فى المعضلة الإعلامية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

فى المعضلة الإعلامية

 فلسطين اليوم -

فى المعضلة الإعلامية

بقلم: معتز بالله عبد الفتاح

كتب الدكتور نصر عارف مقالاً يناقش فيه مأزق الوطن مع الإعلام، أعتقد أنه يصب فى جوهر المعضلة الوطنية المصرية بقدر ما يناقش جوهر المعضلة الإعلامية فى مصر. يقول الرجل:

فى 11 أغسطس 2014 نشرت مقالاً فى صحيفة «الوفد» عنوانه «إدمان النقد وإتقان النقض»، تناولت فيه جانباً من مخاطر الإعلام المنفلت من عقال الوطنية والقيم والأخلاق فى فضاء مصر، ذلك الإعلام الذى تقوده «شلة» لا يمكن اعتبارها منتجة للعلم ولا للفكر ولا للثقافة، وإن كانت تظن فى نفسها كذلك، بل إنها مجموعة يندرج عملها فى إطار تسويق الأفكار، ونقل الأخبار، وترويج الطرائف، والغرائب دون التحقُّق منها، أو تدقيقها وتمحيصها، بل إن ما يجذبها هو غرائب الأخبار، وإن كانت كاذبة، وعجائب الأحداث، وإن كانت زائفة، هؤلاء هم نجوم الفضائيات من مقدمى البرامج الحوارية، والعروض الكلامية «Talk Shows»، الذين أصبحوا بدرجة كبيرة، يتحكمون فى صُنع وتشكيل الرأى العام فى مصر، لأن الواحد منهم يملك ساعات مفتوحة من الحديث المتصل فى موضوع معين، يُجند له من يشاء ممن يتفقون معه، من جنس الخبراء والمحللين والاستراتيجيين، الذين يمنحون أنفسهم ألقاباً، ووظائف تتسق وتتناغم مع موضوع الحلقة، ويغيرون الألقاب لتتسق مع حلقة أخرى فى برنامج آخر، قد يُذاع فى الوقت نفسه، هذه الفئة من الإعلاميين تتعامل مع المعرفة، والثقافة، والمعلومة من منظور التسويق، والترويج، والدعاية، وتقدم من الموضوعات بالقدر الذى يفتح الطريق أمام الإعلانات، لأن البرنامج ومقدمه تتوقف حياتهما على هذه الإعلانات، لذلك كان الهدف هو الإعلان، وليس الفكر والثقافة، أو التوعية، أو الوطن وأمنه ومصلحته، أو المجتمع، أو التنمية، فهذه البرامج هى فى الحقيقة إعلانات تقطعها كلمات للإثارة، وجذب الانتباه من مقدم أو مقدمة البرنامج.

وبدراسة تكوين هؤلاء نجد أن معظمهم قد جاء من خلفيات صحفية، حصل على مكافأة تليفزيونية فى صورة برنامج، نظير رئاسته صحيفة مملوكة لمالك القناة التليفزيونية، أو صحفية أثارت من الشغب والضوضاء، بما جعل القائمين على هذه القنوات يخشون بأسها، أو نظير خدمات قدّمها للأجهزة الأمنية فى ذاك العهد القديم، كل هؤلاء جاءوا من مواقع حققوا فيها تميّزاً، وجدارة لأنهم أتقنوا مهنة النقض، وأجادوا القدرة على ضرب الخصم فى مقتل، فهم قوة هجومية نادرة، تستطيع أن تجهز على الخصم، وتضربه الضربة القاضية، ضربةً ترديه فى التو واللحظة، فهم بارعون فى الهدم والتدمير، يملكون من المهارات الذهنية، والنفسية ما يستطيعون به إجهاض حجة الخصم، وإفشاله، ويملكون من المهارات النفسية ما لا تملكه أى «ردّاحة» فى حارة، ويملكون من قواميس لغة الشوارع، والمناكفات اللفظية ما لا تملكه راقصة شعبية لم تحصل على أجرها بعد وصلة رقص طويلة فى فرح.

لقد استطاع هؤلاء بنجاح نادر، يستحق الدراسة، طوال السنوات الماضية الانتقال من تبرير كل أفعال نظام «مبارك»، إلى حالة ثورية يتعلم منها جيفارا، وفرانز فانون، ومالكوم إكس، أصبحوا ثواراً وكأنهم لم يرضعوا لبناً، وإنما ثورةً، وكأنهم هم من صنع ثورات العالم، وتقمّصوا الدور حتى ذابوا فيه، وأصبحوا لا يستطيعون القيام بأى شىء غيره، وأصبح النقد عندهم هو المهارة التى يجدون أنفسهم فيها، وهذا طبيعى بعد أن عاشوا دهرا مطبلين مصفقين للحزب الوطنى ورجاله، حتى تحرّرت نفوسهم من حالة الاستعباد، ووجدوا الحالة الثورية تقدم لهم رد اعتبار معنوياً واجتماعياً، وفى الوقت نفسه تدر دخلاً مالياً أكبر، وهذا هو الهدف الأسمى.

لكن فى مرحلة مثل التى تمر بها مصر حالياً، هل يستطيع هؤلاء الإعلاميون أن يمارسوا النقد الموضوعى، أى النقد البناء؟ هل يستطيعون التوقف عن غريزة الهدم التى ترسّخت فى نفوسهم، وأصبحت مصدراً لنجوميتهم ودخولهم؟ هل يستطيعون ممارسة النقد مع البناء، وليس النقد مع النقض؟ هل يستطيعون أن يُبرزوا نقاط القوة فى المجتمع؟ هل يستطيعون أن يديروا حواراً دون توتر أو صوت مرتفع، أو تجريح؟ هل يستطيعون تقديم مبدعين ومخترعين ونقاط مضيئة فى المجتمع، بدلاً من الجرائم والمصائب والمشكلات؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى المعضلة الإعلامية فى المعضلة الإعلامية



GMT 07:57 2017 الجمعة ,02 حزيران / يونيو

لا تنجح مؤامرة متآمر إلا بتقصير مقصر

GMT 06:01 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 23:15 2017 الثلاثاء ,21 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 04:03 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 23:13 2017 الأربعاء ,15 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday