فـي الـمـوقـف الـعـربـي
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

فـي الـمـوقـف الـعـربـي

 فلسطين اليوم -

فـي الـمـوقـف الـعـربـي

عاطف ابو سيف
بقلم : عاطف ابو سيف

قسط كبير من تطلعات صفقة ترامب ليست حقيقة التصالح بين الفلسطينيين وإسرائيل بل بين الأخيرة والعرب. ورغم حالة الودّ التي باتت تظهر بين تل أبيب وبعض العواصم العربية في مخالفات صارخة للموقف العربي الموحد، إلا أن إسرائيل لا تشعر نفسها في حالة سلام مع المحيط العربي. حقيقة أنها كيان دخيل على المنطقة فرضت فرضاً عليه بالدم والحروب والقتل والتدمير لم يكن من

السهل أن تجعل منها جزءاً طبيعياً من حالة طبيعية. لذا فإن التطلعات الحقيقة لكل توجهات إسرائيل أمام الموقف الفلسطيني الصلب برفض أي انتقاص من السقوف الدنيا للحقوق الفلسطينية هو فتح الطرق أمام عجلة التطبيع مع المحيط العربي. ربما بجانب مفاخرته بإفشال عملية السلام لم يفاخر نتنياهو بشيء أكثر من مفاخرته بتطبيع علاقات إسرائيل مع دول عربية عديدة على حد وصفه منها

ما ظهر للعلن ومنها لم يظهر. والحقيقة أن مراقبة السياق العربي يقول إن الرجل الكاذب الكبير لا يكذب كثيراً في ذلك؛ فثمة مؤشرات على تغيرات مقلقة في مواقف الدول العربية بجانب الزيارات التي قام بها نتنياهو نفسه والوفود الإسرائيلية لبعض الدول العربية تحت مسميات وحجج مختلفة سواء كانت زيارات خاصة لتعميق علاقات إسرائيل مع تلك الدول أو لحضور نشاطات لمؤسسات

دولية وإقليمية أو رياضية. بالمجمل فإن التحولات التي يمكن الإشارة إليها أثمرت على أرض الواقع. لا يمكن تبرير حضور بعض الدول العربية وممثليها لمؤتمر ترامب مع نتنياهو تحت أي حجة. هل يعقل أن يصفق عربي حين يقول ترامب إن القدس عاصمة إسرائيل وإنه لا حق للفلسطينيين فيها بالمعني والدلالة! كما لا يمكن فهم بعض المواقف اللاحقة للإعلان والتي ذهب بعضها إلى ضرورة

النظر فيما جاء في المقترح الذي قدمه ترامب بوصفه مادة يمكن التفاوض حولها. ربما يمكن لدول بعيدة كل البعد عن الصراع أن تقول ذلك، لكن أن يقول به بعض الدول العربية فهذا يشكل انحرافاً عن المصالح العربية وضرراً جسيماً بها ستدركه هذه الدول في المستقبل. وسيكون من المحزن أن يكون العرب هم من قرؤوا السطر الأخير في مبادرة السلام العربية الذي يشير إلى تحقيق السلام بين

الدول العربية وإسرائيل بعد إنجاز البنود السابقة التي تتحدث عن الدولة الفلسطينية والحقوق السياسية بما في ذلك حق العودة. وبقليل من الاجتهاد يمكن الجزم بذلك. إذ إن حالة الانفتاح على المواقف الإسرائيلية وتطبيع العلاقات في جوانب مختلفة مع تل أبيب، ناهيك عن تراجع مواقف بعض الدول فيما يتعلق بإسناد المواقف الوطنية الفلسطينية، باتت أكثر ما يميز مواقف بعض الدول. وإن

استطلاعاً في الشارع الفلسطيني حول رأي المواطن بمواقف من دون أسماء بعض الدول سيكون صادماً نتيجة للمواقف العلنية وغير العلنية لها من فلسطين. من المحزن أن تتعامل دول عربية مع القضية الفلسطينية على أنها صراع بين طرفين لا دخل لها فيها. إن مراجعة بعض التصريحات الصادرة عن الدول العربية يشعر المرء بأن الحديث يدور عن صراع بعيد بعد القمر عن تلك الدول، وأن

الروابط القوية التي تربط فلسطين بشقيقاتها في العالم العربي لم تعد تعني شيئاً للبعض. بل إن ثمة إصراراً على الوقوف على الحياد فيما يتعلق بفلسطين وهذا أخطر ما في الأمر. ففلسطين قضية العرب الأولى ليس لأن الفلسطينيين يريدون أن يعتمدوا على العرب، رغم أن النضال من أجل حرية فلسطين واجب قومي بالدرجة الأولى على كل عربي وعلى كل دولة عربية، ولكن لأن دولة الاحتلال

تشكل تهديداً للحالة العربية. ويجب أن يغري بحث إسرائيل وخطبها لود الدول العربية في السنوات الأخيرة تلك الدول وتظن أن أنياب الليث تعني أنه يضحك، إذ إن المشروع الكولنيالي الذي تمثله إسرائيل لم يتوقف ولم يصل إلى حده الأقصى. ما لا يمكن تحقيقه بالمال والتوسع الجغرافي يمكن تحقيقه بالمال والتجارة. وجوهر الشرق الأوسط الجديد بلغة بيريس يقوم على هذا.

إن احتواء الموقف العربي وتصويبه يجب أن يكون أولوية مهمة بالنسبة للفلسطينيين من أجل ضمان عدم وجود المزيد من التدهور والانجرافات في المواقف العربية. وعقد جلسة مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية كان مهماً من أجل وضع النقاط على الحروف وتحميل كل الأطراف مسؤولياتها. الفلسطينيون لا يريدون لأحد أن يقاتل نيابة عنهم ولا أن يتعذب من الاحتلال نيابة عنهم، 

لكن على الأقل لا يريدون أن يطعنوا في الظهر فيما هم يقاتلون من أجل البقاء على أرضهم وحماية العروبة هناك. هذا يتطلب المزيد من الحراك من أجل تمتين الموقف العربي الرافض لصفقة القرن حتى لا يأتي اليوم الذي تصبح فيها المادة الوحيدة للنقاش حول مستقبل الصراع كما يطمح نتنياهو وترامب. لم يعد ثمة موقف عربي موحد. بل إن كلمة وحدة لم تعد في القاموس العربي إطلاقاً. واختفى

كلياً البحث عن المشروع العربي الموحد. حتى أن مشاريع التكامل الفرعية التي نشأت في بعض المناطق العربية لم تنجح في خلق حالة حقيقة للتعاون السياسي والاقتصادي مثل مجلس التعاون الخليجي والمجلس المغاربي العربي. ومع هذا فإن الحاجة تقتضي تعظيم الفعل من أجل منع المزيد من الانزلاقات حتى لا تصبح بعض الدول العربية ترى مصلحتها بالتعاون والتحالف مع تل أبيب ومعاداة بعضها البعض. وبعض الظن إثم وليس كله.

قد يهمك أيضا : 

   حركة "فتح" تدعو إلي أكبر نشاطات جماهيرية مساندة للأسري

هل كان هناك «ربيع عربي»؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فـي الـمـوقـف الـعـربـي فـي الـمـوقـف الـعـربـي



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday