مشاهدات في «داون  تاون»
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

مشاهدات في «داون - تاون» !

 فلسطين اليوم -

مشاهدات في «داون  تاون»

بقلم :حسن البطل

ليس للبلدة القديمة؛ رام الله ـ التحتا، ما للقلب الحجري المعتَّق للقدس العتيقة المسوّرة، أو للخليل ونابلس، لكن بعض ما في العاصمة القديمة لا نجده في ما صار العاصمة الإدارية للسلطة، التي "تنمو على عجل"!

أربعة شوارع تحدّها، متعاكسة في حركة سير السيارات شمال ـ جنوب، لكن حركة مزدوجة للسيارات والمشاة تتركز في شريانين: شارع السهل، وشارع البلدية، الذي كان شارع "الحسبة القديمة".

عندما "ينام" شارع ركب ـ الشارع الرئيسي يوم الجمعة، يبقى شارع السهل "صاحياً" وطيلة أيام الأسبوع. في الصباحات كلها، وصباح الجمعة خاصة، يصطف الناس بالدور على مطاعم الحمص والفول والفلافل؛ وفي المساءات تراهم يلتمُّون حول طاولات الرصيف لمطاعم المشاوي، ولمن يشاء سندويشات "السناك" الأوروبية أن يجد ضالّته.

ثلاثة أفران توفر لك رغيفك على أنواعه: الكماج، والعربي.. وأيضاً كعكة القدس بنكهة القدس تقريباً على أشكالها الثلاثة من فرن "على الحطب" ساخنة في الصباح وساخنة في الليل، أيضاً، كما في مخبز "عين العرب" أوّل شارع السهل، الذي يقدّم البيض المشوي، وعصائر الفاكهة الطازجة، وسندويشات "السناك" الغربية.

رصيف عريض للشارع، يمتلئ في ليالي الصيف بخاصة بالكراسي والطاولات، كما ليس في بقية أرصفة شوارع المدينة كثيرة المطاعم والمقاهي.

بعد العاشرة مساءً في حرِّ الصيف، قد لا تجد كرسياً شاغراً ولا طاولة على رصيف في مقهى الانشراح القديم، الذي تأسّس عام 1945 للسَمَرْ والتداول، ولألعاب الورق وطاولة الزهر والأراغيل، ومشاريب وعصائر، أيضاً، والأسعار متهاودة، أيضاً. ليس للانشراح ما ينافسه في المقاهي.

كثيرة هي المنازل الجميلة في رام الله الجميلة، لكن لعلّ أجملها هو مبنى قديم نسبياً لمطعم سناك شيلي ـ شيلي، بأضوائه، ومُعرَّشات نباتاته، وأبرزها دالية من العنب تتسلَّق من أرض الرصيف إلى الشرفة، وأخرى ياسمين.

في الشارع الموازي، شارع البلدية القديم، لم ينسحب تماماً من كونه شارع الحسبة القديم، حيث تتجاور حوانيت الخضار والفواكه، التي تجاورها دكاكين رام الله كما كانت للدكاكين اسمها ووظيفتها في بيع البضائع، مع مسحة هذه الـ"ميني ماركت" أحياناً.

لعلّ ما يميّز شارع البلدية هو ما لا تجده، ربما، في سائر رام الله كلها، أي "بسكيلاتي" خبير في تصليح الدرّاجات الهوائية. في الصباح يعمل في الظل على كرسيه في رصيف محلّه، وفي المساء يعمل على الرصيف المقابل، هذه السنة صار عمر البسكليت 200 سنة!

لو كنت من سكان هذه "داون - تاون" قد لا تحتاج ما ينقصك من محلات الخياطة، إلى محلات غسيل وكيّ الملابس، إلى محلات للأزياء والملابس والأحذية الراقية. هذه بلدة صغيرة في المدينة التي لا تكفّ ولا تتوقّف عن النمو والامتداد في أطرافها، وأحياناً في قلبها، أيضاً.

لا أعرف كم عدد سكان هذه "داون ـ تاون" التي تتجاور فيها الكنائس مع المساجد، لكن ملصقات على الجدران تقول، بالاسم والصورة، إن هناك 25 أسيراً من شباب ورجال رام الله ـ التحتا في السجون الإسرائيلية.. ومن حكم المؤبد ـ المؤبدات إلى أحكام متطاولة واعتقالات إدارية، وتبدو رام الله ـ التحتا شبه قلعة فتحاوية، وعند إطلاق سراح أسير أنهى محكوميته، تزدان شوارعها وأزقّتها برايات حركة "فتح" الصفراء وصور قادتها التاريخيين.

قلت إن المدينة القديمة فيها أربعة شوارع ـ شرايين متعاكسة حركة سير السيارات شمال ـ جنوب، لكن شارع السهل وشارع البلدية القديمة ملأى بحركة الناس طيلة أيام الأسبوع بمحلاتها ودكاكينها المفتوحة من الصباح الباكر إلى المساء المتأخِّر، لكن قلب هذا القلب هو زاروب صغير لا رصيف له، ولا أشجار على أرصفته بالتالي، لكنه مرصوف ببلاط صناعي، وفيه أعتق المباني الحجرية، أي أساس بيوت رام الله، وقامت البلدية، منذ سنوات، بترميمه، مع توسيعه ما أمكن لمرور السيارات، لكن مبنى قديما للاجتماع والتداول لسكان رام الله في المهجر لم يتم بعد تشطيبه.

في الزاروب ـ الشارع هذا، مقر لـ"كمنجاتي"، وورشة لتصليح وترميم الآلات الموسيقية على اختلافها، شرقية وغربية، وأبرز ما فيه هو ترميم وتجميل المقر الرئيسي لمؤسسة "تامر" للتعليم المجتمعي.

في احتفالية رام الله بمئوية بلديتها، قامت بإعادة بناء البنية التحتية والفوقية لمركز المدينة، وجمّلته، وزرعت الأشجار على أرصفته، وشمل هذا، ايضاً، تحديث البنية التحتية والفوقية لرام الله ـ التحتا أو "داون - تاون" وتشجير أرصفتها.

صار شارع السهل يجاري شارع ركب في التحديث الجميل، مع حفاظ أكبر على أصالته، بينما بقي شارع البلدية أكثر اقتراباً من طابع رام الله ـ التحتا، وفيه مركز محدّث لخدمات الجمهور ودفع الفواتير، وأيضاً ذلك الفرن الذي يعمل على مدار ساعات أيام الأسبوع، وتتوقف عنده سيارات ركاب قرى رام الله الغربية لشراء الخبز.

محظوظ أن تسكن رام الله، ومحظوظ أكثر إن كنت تسكن رام الله ـ التحتا، أو القديمة، أو "داون ـ تاون". أنا محظوظ جداً!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشاهدات في «داون  تاون» مشاهدات في «داون  تاون»



GMT 11:22 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

"تابلو" على الحاجز

GMT 09:31 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الاسم: فيصل قرقطي

GMT 10:32 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

خوف صغير!

GMT 11:21 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

«في القدس جيل مختلف»!

GMT 13:09 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

«كنيسة من أجل عالمنا»!

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday