المتعة الغليظة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

المتعة الغليظة

 فلسطين اليوم -

المتعة الغليظة

بقلم : أسامة غريب

كانت المدينة مشغولة بالكامل بمباراة الكرة، فالناس فى الشوارع والميكروباصات وداخل المكاتب وعلى القهاوى لا حديث لها إلا عن المباراة. فى المساء عندما بدأ الماتش امتلأت المقاهى بالرواد يتابعون الأحداث دقيقة بدقيقة. فى ذلك الوقت كنت أحرك ريموت التليفزيون بحثاً عن قناة ناشيونال جيوجرافيك.. كان الناس فى واد وأنا فى وادٍ آخر.

نظرت إلى نفسى فى دهشة.. نفس الإحساس الذى ينتابنى الآن هو ما كنت أحسه عندما كنت أعيش فى كندا أثناء مباراة مهمة فى البيسبول أو فى كرة القدم الأمريكية.. كان الناس يلتفون حول الشاشات فى البيوت والحانات وفى الميادين الكبرى يتابعون ويصرخون، بينما أنا فى حالة لا مبالاة تامة مع بحث فى التليفزيون عن قناة تقدم شيئاً مفهوماً. لقد صارت كرة القدم شيئاً غير مفهوم بالنسبة لى ولم أعد مشغولاً حتى بمعرفة النتيجة!

لا أنكر أن هذا الموقف أدهشنى وسبب لى شيئاً من الضيق خشية أن يكون شعورى هذا نابعاً من تعالٍ أو ترفّع على ما يحبه أهلى وناسى، لكنى طمأنت نفسى بأن الأمر ليس كذلك.

إننى أعرف أن ارتباط المرء بتشجيع فريقه غير مرهون بكونه فريقاً عظيماً أو صاحب بطولات، لكن الأمر عبارة عن احتياج لتبادل الفرح والشجن بين المشجع وفرقته، فالمشجع فى الهند مثلاً يشجع واحداً من أضعف منتخبات العالم ويعرف أن فريقه لن يصل لشىء، ومع ذلك يؤازره، ومعلوم كذلك أن الفرق العربية والأفريقية والآسيوية هى فى العموم من فرق المستوى الرابع يعنى عبارة عن حصالة للأهداف بالنسبة للفرق الأخرى عندما تلعب فى البطولات الكبرى، ومع ذلك يذهب وراءها المشجعون أملاً فى اقتناص لحظات فرح يتيهون بها على مشجعى فرق مَوْكوسة مثلهم!

كل هذا أعرفه، ومع ذلك وجدت نفسى وقد تحولت إلى شخص لا يريد مشاهدة الكرة.

هل هو تعبير عن نقص فى منسوب الولاء للهراء؟ أعتقد أنه كذلك، وأظن أننى أصبحت أنفر من كل ما هو غليظ فى الحياة.. مسلسلات التليفزيون وبرامج التوك شو وجلسات البرلمان وقبل هذا كله مباريات كرة القدم وما يحيط بها من لاعبين نُص لبة ورؤساء أندية منهم بلطجية بمعنى الكلمة واستوديو تحليلى بذىء يهيمن عليه الزلنطحية والأرزقية وأداء باهت فى الملعب يعكس نفسه فى البرامج التى تسهر أحياناً حتى الفجر تحلل مباراة ليس بها لعبة واحدة حلوة!.. كل هذا يعبر عن حالة من المتعة الغليظة لم أعد أقبلها، بالضبط مثلما لا أستطيع أن أشاهد عرضاً مسرحياً يجلب الضحك من خلال الضرب على القفا!.. لم يعد الانتساب للجموع يمنحنى الأمان.. بالعكس أصبح يخيفنى، وأصبح تعبئة الناس فى قوالب ورصها فى زجاجات يدفعنى للهروب بعيداً عن صخب هؤلاء وضجيجهم واحتفالاتهم الوحشية!

لقد بت أعتقد أن منسوب الغلظة والجلافة يرتفع كلما ألح الإعلام وأشار للناس فى اتجاه معين، خاصة إذا صاحب هذا شُح السلع فى الأسواق مع ارتفاع سعر الدولار.. وأتصور أن مباريات الكرة بما يصاحبها من هستيريا إعلامية يمكن أن يتم أثناءها اغتصاب إحدى المشجعات فى المدرج بينما مَن يجلسون إلى جوارها يطالبون بضربة جزاء ولا يلتفتون إلى صراخ أختهم المغدورة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتعة الغليظة المتعة الغليظة



GMT 06:44 2018 الجمعة ,05 كانون الثاني / يناير

الجنون والمسخرة

GMT 00:39 2017 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

المينى بار

GMT 04:02 2017 الجمعة ,11 آب / أغسطس

بيتى أنا.. بيتك (1)

GMT 04:17 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

البيان رقم واحد

GMT 06:03 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

رائحة الفقر

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:20 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجوزاء" في كانون الأول 2019

GMT 15:13 2014 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض "الشارقة للكتاب" يستضيف الإعلامي أسامة مرّة

GMT 09:56 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

ترامب يبحث بناء منصة خاصة له بعد حذف حسابه على "تويتر"

GMT 18:15 2020 الأربعاء ,18 آذار/ مارس

تفاصيل برنامج هنا الزاهد «هزر فزر»

GMT 17:57 2019 السبت ,01 حزيران / يونيو

تنتظرك ظروف غير سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 23:52 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

"مؤمن زكريا" مطرود "قصرًا" من الوسط الرياضي

GMT 16:51 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

اتحاد جدة يفوّض بيليتش لفصل صفقة الإيفواري "سانوجو"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday