أويحيى يتقدم في خلافة بوتفليقة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

أويحيى يتقدم في خلافة بوتفليقة..

 فلسطين اليوم -

أويحيى يتقدم في خلافة بوتفليقة

بقلم :خير الله خير الله

لا حاجة إلى التذكير بأنّ الجزائر مريضة قبل أن يكون رئيسها عبدالعزيز بوتفليقة مريضا. لا يزال السؤال المطروح منذ ما يزيد على خمس سنوات نفسه. من المريض فعلا؟ الجزائر أم رئيسها؟

من أواخر أعراض المرض الجزائري إقالة بوتفليقة رئيس الوزراء الجديد عبدالمجيد تبّون وذلك بعد مضي شهرين وعشرين يوما على توليه منصبه خلفا لعبدالمالك سلال. إنّه بكل بساطة فصل آخر في لعبة معقّدة عنوانها من يخلف بوتفليقة.

من المنطقي القول إن الإقالة المفاجئة لرئيس الوزراء فصل أخير، أو الفصل ما قبل الأخير في لعبة فرض رئيس جديد على الجزائريين، كما حصل في العام 1999 عندما وجد الجيش ومعه المؤسسة الأمنية أن لا مفرّ من تولي عبدالعزيز بوتفليقة الرئاسة لأسباب داخلية وإقليمية ودولية في آن.

قبل أقل من ثلاثة أشهر، هبط تبون من حيث لا أحد يدري على مقرّ رئاسة الوزراء. لماذا استبعد سلال فجأة بعد سنوات عدة في موقع رئيس الوزراء؟ لماذا الاستعانة بشخص لا وزن له في الجزائر لملء هذا الموقع المهمّ في وقت يعاني رئيس الجمهورية من كلّ ما يعانيه منذ فقد قدرته على السير على قدميه والنطق بشكل سليم في العام 2013. كان ظلما لبوتفليقة إعادة انتخابه لولاية جديدة في العام 2014 ولكن ما العمل عندما تكون هناك مصالح مشتركة بين قوى نافذة لا ترى مفرّا من ذلك.

تكمن النقطة المضيئة الوحيدة في إقالة تبّون، إثر صدام بينه وبين رجل الأعمال علي حدّاد، اللجوء إلى أحمد أويحيى. اختير أويحيى رئيسا للوزراء وهو صاحب خبرة طويلة في السياسة الجزائرية وفي الميدان الاقتصادي. اختير لتشكيل حكومة جديدة في وقت تبين أن هناك رجلا غير خفي يسيّر الرئاسة. هذا الرجل هو سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس الجزائري الذي تحوّل في السنوات الأخيرة إلى الحاكم الفعلي للبلد. إنّه الحاكم الفعلي بتغطية، في طبيعـة الحال، من المـؤسسة العسكـرية والأمنيـة التي لا تزال تشكّل العمود الفقري للنظام، بل إنها تُعتبر النظام نفسه والجهة التي تختزله.

انتصر سعيد بوتفليقة لمجموعة من رجال الأعمال، على رأسهم علي حدّاد. لدى هؤلاء مصالح كبيرة يدافعون عنها وقد اصطدموا بتب ون الذي لم يدرك ما هي حدوده والخطوط التي لا يستطيع تجاوزها بغض النظر عن الصلاحيات الدستورية التي يتمتّع بها من يشغل موقع رئيس الوزراء. كان لا بد من إقالة عبدالمجيد تبّون بطريقة مشينة بعيدا عن الأصول المتبعة. فالرجل تجرأ، على المسّ بالمقدسات، أي بمصالح كبار رجال الأعمال الذين لديهم ارتباطاتهم برئاسة الجمهورية والشخص المسيطر فعلا عليها من جهة، وبالمؤسسة العسكرية والأمنية التي لا تزال صاحبة القرار الأعلى في الجزائر من جهة أخرى.


ماذا يعني تعيين أويحيى، الذي سبق أن كان رئيسا للوزراء، خليفة لعبدالمجيد تبون؟ الجواب بكلّ بساطة أن هناك تقديما لهذا الشخص على الآخرين في مرحلة هناك بحث حقيقي في إيجاد خليفة لبوتفليقة الرئيس منذ العام 1999 والمقعد منذ أربع سنوات.

المضحك المبكي أن كبار المسؤولين الممسكين بالسلطة في الجزائر يتلهون حاليا بكيفية ضمان وصول شخص معين إلى موقع رئيس الجمهورية. يحصل ذلك في حين أن ما على المحك مستقبل الجزائر وليس من يخلف بوتفليقة.

يبدو واضحا أن الجزائر لم تستطع منذ أحداث خريف العام 1988 التخلص من عقدها والتصالح مع نفسها، ومع جيرانها، وذلك عندما كان الشاذلي بن جديد لا يزال رئيسا. هذا عائد إلى سبب في غاية البساطة، يتمثل في رفض طرح الأسئلة الحقيقية التي جعلت الشعب يثور في تلك المرحلة التي تلاها صعود التطرّف الإسلامي الذي استطاع الجيش كبحه والمحافظة على مؤسسات الجمهورية أو ما بقي منها في حرب دامية استمرّت عشر سنوات.

كان اللجوء إلى “الخيار الاستئصالي” طبيعيا لدى مؤسسة عسكـرية وأمنية لا تؤمن بأي حلول أخرى في وقت سعى الشاذلي بن جديد إلى الرد على الانتفاضة الشعبية في خريف العام 1988 بإصلاحات سياسية أدت إلى التخلي عن نظام الحزب الواحد الذي اعتقد هواري بومدين أنّه يصلح للجزائر.

كانت الحاجة إلى تطوير النظام والعقلية الحاكمة في الوقت نفسه. حصل تطوير للنظام. هذا واقع لا بدّ من الاعتراف به. لكنه لم يكن سوى تطوير شكلي في حين بقي البلد أسير عقلية متخلفة جعلته غير قادر على إيجاد بدائل من الاعتماد على النفط والغاز. بقيت الجزائر أسيرة ذهنية معيّنة على الرغم من أنّها بلد غني بثرواته المختلفة.

بين 1988 و2017، لم يتغيّر شيء في الجزائر باستثناء أنّه صارت هناك أحزاب عدّة بدل الحزب الواحد، في حين بقيت السلطة في يد الحزب الحقيقي، أي حزب المؤسسة العسكرية والأمنية. الأخطر من ذلك، أنه لم يوجد من يريد طرح أسئلة من نوع لماذا فشلت كل “الثورات” التي حاول بومدين القيام بها والتي أدت إلى ذلك الجمود السياسي والاقتصادي والاجتماعي في عهد الشاذلي بن جديد الذي امتد من بداية 1979 إلى الشهر الأول من 1992. حاول بومدين القيام بثورات زراعية وصناعية وتعليمية باءت كلّها بالفشل بسبب عقله المتخلف الذي كان يعتقد أن في الإمكان ممارسة دور القوة المهيمنة إقليميا وبناء اقتصاد اشتراكي، لا مكان فيه سوى لرجال الأعمال المرتبطين بمراكز القوى الحزبية والعسكرية والأمنية، في ظلّ قبضة أمنية شديدة.

في 1988، نزل المواطنون إلى الشارع في مرحلة لم تعد الدولة قادرة على رشوتهم بسبب هبوط سعر النفط والغاز. لم تعد الدولة الجزائرية قادرة وقتذاك على متابعة توفير الدعم للمواد الغذائية الأساسية، وعلى توفير أماكن سكن للآلاف من الشباب العاطلين عن العمل. في 2017، هناك تردّد لدى المواطن العادي في النزول إلى الشارع، لكنّ البلد يعاني من أزمة اقتصادية واجتماعية وسياسية عميقة. تهدد هذه الأزمة بانفجار كبير يمكن أن يحصل في أي لحظة، خصوصا في غياب أي تغيير في الذهنية التي تحكم البلد.

يوحي اختيار أحمد أويحيى ليكون رئيسا للوزراء بأنّ المؤسسة العسكرية لم تسأل لماذا لا زراعة ولا صناعة ولا سياحة ولا فرص عمل في الجزائر. لماذا لا اقتصاد قابلا للحياة؟ نسي الجزائريون الفرنسية ولم يتعلّموا العربية… لماذا أخيرا هذا الانغلاق الداخلي الذي يسمح بظهور مجموعات إرهابية ونمو العقل المتطرّف بدل أن تكون الجزائر بلدا طبيعيا من دول العالم الثالث استطاع الاستفادة من الثروة الكبيرة التي جمعها أيّام كان سعر النفط والغاز مرتفعا… بدل تبديدها في البحث عن أوهام من نوع لعب دور القوّة المهيمنة في منطقة شمال أفريقيا.

أين ضاعت ثروة الجزائر؟ ضاعت في العجز عن استثمار الثروات الأخرى التي يزخر بها البلد الذي يرفض رجالاته الاعتراف بأن المطلوب تغيير الذهنية قبل تغيير الرجال. أي أن يحلّ أحمد أويحيى مكان عبدالعزيز بوتفليقة يمكن أن يعني الكثير، كمـا يمكن ألا يعني شيئـا. ما يمكن ان يعني شيئا يتمثل في الخروج أوّلا من نظام المؤسسة العسكرية والأمنية التي أسسها هواري بومدين والتي أخذت البلد من كارثة إلى أخرى… والتي تهدّد بأخذه إلى كارثة أكبر!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أويحيى يتقدم في خلافة بوتفليقة أويحيى يتقدم في خلافة بوتفليقة



GMT 03:23 2023 الجمعة ,03 آذار/ مارس

ستون عاماً على الزلزال السوري

GMT 07:48 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

الحقد … بديل رفيق الحريري

GMT 06:52 2020 الخميس ,02 تموز / يوليو

هروب الدولار من لبنان

GMT 06:21 2020 الخميس ,25 حزيران / يونيو

رهان عربي على مصر.. من ليبيا

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:20 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الجوزاء" في كانون الأول 2019

GMT 15:13 2014 الجمعة ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض "الشارقة للكتاب" يستضيف الإعلامي أسامة مرّة

GMT 09:56 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

ترامب يبحث بناء منصة خاصة له بعد حذف حسابه على "تويتر"

GMT 18:15 2020 الأربعاء ,18 آذار/ مارس

تفاصيل برنامج هنا الزاهد «هزر فزر»

GMT 17:57 2019 السبت ,01 حزيران / يونيو

تنتظرك ظروف غير سعيدة خلال هذا الشهر

GMT 23:52 2019 الأحد ,24 شباط / فبراير

"مؤمن زكريا" مطرود "قصرًا" من الوسط الرياضي

GMT 16:51 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

اتحاد جدة يفوّض بيليتش لفصل صفقة الإيفواري "سانوجو"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday