ما ذنب الوزير
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

ما ذنب الوزير؟

 فلسطين اليوم -

ما ذنب الوزير

بقلم أسامة غريب

أعجب أشد العجب من الناس الطيبين الذين يطالبون عقب كل إخفاق بإقالة الوزير المسؤول أو إقالة رئيس الوزراء، إعمالاً لقواعد الشفافية وتحمل المسؤولية المعروفة فى البلاد الديمقراطية. المضحك فى الأمر أن منصب الوزير كما منصب رئيس الوزراء هو فى حقيقته منصب شرفى يقوم صاحبه بتلقى الضربات وصد الهجمات وتحمل الشتائم واللعنات الناجمة عن قرارات وأفعال ليس له علاقة بها. والوزير.. أى وزير هو رجل حصل على مزايا مالية وكُشك حراسة وموتوسيكلات تتحرك أمامه فى غدوه ورواحه بما يفرى كبد الجيران ويمنح الزوجات أسباباً للزهو.. كل هذا مقابل أن يمنح عرضه لوسائل الإعلام، وأن يكون جاهزاً للنهش والإهانة فداء لأصحاب القرار الحقيقيين. هذه هى حقيقة الأمر، فلا رئيس الوزراء يملك أن يتخذ قراراً حقيقياً، ولا أى وزير يستطيع أن يرسم سياسة وزارته.. ولماذا سنذهب بعيداً!، إن وزارة الخارجية طوال عهد مبارك وبعده هى وزارة شرفية تشكل عبئاً على الاقتصاد المنهك بمئات البعثات الخارجية التى لا تفعل شيئاً، والدور الوحيد الذى تقوم به فعلياً هو العمل القنصلى من استخراج الشهادات والتصديق على أوراق.. إلخ، أما السفارات والدبلوماسيون فممنوع عليهم الكلام فى السياسة أو الإدلاء بتصريحات حتى لو كانت تمثل رأى الدولة، أما السياسة الخارجية فهى مسؤولية مؤسسة الرئاسة والمؤسسات الأمنية التى يعهد إليها الرئيس بالأمر. فإذا كان ذلك كذلك، فما الفرق بين زيد وعبيد أو بين فلان وعلان؟.

لهذا فإننى لا أنشغل أبداً بحكاية تغيير الوزراء أو تشكيل وزارة جديدة، فهذا يشبه فى حقيقته تغيير الكومبارس فى أحد الأفلام.. لا أحد من الجمهور يهتم إذا تم تغيير أصحاب الأدوار الثانوية فى الأفلام، ولكن الاهتمام الفعلى يحدث إذا ما تم تغيير المخرج والأبطال.

ولقد ترسخت مسألة تهافت الوزراء وهامشيتهم فى السنوات الأخيرة بشكل لم نعهده من قبل، إذ تصدّر المشهد العام شخصيات عجيبة على شكل مذيعين ومقدمى برامج وضيوف دائمين فى كل القنوات، يقومون بدور الوزراء والمفكرين والأجهزة الرقابية وأجهزة التحرى والتحقيق وإصدار الأحكام، ينفردون بالميكروفون والكاميرا ويتفوهون بكل ما يريدون أو يُملى عليهم من كلام فارغ لشغل الناس وتدويخهم واللعب فى دماغهم. هذه الشخصيات يستطيع الواحد منها أن يمسح البلاط بأى وزير بحق أو بغير حق، دون أن يستطيع الوزير أن يغضب أو يرد، لأنه يعلم أن هؤلاء لا يمثلون أنفسهم وإنما يمثلون الجهات التى سمحت بتعيين الوزير، والتى تستطيع أن تزيحه من فوق كرسيه سواء بهدوء أو بفضيحة، بصرف النظر عن حظ الوزير من الشرف أو الفساد!. والذين يحسدون الوزير ويشعرون بالغبن لأنهم كانوا متعشمين ولم يصبهم الدور أولى بهم أن يخجلوا من أنفسهم ويفكروا فى عمل مفيد يشغلون به وقت فراغهم بدلاً من وظيفة لن تجلب لهم سيرة طيبة مهما اجتهدوا، والأمر لا يعود لعيب فيهم قدر عودته لكونهم يلعبون فى حيز ضيق لا يسمح بالإبداع أو بالإصلاح.. يسمح فقط بالتسبيح بحمد أولياء النعم وتنفيذ الأوامر التى يعلمون أنها لن تؤدى إلا إلى الخراب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما ذنب الوزير ما ذنب الوزير



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:51 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج الميزان 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 21:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

عداء أميركي يفوز بماراثون افتراضي

GMT 06:03 2017 الإثنين ,03 تموز / يوليو

"المحسيري" متشائم بشأن الاوضاع في نادي الخضر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 18:29 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

اهتمامات الصحف العراقية الصادرة السبت

GMT 19:52 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

دورتموند والسير أليكس يحددان مصير العداء البلجيكي

GMT 07:59 2015 الثلاثاء ,01 أيلول / سبتمبر

حفل جيتار للفنان عماد حمدي بالأوبرا 10 آيلول

GMT 23:10 2014 الإثنين ,01 أيلول / سبتمبر

أناقة الحُجرات الآن في موديلات الثريّا 2015

GMT 21:11 2017 الخميس ,06 إبريل / نيسان

علاء إسماعيل يؤكد أنه لم يوقع لأي نادٍ غيره
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday