بعد الانسحاب من اليونيسكو، خطوة ترامب التالية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

بعد الانسحاب من اليونيسكو، خطوة ترامب التالية

 فلسطين اليوم -

بعد الانسحاب من اليونيسكو، خطوة ترامب التالية

بقلم : عريب الرنتاوي

احتفظت واشنطن على الدوام بعلاقة إشكالية مع منظمة اليونيسكو، ولطالما اتهمتها بالانحياز للفلسطينيين وأحياناً بـ "اللاسامية" .. والتلويح بقطع التمويل عن المنظمة واحياناً، الانسحاب من المنظمة، ظل ديدن الإدارات الأمريكية المتعاقبة، الواحدة منها تلو الأخرى، لكنها المرة الأولى التي تجرؤ فيها إدارة أمريكية على اتباع القول بالفعل، واتخاذ قرار الانسحاب من هذا المنتظم الثقافي/التربوي/ العلمي رفيع المستوى.

يعطي القرار الأمريكي دلالة عملية ملموسة على ما يمكن لإدارة ترامب أن تصل إليه، في مواقفها المناهضة للعرب والفلسطينيين ... فهي تريد أن تظهر أنها "كاثوليكية" أكثر من البابا ذاته، وأنها أكثر حرصاً على مصالح إسرائيل من الحكومة الإسرائيلية ذاتها، إذ سبقت واشنطن تل أبيب على اتخاذ قرار الانسحاب، ولولا القرار الأمريكي، لما جاء القرار الإسرائيلي لاحقاً له.

والحقيقة أننا أمام ظاهرة بالغة الخطوة، وقد لا تكون مسبوقة في تاريخ العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، فاليمين الأمريكي الذي يتحكم بمفاصل قرار البيت الأبيض، أظهر في سنته الأولى، أنه أكثر التزاماً بمصالح إسرائيل من معظم ألوان الطيف السياسي/الفكري في إسرائيل ذاتها ... والولايات المتحدة، تحت حكم هذا اليمن، انتقلت من الانحياز لتل أبيب، إلى الوقوف على رأس معسكر اليمين الديني والقومي المتطرف فيها، وليس في آخر صفوفه.

كنا من نقبل، نحذر من مخاطر سياسات ومواقف تصدر عن الكونغرس تحت تأثير جماعات الضغط و"اللوبي اليهودي" في واشنطن، ولطالما وصفنا بعض لجان الكونغرس وأعضائه، بأنهم "صهاينة" أكثر من الكنيست الإسرائيلي ذاته ... الجديد اليوم، أننا أمام إدارة متطرفة، تكاد تتجاوز في تطرفها الترويكا الحاكمة في إسرائيل: نتنياهو – ليبرمان – بينيت.

ومن استمع خلال الأسابيع القليلة لمواقف سفير واشنطن لدى إسرائيل، يدرك حقيقة ما نرمي إليه، من وصفه الاحتلال الإسرائيلي للضفة بـ "الاحتلال المزعوم"، إلى حديثه عن المستوطنات كحق تمارسه إسرائيل على أرضها خدمة لمقتضيات نظرية الأمن القومي الإسرائيلي، إلى تشديده على عدم التفريط بين "استيطان كبير" وآخر "صغير"، أو قديم وحديث، طالما أنه سيظل في دولة إسرائيل.

وإن صحت المعلومات عن خطة ترامب، أو "صفقة القرن"، كما جرى توصيفها، والتي تحيل السلطة إلى دولة من دون زيادة أو نقصان لا في ولايتها وتفويضها ولا في حدودها وجغرافيتها، فمعنى ذلك أن معركة الفلسطينيين القادمة، ستكون مع واشنطن، وليست مع الإسرائيليين ابتداءً، وأن إدارة ترامب التي "باعت" العرب والفلسطينيين حكاية تأجيل نقل السفارة، ماضية إلى ما هو أبعد من ذلك من حيث "عدوانها على حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية الثابتة وغير القابلة للتصرف بموجب الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة"، والأرجح أنها لن تغادر البيت الأبيض قبل أن تكون نقلت السفارة وأعطت إسرائيل الضوء الأخضر لضم كتل استيطانية واسعة.

ما جرى خلال الساعات الماضية في أروقة الكونغرس، مؤشر على ما تستبطنه هذه الإدارة من مواقف مناهضة للحق الفلسطيني والعربي في القدس وفلسطين، صحيح أنها استبقت ذلك بمواقف عديدة شديدة العداء للفلسطينيين، لكنها هذه المرة تبرهن بالملموس أنها لا تكتفي بالأقوال، بل تستبعها بالأفعال، وأنها أقل الإدارة حساسية حيال مصالح حلفائها وأصدقائها من العرب.

قد يقول قائل أن واشنطن لم تنسحب من المنظمة الدولية لأسباب سياسية، كما أوحت بذلك، بل لأسباب مالية بالأساس، وأنها "سلّفت" إسرائيل قرار الانسحاب على أمل الحصول على مقابل حين يحين موعد المقايضة الكبرى لإتمام "صفقة القرن" ... والحقيقة أن تبرير الانسحاب بالعجز المالي لم يكن مقنعاً من قبل، وهو ليس كذلك اليوم ... وافتراض قيام واشنطن بتدبير مقايضة مع تل أبيب، إنما يعكس مدى تغلغل الأوهام والرهانات على ما يمكن أن يأتي به ترامب، فالرجل يذهب أبعد من المتوقع في دعمه لإسرائيل، فيما "الواهمون العرب" ما زالوا يعتقدون أنه سيأتي بما لم تستطعه الأوائل، في تعبير عن العجز والإفلاس وشح الإرادة والخيال.

ولسنا متفائلين بقيام "الأغنياء العرب" بسد العجز الذي سيخلفه قرار الانسحاب الأمريكي من اليونيسكو، ما لم تكن لدولهم وأنظمتهم مصالح خاصة وراء ذلك، من بينها تعظيم فرص مرشح هذه الدولة أو تبديد فرص ذاك من دول المحور المقابل ... المال يحضر بقوة في الصراعات العربية البينية، لكنه يغيب ويصبح عملة نادرة، عندما تحضر القضايا والمصالح العربية الكبرى، وتلكم واقعة تكررت حتى صارت قاعدة حاكمة للسخاء العربي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد الانسحاب من اليونيسكو، خطوة ترامب التالية بعد الانسحاب من اليونيسكو، خطوة ترامب التالية



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:51 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج الميزان 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 21:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

عداء أميركي يفوز بماراثون افتراضي

GMT 06:03 2017 الإثنين ,03 تموز / يوليو

"المحسيري" متشائم بشأن الاوضاع في نادي الخضر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 18:29 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

اهتمامات الصحف العراقية الصادرة السبت

GMT 19:52 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

دورتموند والسير أليكس يحددان مصير العداء البلجيكي

GMT 07:59 2015 الثلاثاء ,01 أيلول / سبتمبر

حفل جيتار للفنان عماد حمدي بالأوبرا 10 آيلول

GMT 23:10 2014 الإثنين ,01 أيلول / سبتمبر

أناقة الحُجرات الآن في موديلات الثريّا 2015

GMT 21:11 2017 الخميس ,06 إبريل / نيسان

علاء إسماعيل يؤكد أنه لم يوقع لأي نادٍ غيره

GMT 09:55 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

الصين تعطّل الدراسة لأجل غير مسمى بسبب انتشار فيروس "كورونا"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday