«حماس» تتصالح مع التاريخ
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

«حماس» تتصالح مع التاريخ..

 فلسطين اليوم -

«حماس» تتصالح مع التاريخ

بقلم :طلال عوكل

الحوار الذي بدأ بالقاهرة اول من امس، بين حركتي فتح وحماس وان كان من فعل الضرورة، المحكومة لحسابات اللحظة، الا انه ايضا ينطوي على ضرورات تاريخية من شأنها ان تُحدث تبديلا جذريا في المشهد السياسي والاجتماعي الفلسطيني.

غياب المعلومات عما يدور في الغرف المغلقة والاكتفاء باصدار بيان عام، يؤكد على جدية وايجابية الحوار، لا يجعلنا غير قادرين على التنبؤ بما ستؤول اليه هذه الحوارات التي تحظى باهتمام ودعم دولي وبمشاركة وضمانة مصرية جدية ومباشرة، ما يعزز الامل بامكانية وضع قطار المصالحة على سكته الصحيحة.

قد تكون دوافع الاطراف، كل الاطراف الفلسطينية والعربية والدولية المختلفة بشأن ضرورة تحقيق المصالحة، ولكن هذه العملية في سياقاتها التاريخية وفي جوهرها تشكل خطوة جذرية نحو تغيير الحالة الفلسطينية برمتها. الناس تنتظر التخلص من معانياتها الحياتية، وان تفتح المصالحة البوابات المغلقة امام الشباب وامام انطلاق عملية النهوض السياسي والمجتمعي كأساس لاعادة بناء الثقة والارتقاء لمستوى الطموحات الى الاهتمام بالقضية والمشروع الوطني.

لا شك ان هذه العملية تتسم بجملة من الصعوبات والتعقيدات وتحتاج الى زمن طويل نسبياً، ذلك ان الامر لا يتوقف على الاتفاق بين الطرفين او حتى الاتفاق من قبل الكل الوطني الذي سيلتئم بنهاية هذا الشهر وفي القاهرة ايضا.

المؤشرات والقراءات الموضوعية بالجاري من التطورات تشير الى انه سيكون بالامكان معالجة قضايا الخلاف والعقبات التي كانت سببا في فشل المحاولات السابقة. لكن الحوار سيظل قائما لفترة طويلة عند كل مرحلة من مراحل المصالحة ستنشأ الحاجة للعودة الى طاولة الحوار سواء عبر المؤسسات الوطنية او عبر الفصائل، ذلك ان هناك عدداً من الملفات التي تحتاج الى وقت، مثل موضوع الانتخابات ومنظمة التحرير ومن تفعيل المجلس التشريعي وربما ايضا الموضوع السياسي في صورة شاملة حسبما تفرضه الظروف.

في المرحلة الاولى لا بد ان ينتبه المسؤول السياسي بضرورة اتخاذ قرارات واجراءات سريعة وملموسة ذات تأثير على اوضاع الناس باستعادة الثقة بينه وبين الناس الذين دفعوا ثمن الانقسام.

في الحديث عن السياق التاريخي لعملية المصالحة، يخطئ الكثيرون حين يعتقدون ان الانقسام الفلسطيني ينشأ مع بداية مرحلة اوسلو، او انه نشأ في تموز ٢٠٠٧، او حتى انه وقع بفعل فلسطيني خالص.

الانقسام الفلسطيني موجود منذ اندلاع الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الكبرى عام ١٩٨٧، مع الاعلان عن تأسيس حركة حماس وظهور حركة الجهاد الاسلامي، كان تأسيس حركة حماس، يعبر عن مشروع آخر ذي ابعاد ورؤى واهداف مرتكزة الى العقيدة الاسلامية، ومناوئ وبديل للمشروع الوطني الفلسطيني الذي تمثله منظمة التحرير الفلسطينية التي تميزت بتعدديتها رغم الاختلافات السياسية، وفي احيان ليست قليلة كانت تلك الاختلافات حادة، لكنها لم تخرج عن اطار المنظمة كاطار وطني جامع.

رفضت الجبهة الشعبية، البرنامج المرحلي وشكلت جبهة الرفض ثم جبهة الانقاذ، لكنها بقيت تخوض نضالها من داخل اطر المنظمة، حماس سعت لأن تكون بديلا برنامجيا وتمثيليا لمنظمة التحرير، ولذلك فإنها شكلت قيادتها الخاصة خلال الانتفاضة، بموازاة القيادة الوطنية الموحدة التي عبرت عن منظمة التحرير، جاءت اتفاقية اوسلو لتعمق الخلاف الذي بدأ منذ مرحلة التأسيس، ثم تعمق الانقسام والخلاف مرة اخرى بعد الانسحاب الاسرائيلي من داخل قطاع غزة والذي وضع الحجر الاساس للانقسام الذي وقع في تموز ٢٠٠٧، من خلال انقلاب حماس على السلطة في قطاع غزة. عام ٢٠٠٦، قررت حماس ان تخوض معركة التمثيل، والشرعية، من داخل الاطار العام لاوسلو، وبدون ان تغير سياستها فخاضت الانتخابات التشريعية، وفازت باغلبية مقاعد التشريعي، لم تتغير الوجهة العامة لسياسة حركة حماس، وان تغيرت الظروف والادوات، واشكال خوض التناقض، الا ان عدم التعاطي الايجابي من قبل حركة فتح مع نتائج الانتخابات كان العقبة الاولى التي واجهتها الحركة.

احتدم الصراع داخليا وخارجيا، حيث لم تتوقف محاولات حركة حماس لان تترجم سيطرتها على قطاع غزة، بالحصول على شرعية عربية ودولية، او في ان تحظى بشرعية تمثيل الشعب الفلسطيني وان كان ذلك قد شوش على المنظمة والسلطة، التي ظلت ملتزمة بنهج المفاوضات والبحث عن فرص تحقيق سلام ينتهي بتحقيق اهداف الشعب الفلسطيني، استنادا الى ما ينص عليه المشروع الوطني. كانت حماس تتطلع الى تحقيق مشروعها السياسي، انطلاقا من غزة، وكجزء من مشروع الاسلام السياسي في المنطقة وباعتبارها جزءاً اصيلا من جماعة الاخوان المسلمين. تلقى مشروع الاسلام السياسي، سلسلة من الضربات، التي جعلت امر تحقيقه حبيس الاقدار، وفشلت حماس في تحقيق ما ارادت منذ البداية، من ان تحظى بشرعية عربية ودولية، او ان تحظى بشرعية تمثيل الفلسطينيين رغم كل ما تعانيه منظمة التحرير الفلسطينية من ضعف وهشاشة وتراجع في الدور والمكانة.

هذه الظروف بالإضافة الى عدم تحقيق انجاز وطني من خلال المقاومة وسلاحها، في ظل الانقسام الفلسطيني، والممانعة العربية والدولية، نقول هذه الظروف دفعت حماس الى مراجعة ميثاقها الذي وضعته في موازاة وكبديل لميثاق منظمة التحرير فكان ان انتجت ما عرف بالوثيقة السياسية، الوثيقة السياسية التي اسست لعملية التغيير، تطلبت تغييراً في ادوات التحقيق، فكانت القيادة الجديدة التي بدأت نهجاً مختلفاً، يقوم على التصالح مع الحالة الوطنية وتغيير سبيل تحقيق اهداف الحركة من داخل المؤسسة الوطنية الفلسطينية، لم يعد ثمة مجال للمنافسة على التمثيل والشرعية، واصبح على الحركة ان تبحث عن افضل واقصر الطرق لتحقيق شراكة سياسية مع الجسم الوطني ومن داخله، الامر الذي يجعل المصالحة الجارية، مصالحة مع التاريخ بالنسبة لحماس، وجزءا من عملية إعادة إعمار وبناء كل الحالة الفلسطينية، الامر الذي يضفي على هذه المصالحة طابعاً تاريخيا في مآلاتها وتداعياتها المستقبلية.
 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حماس» تتصالح مع التاريخ «حماس» تتصالح مع التاريخ



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday