نحو صفقة عاجلة لتبادل الأسرى
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

نحو صفقة عاجلة لتبادل الأسرى

 فلسطين اليوم -

نحو صفقة عاجلة لتبادل الأسرى

بقلم: طلال عوكل

التصريح المفاجئ الذي أدلى به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد قبل الماضي، وقال فيه إنه تلقى إشارات إيجابية بشأن الأسرى الذين تحتجزهم كتائب الشهيد عز الدين القسام، لم يكن عبثياً، وعلينا أن ننظر إلى الدوافع والأهداف.

هذا الملف استحوذ على اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية، والفلسطينية، وبعض العربية والدولية، خصوصاً بعد أن أدلى أبو عبيدة الناطق باسم القسام بتصريح يكذب ما ورد على لسان نتنياهو. أراد أبو عبيدة أن يقدم معلومة لا جديد فيها حين ظهرت خلفه أربع صور للجنود الإسرائيليين، دون أي إشارة أو شرح لحالة كل منهم. المعلومة التي ظهرت خلف أبو عبيدة معروفة لدى الإسرائيليين، ذلك أن اثنين منهم دخلا بأرجلهم عبر الحدود إلى قطاع غزة، والآخرين ربما كانا جثتين أو حيين سقطا بيد القسام خلال الحرب الأخيرة العام 2014.

وبغض النظر عن ردود الفعل السياسية والإعلامية والاجتماعية التي تحركت في إسرائيل دفاعاً عما قاله نتنياهو أم نقداً، أم احتجاجاً، فإن القليل من ردود الفعل ذهب لتقديم تفسير واضح للأهداف والدوافع التي أرادها نتنياهو.

أراد نتنياهو أن يفتح هذا الملف، بعد تجاهل استمر طويلاً وربما بعد فشل بعض المحاولات، التي انتهت بصمت من قبل أطراف أخرى لم تكن مصر من بينها، وربما فشلت لأنها تجاوزت، ديكتاتورية الجغرافيا السياسية.

في الواقع فإن العديد من المحاولات، والمبادرات التي تدخلت فيها أطراف أخرى غير مصر لمعالجة ملفات فلسطين، ما كان لها أن تنجح في تحريك أي من هذه الملفات طالما كانت العلاقة بين مصر وحركة حماس، على النحو العدائي والمتوتر الذي كانت عليه قبل زيارة وفد الحركة للقاهرة خلال الشهر الماضي.

تصريح نتنياهو والرد عليه من قبل القسام، يشير إلى قناعة تولدت لدى الطرفين، بأن الأوضاع باتت تسمح بتحريك هذا الملف، بعد أن توقف قطار المحاولات والمبادرات عند القاهرة التي تحوز على أوراق، تمكنها من تحقيق النجاح، وهو أمر كان من الصعب تحقيقه في ظل توتر العلاقات المصرية مع حركة حماس. التصريح والرد عليه يكشفان عن رغبة الطرفين في معالجة هذا الملف، كل لأسبابه، ولكن السبب الرئيسي هو أن الطرفين يحتاجان لتحقيق إنجاز.

إسرائيل تعاني من فشل كل محاولاتها لتهدئة الانتفاضة التي أصبحت خارج السيطرة، ولا يفيد لتهدئتها كل الوسائل التي استخدمتها ولا أي تفاهمات مع أطراف فلسطينية. وتعاني إسرائيل من عزلة دولية متزايدة، ومن حرج شديد إزاء موقفها من المبادرة الفرنسية التي تحظى بتأييد واسع عربي ودولي.

إذاً، الخيارات أمام نتنياهو مغلقة على سياسة متطرفة إزاء كل ما يتعلق بالفلسطينيين، فهو إما أن يذهب إلى عدوان كبير ضد قطاع غزة، لا ذرائع أو مبررات، أو ظروف تسمح بالمبادرة إليه، ولا يحتمل في الوقت ذاته استمرار الانتفاضة ومفاعيلها.

فتح ملف تبادل الأسرى هو خيار بالنسبة لنتنياهو، إذ سيبدو أمام مجتمعه على أنه إنجاز، وأمام المجتمع الدولي على أنه إشارة لمرونة سياسية إسرائيلية، أما بالنسبة للأثر على الصعيد الفلسطيني، فإنه سيعزز من قوة «حماس» في المعادلة الداخلية الفلسطينية، ربما يساعد في تغيير المناخ الاجتماعي في الضفة الغربية.

من جانب آخر، تحتاج حركة حماس لتحقيق إنجاز متعدد الأهداف، فهو إنجاز لصالحها ولصالح برنامج المقاومة في مقابل فشل خيار المفاوضات السياسية، وهو إنجاز يعزز قدرتها في الحوار الجاري لتحقيق المصالحة، التي تطبخ على نار ساخنة.

وترغب حركة حماس، أيضاً، في إضفاء مصداقية عملية تحتاجها لإقناع الطرف المصري الذي تسعى إليه الحركة، بأنها جادة فيما يتعلق بقناعتها في اعتماد البوابة المصرية، كأولوية في بحثها عن حلول لكل ما يتعلق بالملفات الفلسطينية، بما في ذلك ملف معبر رفح، والتبادل التجاري والاقتصادي بين مصر وقطاع غزة.

ترغب حركة حماس، أيضاً، في تأكيد مصداقيتها ومسؤوليتها تجاه الأسرى الذين وعدتهم كل الوقت بأن يحصلوا على حريتهم، وعلى أن الطريق مفتوح على المزيد من صفقات التبادل من خلال الاعتماد على أسلوب خطف جنود إسرائيليين، إذ لم تصلح أساليب أخرى في تحرير الأسرى خصوصاً ذوي الأحكام العالية.

وتسجل «حماس» درساً متكرراً، بأنها قادرة على إرغام الحكومة الإسرائيلية على تجاوز القرارات والقوانين التي تحظر عليها الإفراج عن أسرى «ملطخة أيديهم بالدماء» وفق التعبير الإسرائيلي.

ملف تبادل الأسرى هو عنوان لمعركة تكتيكية ذات أبعاد متعددة، تحرص كتائب القسام، أن تحقق مكسباً معنوياً، في البعد الاستخباري حيث تفشل الوسائل الاستخبارية الإسرائيلية مرة أخرى في الوصول إلى جنودها أو الحصول على أية معلومات مهما كانت بسيطة عن أوضاعهم.

على كل حال، إذا كان الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي، لديهما من الدوافع ما يفرض الحاجة لفتح هذا الملف، فإن مصر هي الأخرى بحاجة إلى تحقيق إنجاز لتأكيد دورها إزاء الملفات الفلسطينية والفلسطينية الإسرائيلية. 

المصادر الصحافية أشارت إلى أن هذا الملف مطروح بقوة من قبل جهاز المخابرات المصرية، وأن تحريك الملف قد بدأ من الجانب المصري ما يعني أن ما جرى تداوله حتى الآن، هو مجرد بداية قد لا تطول كثيراً، حتى تصل إلى صفقة تبادل تحتاجها كل الأطراف لأن تكون سريعة وفي توقيت يناسب كل الأطراف.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحو صفقة عاجلة لتبادل الأسرى نحو صفقة عاجلة لتبادل الأسرى



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday