إدارة منقادة وليست قائدة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

إدارة منقادة وليست قائدة

 فلسطين اليوم -

إدارة منقادة وليست قائدة

بقلم :عريب الرنتاوي

يتوزع تركيز إدارة الرئيس دونالد ترمب بين ملفين نوويين: إيران وكوريا الشمالية، وتعتمد مقاربتين مختلفتين حيال كل منهما، ففيما «الاحتواء الناعم» المشفوع بمزيد من «الجزر» هي عناوين الصفقة المعروضة على بيونغ يانغ من واشنطن وحلفائها في تلك المنطقة، فإن إيران لا تتلقى في المقابل سوى المزيد من التهديد والوعيد، المشفوعين بقوائم لا تنتهي من الأفراد والمؤسسات المشمولة بالعقوبات ... فيما وعود «الرخاء» تنهمر على كيم جونغ أون، فإن كلمة «السحق» هي أكثر ما يتردد في الرسائل الأمريكية الموجهة لـ»المرشد الأعلى» ... لا توزيع عادلاً للعصيّ والجزر بين الدولتين النوويتين، كوريا الشمالية التي توافرت على «القنبلة» ووسائط نقلها «الصواريخ العابرة للقارات» تتلقى المزيد من الجزر، فيما إيران التي تؤكد صبح مساء أن برنامجها غير عسكري، وأبرمت اتفاقاً مع المجتمع الدولي بهذا الصدد لا تتلقى سوى المزيد من العصي، وضربات باتت روتيناً يومياً في سوريا.

مع هبوب «نسائم الغزل» بين واشنطن وبيونغ يانغ، وتواتر الأحاديث عن قمة غير مسبوقة بين قيادتي البلدتين، وبعد موجة من التصعيد «الكاريكاتيري» المضحك، حول «رجل الصواريخ الصغير» و»زري النووي أكبر من زرك»، قلنا في هذه الزاوية بالذات، إن إعادة انتاج النموذج الكوري الشمالي، غير ممكن إيرانياً، وإن على طهران أن تقرأ تفاصيل المقاربة الأمريكية حيال ملف كوريا الشمالية النووي، من دون أوهام، فثمة سياقات مختلفة للأزمتين، وأبرزنا على نحو خاص، أنه حين يتعلق الأمر بإيران، فإن إسرائيل هي من سيقرر السياسة والمقاربة، وليست واشنطن ولا إدارة ترمب، وهذا ما كان، وهذا ما يجري على الأرض السورية ابتداءً، وهذه مقاربة ما زالت تحتفظ بصحتها بالكامل.

لكن دانييل ليفي مدير المشروع الأمريكي للسلام في الشرق الأوسط، والمستشار السابق لأكثر من رئيس حكومة إسرائيلية، تناول المسألة في سياقها الأكبر، حين كتب في مجلة «الفورين بوليسي» مقالة بعنوان:»  «Trump Is Following, Not Leading، شكك فيها في زعم الإدارة أنها تقود سياسة خارجية نابعة من ذاتها ومنبثقة من حسابتها حيال الأزمتين الإيرانية والكورية، موضحاً أن حلفاء واشنطن في هذه المناطق، هم من يملون على واشنطن سياساتها، وأن جهود ومبادرات كل الزعيم الكوري الجنوبي مون جاي إن، وبدرجة ثانية، رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، قد تقود إلى صنع السلام في شبه الجزيرة الكورية، فيما حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط: بينامين نتنياهو، وبعض القادة العرب، يقودون واشنطن إلى حرب، تبدو مرجحة، ضد إيران، بصرف النظر عن شكلها وأدواتها وتوقيتها.

من هم في مقعد القيادة في هاتين الأزمتين النوويتين، ليس ترمب ولا مستشاره بولتون شديد التطرف والعدائية، ولا الوزير بومبيو صاحب «خريطة الطريق إلى جهنم» التي عرضها في «الهيريتيج فاونديشين» اليمنية المحافظة، بل كل من مون ونتنياهو، يعاونهما عدد من اللاعبين الإقليميين الأقل تأثيراً في كلتا الأزمتين ... إدارة منقادة وليست قائدة، هذه هي الخلاصة التي بدأها ليفي وانتهى إليها.

ولقد وفرت تطورات الساعات الـ «72» الفائتة، برهاناً جديداً على صحة هذا التقدير، فبين عشية وضحاها، وفي غضون أربع وعشرين ساعة فقط، انقلب موقف الإدارة الأمريكية، من إعلان فشل الجهود الرامية لعقد قمة سنغافورة وإلغائها إلى العودة لتأكيد انعقادها في موعدها المقرر ... من التهديد والوعيد من جديد، إلى اللغة الناعمة وإبداء الاستعدادات السخيّة لتقديم كل ما يلزم من ضمانات وتطمينات ووعود بالرخاء العميم، حتى أن الأنباء بدأت تتوقع انضمام كوريا الشمالية إلى نادي الدول الصناعية العشرين، في فترة زمنية قياسية قادمة؟!

لولا جهود مون، لما كان استنقاذ القمة أمراً ممكنا، ولما عادت الأزمة الكورية إلى سكة الحلول السياسية – التفاوضية ... لولا «عقلانية» النظام السياسي الكوري الجنوبي، المستندة إلى المؤسسات وصناديق الاقتراع، لما أمكن تحقيق هذه النقلة في الموقف الأمريكي ... بخلاف ما رأيناه عشية التوقيع على «النووي الإيراني» من هستيريا الانتقادات التي انطلقت من إسرائيل وبعض دول المنطقة، وهي ذاتها الدول التي انفردت بالضد من الإجماع العالمي، بالترحيب بقرار ترمب المتسرّع وغير المسؤول، بالانسحاب من هذا الاتفاق، وما أعقبه من كشف عن بنود «صك الإذعان» الذي يراد فرضه على إيران من جانب واحد، ومن دون قيد أو شرط.

هنا يظهر أثر «العنصرية» و»نزعة التفوق» و»ميول الهيمنة والتوسع» التي تغلف الخطاب الإسرائيلي وتتحكم به ... هنا تتجلى «لا عقلانية» السياسات العربية، المؤسسة على حكم الفرد ونزعاته ونزواته، وأثرها في صنع السياسات وتشكيل المواقف ... هناك قد يجد السلام والنماء فرصة ثانية، وهنا قد تدخل المنطقة في أتون حرب خليجية – كونية رابعة في غضون أقل من أربعة عقود.

المصدر : جريدة الدستور

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدارة منقادة وليست قائدة إدارة منقادة وليست قائدة



GMT 09:53 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

سؤالنا وتجربتهم

GMT 09:19 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

تونس على صفيح الصراع الإقليمي الساخن

GMT 09:05 2020 الخميس ,23 تموز / يوليو

العراق بين زيارتين وثلاث قذائف

GMT 06:33 2020 السبت ,18 تموز / يوليو

هل بات «الضم» و«صفقة القرن» وراء ظهورنا؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:51 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج الميزان 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 21:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

عداء أميركي يفوز بماراثون افتراضي

GMT 06:03 2017 الإثنين ,03 تموز / يوليو

"المحسيري" متشائم بشأن الاوضاع في نادي الخضر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 18:29 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

اهتمامات الصحف العراقية الصادرة السبت

GMT 19:52 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

دورتموند والسير أليكس يحددان مصير العداء البلجيكي

GMT 07:59 2015 الثلاثاء ,01 أيلول / سبتمبر

حفل جيتار للفنان عماد حمدي بالأوبرا 10 آيلول

GMT 23:10 2014 الإثنين ,01 أيلول / سبتمبر

أناقة الحُجرات الآن في موديلات الثريّا 2015

GMT 21:11 2017 الخميس ,06 إبريل / نيسان

علاء إسماعيل يؤكد أنه لم يوقع لأي نادٍ غيره

GMT 09:55 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

الصين تعطّل الدراسة لأجل غير مسمى بسبب انتشار فيروس "كورونا"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday