كلام لا يقال إلا في المغرب
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

كلام لا يقال إلا في المغرب

 فلسطين اليوم -

كلام لا يقال إلا في المغرب

بقلم :خير الله خير الله

مرّة أخرى، استطاع موسم أصيلة، المدينة المغربية الصغيرة الحالمة على شاطئ المحيط الأطلسي تجديد نفسه. صار عمر موسم أصيلة الثقافي 39 عاما. بدت ندوات هذا العام، وهو العام الذي يسبق بلوغ الموسم الأربعين من العمر، وكأن الموسم في سنته الأولى. الحماسة ذاتها لدى المشاركين. الأفكار الجريئة نفسها التي لا تقال إلا في المغرب، بما في ذلك النقاش في العمق الذي يتناول الإسلام وما يتعرّض له على يد الذين يشوهون صورته، أو على يد المسلمين الذين لا يعرفون حقيقة دينهم. يحدث ذلك بعيدا عن أي نوع من الكليشيهات والأفكار المسبقة التي استطاع موسم أصيلة تجاوزها.

ما سرّ أصيلة؟ ما الذي يجعل موسمها يحتفظ بشبابه؟ هل هو المغرب الذي يقال فيه في عهد الملك محمّد السادس ما لا يمكن قوله في معظم بلدان العرب؟ الأكيد أن الأساس هـو المغرب الذي لا مكان للممنوعات فيه، والذي يوفّر فضاء للحرية ليس موجودا سوى في البلدان المتقدّمة التي تنتمي بالفعل إلى العالم الحضاري؟

في افتتاح ندوة “الفكر العربي المعاصر والمسألة الدينية”، كان محمّد بن عيسى الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة حريصا على الذهاب في طرح المسألة كما يجب أن تطرح، وذلك لحضّ المشاركين على الذهاب بعيدا في عرضهم لأفكارهم.

قال بن عيسى، وهو وزير سابق للخارجية في المملكة “إنّها لمفارقة تاريخية حقّا أن يستمرّ إعجابنا بمفكري النهضة، في مصر والشام والمغرب العربي، كون هؤلاء توقفـوا في مـواجهة مشاكل عصرهم بالأدوات المعرفية المتاحة. صاغوها استجابة لمتطلبات مجتمعاتهم في فترات محدّدة، بل تصدّوا بجرأة فكرية نادرة للطابوهات (الأفكار المسبقة الثابتة التي لا تمس) والمواضيع المحرّمة دون شطط فكري أو شعبوية منفرة”.

لم يكن النقاش الذي شهدته الندوة صاخبا. كان هناك احترام للآخر، ذلك أن على المحكّ مستقبل أجيال ومنطقة وصورة الإسلام. لذلك كان لا بد من التذكير بأنّ ما يمرّ به العرب في هذه الأيام، استمرار للأزمة العميقة المستعصية التي تعاني منها المنطقة كلّها.

كان محمد بن عيسى على حقّ عندما اختتم كلمته الافتتاحية في ندوة “الفكر العربي المعاصر والمسألة الدينية” بقوله “أود التذكير بندوة اتسمت بنقاش ساخن، احتضنتها جامعة المعتمد ابن عبّاد الصيفية (في أصيلة) قبل ثلاث سنوات. اخترنا لها بالقصد عنوانا إنذاريا وصادما: العرب أن نكون أو لا نكون”.

لا يزال المطروح، عربيا، أن نكون أو لا نكون، لكن جديد أصيلة أن الأفكار التي طرحت هذه السنة ذهبت إلى مدى أبعد في الجرأة. إنّها من نوع “هل قدرنا أن نكون محاصرين بالمسألة الدينية؟ هل الدين مرتبط بالتخلّف؟”.

بدا واضحا أن الأفكار التي طرحت في أصيلة تناولت عمق الأزمة، ولكن من دون إيجاد مخارج ذات طابع عملي منها. هناك مقدمات لا مفرّ من طرحها من أجل الذهاب إلى فهم لبّ الأزمة.

قال أحد المشاركين في الندوة مثلا إن “موضوع الدين الإسلامي موضوع الساعة” مضيفا أن الدين “انقلب إلى دين مذهبي متزمت”، وأن “الطائفية مرتبطة بالصراع الدائر على السلطة والنفوذ”.

قال أيضا إن “النمط الجديد هو النمط العنفي الإرهابي الذي دخلنا فيه الآن، وقد قلـب الموضوع الإسـلامي في العـالم كلّه. شوّه صورة الإسلام بما يهدد وجود الإسلام”. تحدّث أيضا عن “إسلام الغنيمية (نسبة إلى غنيمة) في ديار الإسـلام” وعن “أن المرعب أن هذا النمط أدخلنا في صدام مع العالم”.

نادرا ما يقال هذا الكلام في ندوات تستضيفها أرض عربية. لكن المغرب يبقى مختلفا. لذلك وُجد مشارك آخر يقول إن “الدين الإسلامي العظيم صار وسيلة سياسية” مشيرا إلى أن نشوء الإخوان المسلمين في العام 1928 رافقه قيام جناح متخصص في الاغتيالات تابع للتنظيم. أضاف هذا المشارك “يستكمل الآن ما بدأ في تلك المرحلة”.

لم يتردد المشارك نفسه في القول إنّه “يجب فصل الدين عن الدولة. دولة المدينة المنوّرة لم تكن دولة دينية”. لاحظ أن “ما يجري الآن في القدس صراع بين حماس والسلطة الوطنية” وأن هناك “في الغرب من صار يعتبر داعش الدين الإسلامي الصحيح”.

لم تكن حدود للجرأة في أصيلة. كانت هناك تعرية للإخوان المسلمين. قال مشارك من تونس التي عانت وتعاني من خبث الإخوان المسلمين إنّ أحزابا لا تمتلك أي برنامج سياسي أو اقتصادي أو حضاري معقول ومقبول تغطي نفسها بعبارة “أنا حزب إسلامي”.

قال أيضا إن تلك “ماركة” يطلقها حزب على نفسه كي يسوّق نفسه. أضاف “لم يبق من الدين سوى الجوانب الشكلية وهذا ما حصل مع الإخوان المسلمين. وقد أخذ آية الله الخميني ولاية الفقيه عن (فكرة) الحاكمية لدى الإخوان المسلمين”. أنهى المشارك التونسي مداخلته بأن الجديد هذه الأيام وجود “دعوة” في صفوف المسلمين، أي أن هناك مسلمين يعتبرون مسلمين آخرين غير مسلمين!

لا شكّ أن معظم الأفكار التي طرحت في أصيلة قابلة للنقاش ولأخذ وردّ طويلين. هناك توصيف فعلي للداء وللحال العربية والإسلامية في عالم يتبيّن فيه أن الدين لم يمنع مجتمعات معيّنة، بما في ذلك مجتمعات إسلامية، من التطوّر، خصوصا عندما تكون هناك مؤسسات تعليمية توفّر العلم والمعرفة وتعرّف التلميذ على كلّ ما هو حضاري في هذا العالم.

هل يمكن لموسم أصيلة الانتقال مستقبلا من مرحلة وصف الحال العربية بدقّة متناهية إلى مرحلة البحث عن حلول؟ هل يمكن مثلا أن يصـدر ما يمكـن تسميته “إعلان أصيلة” وفيه أفكار عامة قابلة للتطبيق من نوع أن الأمور لن تصطلح، لا عربيا ولا إسـلاميا، من دون تجديد المدرسة.

وهذا يعني في طبيعة الحال إعادة النظر في البرامج التعليمية التي استخدمها الإخوان المسلمون في غير بلد عربي من أجل النزول في مستوى التعليم كي يتقبل التلميذ السموم التي يبثونها والتخلف الذي يحرصون على تعميمه.

هناك وعي في المغرب، على أعلى المستويات، بأهمّية تطوير البرامج التعليمية والتخلّص من عقـدة اللغات الأجنبية. المدرسة في أساس كلّ شيء. بلغت كلّ الدول الراقية ما بلغته بفضل المدرسة أوّلا وأخيرا. الأمثلة على ذلك كثيرة، من سنغافورة… إلى فنلندا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلام لا يقال إلا في المغرب كلام لا يقال إلا في المغرب



GMT 03:23 2023 الجمعة ,03 آذار/ مارس

ستون عاماً على الزلزال السوري

GMT 07:48 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

الحقد … بديل رفيق الحريري

GMT 06:52 2020 الخميس ,02 تموز / يوليو

هروب الدولار من لبنان

GMT 06:21 2020 الخميس ,25 حزيران / يونيو

رهان عربي على مصر.. من ليبيا

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:20 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجوزاء" في كانون الأول 2019

GMT 15:13 2014 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض "الشارقة للكتاب" يستضيف الإعلامي أسامة مرّة

GMT 09:56 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

ترامب يبحث بناء منصة خاصة له بعد حذف حسابه على "تويتر"

GMT 18:15 2020 الأربعاء ,18 آذار/ مارس

تفاصيل برنامج هنا الزاهد «هزر فزر»

GMT 17:57 2019 السبت ,01 حزيران / يونيو

تنتظرك ظروف غير سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 23:52 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

"مؤمن زكريا" مطرود "قصرًا" من الوسط الرياضي

GMT 16:51 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

اتحاد جدة يفوّض بيليتش لفصل صفقة الإيفواري "سانوجو"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday