وضوح مخططات التصفية لا يبرر غموض المجابهة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

وضوح مخططات التصفية لا يبرر غموض المجابهة

 فلسطين اليوم -

وضوح مخططات التصفية لا يبرر غموض المجابهة

بقلم : طلال عوكل

لا حاجة لأحد، أن ينتظر طبيعة صفقة العصر، التي تتحدث أوساط الإدارة الأميركية أنها قيد المراحل الأخيرة من الإنجاز، فعناوين وأهداف هذه الصفقة باتت أكثر من واضحة.

لا تكفي كل الإغراءات المحتملة، التي يمكن أن تقدمها الإدارة الأميركية، لإقناع الفلسطينيين بالانخراط في هذه الصفقة.

إخراج ملف القدس من أي مفاوضات ومصادرة حق الفلسطينيين فيها، يكفي وحده، لضمان موقف فلسطيني وطني شامل، برفض أي تفاصيل أخرى فكيف حين تضيف الولايات المتحدة إلى ذلك محاولاتها الملموسة لشطب "الأونروا"، وبالتالي شطب ملف حق اللاجئين في العودة؟

الرئيس الأميركي يمعن في عناده، ومناكفته، فيضيف إلى ما ورد أنه قد يزور إسرائيل، في الوقت الذي حددته إدارته لافتتاح السفارة الأميركية في القدس الذي يصادف الذكرى السبعين للنكبة.

خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لم تحظ القضية الفلسطينية باهتمام الشريكين سوى بخمس عشرة دقيقة، فيما استغرق ملف إيران الجزء الأكبر من نحو ساعتين، كانت مدة اللقاء.

أن يقتصر بحث الموضوع الفلسطيني على هذا القدر الضئيل من الوقت، ينطوي على دلالة، استهتار بقضية السلام، وبحقوق الفلسطينيين وبقرارات الأمم المتحدة، وبكل ردود الفعل الدولية الرافضة لقرار الرئيس ترامب بشأن القدس واللاجئين.

أما أن يحظى الملف الإيراني بمعظم الوقت، فإن هذا ينطوي على رسالة حربية، تشير دلائل كثيرة إلى أن الحلف الأميركي الإسرائيلي بصدد ارتكاب عدوان عسكري واسع في سورية ضد النظام وضد ما يسميه الحلف بالتواجد الإيراني.

رسالة ترفع مستوى التوتر في المنطقة كلها، وخصوصاً بين هذا الحلف وروسيا التي هدد رئيسها فلاديمير بوتين بالتصدي لأي عدوان تبادر إليه دولة ضد روسيا أو أي من حلفائها.

قد لا يكون الفلسطينيون في خانة الحلفاء الذين يهدد بوتين بحمايتهم في حال تعرضوا لعدوان، ولكن ذلك لا يعني أنهم لا يملكون القدرة على رفع مستوى التوتر في الإقليم كله.

الولايات المتحدة عادت مرة أخرى، لتسلك الطريق الذي ترسمه إسرائيل بالنسبة للملف الفلسطيني، حيث إن المتتبع لتطور المواقف والسياسات الأميركية إزاء كل مفردات الصراع، سيخلص إلى نتيجة بأن إسرائيل هي التي تقود وتدير السياسة الأميركية فيما يتعلق بجوهر هذا الصراع وطبيعته.

في عهد الرئيس اوباما نشأ خلاف على الأولويات وأصرّت إسرائيل على أن الخطر الإيراني هو الذي يحظى بأولوية، وها هي الإدارة الأميركية تفعل ذلك، والحال ذاته بالنسبة لرؤية الدولتين، والموقف من الاستيطان والقدس واللاجئين، وآليات ومرجعيات التفاوض. إن واشنطن تتطابق تماماً وكلياً اليوم مع سياسة ومخططات تل أبيب بالنسبة لموضوع السلام على جبهة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

إسرائيل تبادر برسم السياسات والمواقف وأميركا تتكفل بالتنفيذ والرعاية وتأمين الحماية. ومن الواضح أن الإدارة الأميركية لا تنتظر الإعلان عن "صفقة القرن"، إذ هي دخلت عملياً في مرحلة التنفيذ، وفرض الوقائع ومن دون انتظار موافقة أو رفض القيادة الفلسطينية أو الدول العربية والإسلامية.

وكما تفعل إسرائيل، بدأت واشنطن في النواح والعويل على الوضع المأساوي الذي يعاني منه سكان قطاع غزة، بسبب الحصار الإسرائيلي والانقسام الفلسطيني. نزعة إنسانية كاذبة وذات أبعاد سياسية خطيرة لها صلة مباشرة بتطبيق بعض مفاصل "صفقة القرن". لو كانت الولايات المتحدة مقتنعة بحقوق الإنسان وبالتدخل الإنساني لإنقاذ فلسطينيي قطاع غزة من الكارثة لكانت طلبت من إسرائيل رفع الحصار المفروض على الناس هناك.

دعوة واشنطن لاجتماع دولي يضم المانحين للبحث في كيفية معالجة الوضع الإنساني في قطاع غزة، تنطوي على جملة أهداف سياسية:

أولاً، ان الدعم الذي يمكن أن يقدم لسكان القطاع هو شكل من أشكال تعويض الناس عن محاولة تجفيف موارد "الأونروا"، أي أن عملية استبدال ستتم على جثة المؤسسة الدولية وحق اللاجئين في العودة.

ثانياً، تمعن الإدارة الأميركية في التعامل المنفصل مع الجغرافيا الفلسطينية فهي إزاء الضفة تضغط على السلطة مالياً، وتحجب عنها التمويل وفي القدس تساند الحكومة الإسرائيلية في إجراءاتها العنصرية لتفريغ المدينة من سكانها الأصليين، ونحو تهويدها بالكامل ومصادرة كل الحقوق الفلسطينية فيها ثم التعامل مع غزة بطريقة منفصلة.

ثالثاً، مثل هذه السياسة تستهدف إبقاء حالة الانقسام والتباين بين غزة والضفة، وبين حماس وفتح، وتحاول تصعيد التوتر بينهما فضلاً عن النيل من شرعية السلطة ومنظمة التحرير.

يريدون لغزة أن تكون مقر الدولة الفلسطينية، بصرف النظر عما يتبقى إن كان ممكنا توسيعها في سيناء أم لا.

أليس هذا ما تطرحه منذ بعض الوقت أوساط سياسية إسرائيلية، ليس خشية أن يتجه الانفجار في القطاع نحو الشمال وإنما لبناء مؤسسات الدولة من مطار وميناء إلى معالجة موضوعات المياه والكهرباء والتشغيل؟

لا تخدع النزعة الإنسانية الكاذبة لواشنطن وتل أبيب الفلسطينيين، الذين أعلنوا كلهم رفض المشاركة في اجتماع واشنطن، ورفض التعامل مع مخرجاته، لكن الفلسطينيين لا يزالون يتجاهلون مدى خطورة استمرار الانقسام على قضيتهم، وبما يخدم مخططات وأهداف الحلف الأميركي الإسرائيلي.

لقد شبع الفلسطينيون من كلام زعمائهم عن الالتزام بتحقيق المصالحة، وحرص كل طرف على إنجازها، إذ لم تثمر كل الخطابات وإعلانات حسن النوايا عن أي انفراجة في اتجاه تحقيق المصالحة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وضوح مخططات التصفية لا يبرر غموض المجابهة وضوح مخططات التصفية لا يبرر غموض المجابهة



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday