هل كان هناك «ربيع عربي»
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

هل كان هناك «ربيع عربي»؟

 فلسطين اليوم -

هل كان هناك «ربيع عربي»

عاطف ابو سيف
بقلم : عاطف ابو سيف

تصعب الإجابة عن السؤال السابق؛ لصعوبة فهم حقيقة ما جرى خلال العقد الماضي، الذي يصلح أن يكون عقد الثورات العربية المعاصرة. وترتكز الإجابة على الضفة التي نقف فيها من النهر ونحن ننظر إلى الأحداث. فالأحداث المتسارعة التي جرت في العالم العربي، مع نهاية العام 2010 وبداية العام 2011، بعد إحراق المواطن التونسي بوعزيزي لنفسه، قادت إلى مآلات مختلفة وأعادت تشكل الدولة في المنطقة العربية بطرق مختلفة. ويصعب وضع تصنيف واحد لتوصيف هذه النهايات، لكن المؤكد أنها تختلف في أنماط عديدة وتتوافق في جوانب عديدة أيضاً. ولم يعد من المبكر دراسة

تلك الظواهر الاحتجاجية التي اندلعت في العالم العربي وتأثيرها على بنية الدولة، وحقيقة ما جرى من تحولات في هذه البنية. والأهم من ذلك، والذي لن يغيب عن البال، التدخلات الخارجية في هذه الثورات.لكن يبقى السؤال، عند قراءة ما جرى: هل الحالة العربية شهدت تحولات ديمقراطية حقيقية، بمعنى: هل كانت ثمة ديمقراطية مفقودة تم العثور عليها فجأة؟ لم تكن عمليات الانتقال للديمقراطية عمليات سهلة وسلسة في أي تجربة سابقة... صحيح أنها مرت في الكثير من الأحيان بلا دماء، لكنها لم تكن موضع إجماع؛ إذ إن القوى المناهضة والخاسرة من عمليات التحول كانت

تقاوم حتى الرمق الأخير. وفي حالات عديدة سعت النخب السابقة للتكيف مع الواقع الجديد من أجل عدم الخسارة الكاملة والاحتفاظ ببعض مواقعها السابقة وفق شروط المرحلة الجديدة. وهذا طبيعي، لكنه عنى في نهاية المطاف نجاح الرؤية والتوجهات الديمقراطية بعد قرابة عقد من الزمن، يصعب الحديث عن الديمقراطية في المنطقة العربية. يصح الحديث عن مقاربات للوصول إلى الديمقراطية. كان روبرت دوول يقول: إنه يصعب الحديث عن نجاح عمليات التحول الديمقراطي إلا بعد إجراء ثلاث عمليات انتخابية متتالية بنجاح، وتكون عندها الديمقراطية «اللعبة الوحيدة في المدينة»، كما

أن عملية انتقال السلطة التي عادة كما توصف بالسلمية والسلسة والخالية من العنف والكاملة لم تحدث بشكل واضح في الحالات التي جرت فيها الانتخابات في المنطقة العربية. وربما تكون تونس أنجح حالة عربية، رغم أنه يصعب الجزم بنجاح التجربة حتى اللحظة؛ إذ إن الاستقرار المؤسساتي أهم ما يميز عمليات التحول الكاملة. وفي كل الأحوال، فإن الانتقال الكامل لم يحدث في الحالة العربية. بل إن ما جرى إعادة تشكيل المنطقة العربية، وظهرت قوى جديدة عملت على المساس بهيبة الدولة وسعت للسيطرة عليها. ومعظم الدول التي حاول «الربيع العربي» ضرب شواطئها تآكلت وأصابها

الوهن وبعضها تم تمزيقه وتفتيت وحدة حاله، وفي بعضها ظهر أكثر من نظام ومؤسسة تتنازع السلطة. فالدولة الآيلة للسقوط والتي تستوجب التدخل الإنساني لحماية المواطنين فيها وفق توجهات الإدارات الأميركية المتعاقبة باتت أفضل توصيف للحالة العربية. لذلك، فواشنطن تغتال خصومها في أراضي الدولة السورية الآيلة للسقوط، وتتقاتل الدول على المنافع داخل سورية، وتبحر الجيوش من أجل حماية المصالح في اليمن. الخلاصة، إن المنطقة العربية باتت أرضاً مفتوحة لمعارك الآخرين.يرتبط بذلك أن التحولات الديمقراطية كما أخبرتنا خبرات الشعوب لم تخل من تأثيرات خارجية.

فعند دراسة التحول نحو الديمقراطية أو كما يعرف بعمليات الدمقرطة، خصوصاً في الموجة الثالثة وفق توصيف هانتغتون، والتي حدثت في أميركا اللاتينية في عقد السبعينيات، خلص باحثو عمليات التحول إلى أن هناك أكثر مما قال عنه سابقوهم من «صفقات» ديمقراطية تعقد بين الأطراف الساعية لإحداث التحول الديمقراطي وبعض أرباب النظم السابقة؛ لضمان انتقال السلطة وفق المعايير الديمقراطية. «الباكتوس» كما يطلق عليها لم تكن كافية؛ إذ يجب النظر إلى التأثيرات الخارجية في عمليات التحول التي تبدأ بالتأثيرات الإيجابية لانتقال الأفكار وتلاقح التوجهات، وحتى التدخل

بالقوة، أو عبر استخدام النفوذ والمال للضغط من أجل إحداث التحولات المطلوبة. وفي التجربة الأميركية الجنوبية فإن دور واشنطن كان دائماً الأبرز في إجهاض عمليات التحول الديمقراطي من خلال دعم القوى المناهضة لعمليات التحول من أجل الاحتفاظ بمراكز القوى واستعادة عملية الحكم، وتفكيك تأثيرات التحولات الديمقراطية. عشرات الأمثلة التي يمكن سردها للتدليل على الدور الأميركي الهدام في عمليات الإجهاض المبكر للديمقراطيات الناشئة، خاصة في عقد الثمانينات حين كان الخطاب الأميركي يتملق الديمقراطية ويعمل على قتلها في الجانب الآخر. عموماً، واشنطن لم تتخل يوماً

عن ازدواجية الخطاب فيما يتعلق بالقضايا النبيلة التي لا تعني شيئاً خارج حدود الدولة الأميركية.وفي الحالة العربية يصعب تجنب مثل هذه القراءة، خاصة حين نرى أن أهم نهايات عمليات التحول الديمقراطية التي سعت لها الجماهير الباحثة عن التغيير، كانت نهاية الدولة ووحدة حالها. صحيح أن بعض الدول العربية قد نجت من تلك النهايات السيئة، لكنها عانت وما زالت تعاني من حالة عدم الاستقرار التي نتجت عن التدخلات الخارجية. مرة أخرى، بالتأكيد إن هذه التدخلات لم تكن حكراً على مقاصد واشنطن ومطامعها؛ إذ إن الكثير من القوى الكبرى عالمياً وإقليمياً وعربياً كانت لها

أدوار ليست أقل سوءاً من التدخل الأميركي.النتيجة الحقيقة لما جرى طوال العقد الماضي، أن الديمقراطية غابت عن «الربيع العربي»، وأن هذا الربيع لم يحمل الكثير من البشائر للمواطن العربي. هذا لا علاقة له بنوايا وتطلعات المواطن الذي خرج في شوارع العواصم العربية بحثاً عن الكرامة والحرية، بل في النهايات المأساوية التي خيمت على المنطقة العربية. هذا يجب ألا يعني التنازل عن هذه التطلعات والأحلام بمستقبل أفضل وحياة كريمة، لكنه يعني إعادة التفكير فيما يجب فعله من أجل أن يتم السعي لإنجاز هذه التطلعات. إن عدم التنازل عن الرغبة في استعادة الإرادة عبر استعادة الحق

في المشاركة السياسية وتقرير مصير الدولة، يجب أن يكون الدرس الأهم ونحن نقرأ خلاصات العقد المنصرم من الربيع العربي أو الثورات العربية أو سمّها ما شئت.

قد يهمك ايضا :  

حركة "فتح" تدعو إلي أكبر نشاطات جماهيرية مساندة للأسري

الأصل الفلسطيني: نقاش قديم جديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل كان هناك «ربيع عربي» هل كان هناك «ربيع عربي»



GMT 22:40 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

ترمب... وما ورائيات الفوز الكبير

GMT 21:38 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

سيمافور المحطة!

GMT 21:36 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

يراها فاروق حسنى

GMT 21:34 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

«بكين» هل تنهي نزاع 40 عاماً؟ (2)

GMT 21:32 2023 الإثنين ,13 آذار/ مارس

ماذا حل بالثمانيتين معاً؟

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday