كوريا الشمالية امتحان فاصل لترامب
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

كوريا الشمالية.. امتحان فاصل لترامب

 فلسطين اليوم -

كوريا الشمالية امتحان فاصل لترامب

بقلم : خيرالله خيرالله

من المفارقات التي شهدها ويشهدها العالم تلك السياسة الأميركية التي لا تستطيع الإقدام على أي خطوة بناءة في الشرق الأوسط. اللهم إلا إذا استثنينا عددا قليلا من الحالات التي لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد… وذلك منذ إجبار إدارة دوايت ايزنهاور بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على الانسحاب من السويس، وتسليم القناة إلى مصر بعد صدور قرار التأميم في العام 1956.

تذهب ضحية مثل هذه السياسة دول صغيرة مثل لبنان، المتروك منذ نصف قرن لقدره. كان كافيا تفجير مقر “المارينز”، قرب مطار بيروت، في الثالث والعشرين من تشرين الأول – أكتوبر 1983 كي يولي العسكر الأميركيون الأدبار. أسّس الانسحاب الأميركي من لبنان للوضع القائم اليوم حيث البلد مهدد بأن يكون تحت السيطرة الكاملة لحزب مذهبي مسلّح ينفّذ ما تطلبه منه إيران ليس إلا.

إذا وضعنا جانبا حرب تحرير الكويت في الشهر الثاني من العام 1991، نكتشف أن الإدارات الأميركية المتلاحقة لم تتابع أي عملية سياسية أو عسكرية باشرتها في الشرق الأوسط. اكتشف حلفاء الولايات المتحدة أن ليس في استطاعتهم الاتكال عليها بأي شكل. اكتشف هؤلاء أن ليس معروفا، متى يمكن للقوّة العظمى الوحيدة في العالم، أن تتخلى عنهم في ليلة ليس فيها ضوء قمر.

إحدى المفارقات التي تثير الاستغراب وتطرح الكثير من الأسئلة لماذا كان ذلك الإصرار الأميركي في عهد جورج بوش الابن على احتلال العراق من دون امتلاك خطة واضحة لمرحلة ما بعد سقوط نظام صدّام حسين. حسنا، هناك ألف مبرّر ومبرّر لإسقاط النظام، الذي يترحّم عليه حاليا عراقيون كثيرون. من بين هذه الأسباب تعاطيه مع العراقيين واحتلال الكويت من دون مبرّر ومن دون أخذ في الاعتبار للموازين الدولية والإقليمية القائمة.

في كل الأحوال، هناك حاليا، في ضوء الحيرة الأميركية حيال كيفية التعاطي مع كوريا الشمالية، تفسير جديد لذهاب بوش الابن وإدارته إلى النهاية في اجتياح العراق. يتلخّص هذا التفسير بأنّ العراق لم يكن يمتلك أسلحة دمار شامل، على العكس مما ادعته واشنطن ولندن في حينه.

أما كوريا الشمالية التي يحكمها شخص، اسمه كيم جونغ أون، أقلّ ما يمكن أن يوصف به أنّه موتور، فهي موضع مهابة أميركية. هذا عائد بكلّ بساطة إلى أنها تمتلك بالفعل أسلحة الدمار الشامل التي تتاجر بها مع كلّ الأنظمة التي على شاكلتها في ظل سكوت عالمي عموما وأميركي خصوصا.

هل سيختلف دونالد ترامب في شيء عن أسلافه، خصوصا عن بيل كلينتون الذي اعتقد أنه وضع حدا للبرنامج النووي الكوري الشمالي، وعن باراك أوباما الذي كان يظنّ أنّه حقق إنجازا ضخما بتوصله إلى اتفاق في شأن الملفّ النووي الإيراني؟

هذا الملفّ ما كان ممكنا أن يكون له وجود لولا دولة اسمها كوريا الشمالية التي ليست بعيدا أيضا عن حصول نظام الأسد (الأب والابن) على السلاح الكيميائي وتخزينه من أجل استخدامه في الحرب التي يشنّها هذا النظام على الشعب السوري.

يكشف الموقف الأميركي من كوريا الشمالية نقاط ضعف السياسة الأميركية. بدأت نقاط الضعف هذه تتبلور في عهد جيمي كارتر الذي وقف مكتوفا عندما احتجز “طلّاب” إيرانيون موظفي السفارة الأميركية ودبلوماسييها في طهران في تشرين الثاني – نوفمبر من العام 1979. بقي الدبلوماسيون والموظفون محتجزين طوال 444 يوما.

كان ذلك دليلا على أن الولايات المتحدة “نمر من ورق” كما وصفها الزعيم الصيني ماو تسي تونغ، ليكتشف ماو في مرحلة لاحقة أن ليس أمام الصين سوى الانفتاح على العالم واعتماد اقتصاد السوق في حال كانت تتطلع إلى تقدّم شعبها. تبيّن في مرحلة ما بعد ماو أن الصين نفسها “نمر من ورق” في حال لم تسر في ركب الاقتصاد الغربي بعيدا عن كلّ التنظير السياسي والاقتصادي وما له علاقة بماو نفسه وماركس ولينين…

وضع جيمي كارتر الأسس لسياسة أميركية أدت إلى التخلي عن لبنان. ثمّة من سيقول إن لبنان ليس بلدا مهما وأن في الإمكان الاستغناء عنه مقارنة بسوريا والعراق على وجه التحديد.

ولكن لماذا هرب رونالد ريغان من لبنان في وقت كان يخوض فيه حربا حقيقية على الاتحاد السوفياتي ما لبث أن انتصر فيها. هل لأنّه عقد صفقة مع إيران- الخميني سمحت له بالوصول إلى الرئاسة؟

لولا تلك الصفقة، التي كانت تقضي بعدم الإفراج عن رهائن السفارة الأميركية قبل يوم إجراء الانتخابات الرئاسية، لكان كارتر فاز بولاية ثانية بدل أن يهزمه رونالد ريغان.

دفع لبنان ثمن العلاقة بين ريغان وإيران، ودفع أخيرا ثمن سعي باراك أوباما إلى استرضاء إيران في مرحلة ما قبل توقيع الاتفاق في شأن برنامجها النووي.

لم يدفع لبنان وحده الثمن. دفعه أيضا السوريون الذين رأوا باراك أوباما يتراجع عن تهديداته لبشار الأسد، في حال استخدامه السلاح الكيميائي في حربه على أبناء شعبه. كان ذلك صيف العام 2013.

لم تهاجم أميركا صدّام حسين إلا بعدما تأكدت من أنه لا يمتلك أسلحة الدمار الشامل، وأنه مجرّد رئيس من العالم الثالث لا يعرف شيئا لا عما يدور في الشرق الأوسط، ولا عما يدور في العالم.

تكمن المشكلة الرئيسية لصدام في أنه لم يدرك في حينه، أي عندما أقدم على خطوة غزو الكويت صيف العام 1990، أن الاتحاد السوفياتي لم يعد موجودا إلا بالاسم وأن ليس في استطاعته اللعب على ورقة التناقضات العالمية والمنافسة بين القوتين العظميين، خصوصا بعد سقوط جدار برلين في خريف العام 1989. لم يعرف من هو حقيقة يفغيني بريماكوف الذي جاء يتفاوض معه باسم الاتحاد السوفياتي من أجل إيجاد مخرج للعراق من الكويت.

ستتوقف أمور كثيرة على ما سيفعله دونالد ترامب مع كوريا الشمالية. هل هو رئيس قوي بالفعل أم لا؟ هل هو قادر على أن يكون مختلفا عن أوباما الذي انسحب عسكريا من العراق في العام 2010 مستكملا تسليم العراق إلى إيران؟

انتهت الحرب الأميركية على العراق في 2003 بمنتصر واحد هو إيران. ليست إيران سوى أقرب الحلفاء لكوريا الشمالية التي تستخدمها الصـين في عمليـة ابتـزاز للولايات المتحـدة.

مصدر معظم ما تستعرضه إيران من صواريخ هو كوريا الشمالية ولا أحد آخر. تستعرض إيران أيضا ميليشياتها المذهبية في العراق وسوريا ولبنان حيث الجيش الوطني الذي يدعمه الأميركيون.

إذا واجهت إدارة ترامب كوريا الشمالية، سيتعلم كثيرون من الدرس. إذا لم تفعل ذلك، فالويل للذين راهنوا على أن أميركا ستعود أميركا يوما، كما في أيّام إيزنهاور أو عهد جورج بوش الأب.

ليس لبنان الصغير سوى ضحيّة من ضحايا سياسة أميركية متردّدة لا علاقة لها بالمبادئ من قريب أو بعيد كان أفضل من عبّر عنها باراك أوباما الذي اختزل الشرق الأوسط والخليج بالملفّ النووي الإيراني.

هل يأتي دونالد ترامب بشيء مختلف. سيكون الامتحان الفاصل لترامب، إلى إشعار آخر، في كوريا الشمالية وليس في أي مكان آخر…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كوريا الشمالية امتحان فاصل لترامب كوريا الشمالية امتحان فاصل لترامب



GMT 03:23 2023 الجمعة ,03 آذار/ مارس

ستون عاماً على الزلزال السوري

GMT 07:48 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

الحقد … بديل رفيق الحريري

GMT 06:52 2020 الخميس ,02 تموز / يوليو

هروب الدولار من لبنان

GMT 06:21 2020 الخميس ,25 حزيران / يونيو

رهان عربي على مصر.. من ليبيا

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 07:51 2025 الإثنين ,02 حزيران / يونيو

حظك اليوم برج الميزان 02 يونيو / حزيران 2025

GMT 21:03 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

عداء أميركي يفوز بماراثون افتراضي

GMT 06:03 2017 الإثنين ,03 تموز / يوليو

"المحسيري" متشائم بشأن الاوضاع في نادي الخضر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 18:29 2019 السبت ,09 آذار/ مارس

اهتمامات الصحف العراقية الصادرة السبت

GMT 19:52 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

دورتموند والسير أليكس يحددان مصير العداء البلجيكي

GMT 07:59 2015 الثلاثاء ,01 أيلول / سبتمبر

حفل جيتار للفنان عماد حمدي بالأوبرا 10 آيلول

GMT 23:10 2014 الإثنين ,01 أيلول / سبتمبر

أناقة الحُجرات الآن في موديلات الثريّا 2015

GMT 21:11 2017 الخميس ,06 إبريل / نيسان

علاء إسماعيل يؤكد أنه لم يوقع لأي نادٍ غيره

GMT 09:55 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

الصين تعطّل الدراسة لأجل غير مسمى بسبب انتشار فيروس "كورونا"
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday