خوض المواجهة تلو الأخرى، فيما المعركة ما زالت مفتوحة بانتظار يقظة اللبنانيين على «خراب» نظامهم السياسي.

«هبة رمضان» الشعبية غير المسبوقة في الأردن، بدأت بضريبة الدخل، لكن جذورها ضاربة في صميم بنية النهج الاقتصادي للحكومات المتعاقبة، والمتّسم بغياب الشفافية وتفشي الفساد ونقص الحساسية للتداعيات الاجتماعية لسياسات الإصلاح الاقتصادي ... هبة شعبية، أطاحت بحكومة وجاءت بأخرى، وانخرطت في صفوفها قوى وفئات وشرائح مجتمعية، لم يعهد عنها المشاركة في هكذا أنشطة... القصة لم تكتمل بعد، وإن كنّا نشهد على بداية عودة الإحباط وخيبة الأمل، بدءاً بالتأليف مروراً بالبيان الوزاري وانتهاء بمارثون الثقة ومناقشاته.

في المغرب، تحول «حراك الريف» إلى حراك وطني – اجتماعي واسع وعريض، بل وممتد، وتحولت شخصياته المحلية إلى رموز وطنية، فيما الدولة تقف عاجزة عن التعامل مع هذا الحراك، بما يستجيب لمطالبه المشروعة، ويقطع الطريق على تداعياته التي تنذر بدخول أطراف أخرى على الخط، وتحول شعاراته من «المطلبي» إلى «السياسي»
في تونس، أول الثورة، وأول الديمقراطية في العالم العربي، يواصل «الاقتصاد» وظيفته في تحريك الشارع، وإخراجه عن طوره، ويقف «التوانسة» أمام حصاد ثورتهم الرائدة، بكثير من الحسرة والخيبة، إذ حتى الآن، لم تضف حكومات ما بعد زين العابدين بن علي، حجراً رئيساً واحداً، في مدماك العمارة التونسية، فما معنى الثورة إن لم يتلمس أبناؤها نتائجها ويتذوقون ثمارها، الاقتصادية والاجتماعية، وليس السياسية فحسب.

في مصر اليوم، يبدو المشهد شبيها بما كان عليه عشية «يناير 2011»، حراكات احتجاجية متقطعة ومتنقلة، مناطقية وقطاعية، فيما الغضب من مآلات الحياة الاقتصادية الصعبة التي تعتصر المصريين، يتراكم تحت السطح، وينذر بشتى الاحتمالات والعواقب، ومن بينها «ثورة ثالثة» في غضون عشرية واحدة من السنين.
 
وما ينطبق على هذه العينة من البلدان، ينطبق بأقدار متفاوتة على بقية البلدان والمجتمعات العربية... والعرب اليوم، يدفعون الأثمان الباهظة للفشل المتراكم لدولهم الحديثة، دول ما بعد الاستقلالات الوطنية، حيث حلّوا أخيراً في قوائم التنمية البشرية، وفي شتى الحقول والميادين تقريباً.

لا الأنظمة القديمة نجحت في معالجة «المعضل الاقتصادي – الاجتماعي» ولا الأنظمة الحديثة المنبثقة عن الثورات ... لا الدول العلمانية – العسكريتارية نجحت في تحقيق الإنجاز المنتظر، ولا أنظمة «الإسلام السياسي السني والشيعي» وحكومات المحاصصة المذهبية والطائفية نجحت في ذلك ... هو الفشل العميم، الذي ينذر بتعميم حالة عدم الاستقرار وتفاقمها، بل ويمهد لموجة جديدة من ثورات الربيع العربي وانتفاضاته، لكأننا اليوم كما قلنا بالأمس، أمام قطار جارف، لن يتوقف قبل المرور بجميع محطاته، وفي مختلف عواصم الوطن الكبير، من محيطه إلى خليجه.

المصدر : جريدة الدستور

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الاقتصاد» قاطرة تجر التاريخ «الاقتصاد» قاطرة تجر التاريخ



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:51 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج الميزان 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 21:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

عداء أميركي يفوز بماراثون افتراضي

GMT 06:03 2017 الإثنين ,03 تموز / يوليو

"المحسيري" متشائم بشأن الاوضاع في نادي الخضر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 18:29 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

اهتمامات الصحف العراقية الصادرة السبت

GMT 19:52 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

دورتموند والسير أليكس يحددان مصير العداء البلجيكي

GMT 07:59 2015 الثلاثاء ,01 أيلول / سبتمبر

حفل جيتار للفنان عماد حمدي بالأوبرا 10 آيلول

GMT 23:10 2014 الإثنين ,01 أيلول / سبتمبر

أناقة الحُجرات الآن في موديلات الثريّا 2015

GMT 21:11 2017 الخميس ,06 إبريل / نيسان

علاء إسماعيل يؤكد أنه لم يوقع لأي نادٍ غيره

GMT 09:55 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

الصين تعطّل الدراسة لأجل غير مسمى بسبب انتشار فيروس "كورونا"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday