الكاظمون الغيظ
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الكاظمون الغيظ

 فلسطين اليوم -

الكاظمون الغيظ

بقلم أسامة غريب

لو أن شخصاً أغاظك أو ضايقك بشكل شخصى، فمن الطبيعى أن تضايقه وتنكد عليه بشكل شخصى، أى أن ترد التهكم بتهكم والسخرية بسخرية، لكن ليس من العدل أن تسىء إليه فى مكان عمله مثلاً، أو أن تسعى فى حصوله على جزاء إدارى لا علاقة له بالخلاف الشخصى بينكما، أو أن تنثر الأقاويل حول زوجته وتسىء إلى سمعتها لمجرد أنه أحرجك أمام الآخرين. إنك إذا تصرفت على هذا النحو وتصورت أنك ثأرت لنفسك وانتهى الأمر فسوف تكون مخطئاً، ليس فقط لأنك ستكون قد ارتكبت إثماً سوف يثقل ضميرك ومارست الظلم بحق من لا يستحق، وليس كذلك لأنك ستدفعه للغضب والرد المضاد، ولكن لشىء أخطر من ذلك. هذا الشىء هو أنك ستكون مضطراً لتبرير ما فعلت أمام كل من يتوجه إليك متسائلاً: لماذا فعلت بفلان ما فعلت؟.. ستجد نفسك دون أن تدرى تنحدر إلى طريق رهيب من الخسة والافتراء لا أعتقد أنك كنت تقصده من البداية.. ولا أظن أنك سوف تصارح الناس بحقيقة الأمر وتقول لهم إن فلاناً قد أغاظك أو سخر منك فاضطررت إلى إيذائه فى لقمة عيشه، لكنك حتى تبرر فعلتك ستنسب إليه أفعالاً شائنة لم يفعلها وجرائم لم يرتكبها، كما أنك ستلصق به صفات أنت أول من يعلم أنه بعيد عنها.. كل هذا ستفعله للدفاع عن نفسك وعن موقفك الخاطئ، وستجد نفسك فى النهاية قد ارتكبت جريمة بشعة فى حق إنسان برىء، فقمت بتلويث شرفه وتحطيم سمعته لتأكيد أن ما فعلته به كان مستحقاً أو أقل مما يستحق!.

لهذا فإن وعد الله للكاظمين الغيظ والعافين عن الناس بالجنة هو وعد جميل، لأنه سبحانه وتعالى يعلم أن كظم الغيظ ليس بالأمر الهين، ويعلم أن الاستسلام للانفعال والاستجابة لدواعى الغضب هو أمر مريح نفسياً وأسهل بكثير من تحكيم العقل والارتفاع فوق الصغائر.

غير أن القليل من الناس هم من يستجيبون لكبح جماح النفس الغاضبة، أو على الأقل الاكتفاء بأن يكون رد الفعل مساوياً للفعل.. وقد برر لى أحد الأشخاص ذات يوم افتراءه على زميله وإلحاق أفدح الضرر بمسيرته المهنية وسمعة عائلته فى آن واحد تبريراً عجيباً، إذ قال لى: لقد كان دائم السخرية منى والتنكيت علىَّ أمام الزملاء، وأنا لا أملك طلاقة لسانه ولا خفة دمه حتى أرد عليه بالمثل، فماذا أفعل؟ وجدت نفسى أسعى بالدس والوقيعة بينه وبين الرؤساء فى العمل حتى نجحت فى حرمانه من ترقية كان يستحقها، وعندما وُوجهت بما فعلت لم أجد أمامى سوى أن أضيف إلى كومة الأكاذيب كذبة جديدة فاتهمته بتسريب أسرار المكتب للمنافسين، ولم أتوقف عند هذا الحد لكنى قمت بإطلاق الشائعات بحق زوجته أيضاً!.. ثم أضاف: لا أنكر أننى نادم، لكنى لا أستطيع التراجع، فالتراجع قد يكلفنى وظيفتى، غير الصورة السيئة التى سيرانى عليها الناس!.

هكذا تبدأ الإساءة بسيطة نسبياً وتهدف إلى تسجيل هدف فى مرمى الخصم، ثم تتدحرج الكرة وتخرج الأمور عن السيطرة عندما نُسأل عن أسباب ما فعلنا فنضطر للكذب والتشنيع والاغتيال المعنوى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكاظمون الغيظ الكاظمون الغيظ



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday