مبادرات لتعظيم الاشتباك
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

مبادرات لتعظيم الاشتباك

 فلسطين اليوم -

مبادرات لتعظيم الاشتباك

بقلم : طلال عوكل

لا تتوقف الفصائل، والنخب السياسية في قطاع غزة، عن التفكير في خيارات تقتضيها، المجابهة التي يخوضها الشعب الفلسطيني بكل قواه، لمواجهة المخاطر التي تحيق بالقضية الفلسطينية، من قبل التحالف الأميركي الإسرائيلي.

يعتقد البعض أن الفصائل في غزة، لا تملك سوى خيار تفجير الأوضاع عسكرياً مع إسرائيل، فالقطاع محاصر، ومعزول عن حركة الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، ما يمنع الاشتباك على الطريقة التي تحصل في الضفة.

المظاهرات الحاشدة وغير الحاشدة، التي تجوب قطاع غزة بين الحين والآخر، لتعبر عن رفضها للسياسات الأميركية الإسرائيلية لا تفيد إلاّ في إظهار وحدة الشعب الفلسطيني وقواه السياسية على الموقف الرافض والمقاوم لمخططات التصفية، والاستيطان ومصادرة الأراضي، وهو أمر مهم، ولكنه لا يرقى إلى مستوى الاشتباك مع الاحتلال.

سكان قطاع غزة طوّروا، شكلاً من أشكال الاحتجاج والمقاومة حين داوم الشباب على الاحتجاج بالقرب من السياج الحدودي، استجابة لنداء القدس، حين تعرض المسجد الأقصى لمعركة البوابات الالكترونية، لم تتوقف نشاطات الشباب على السياج الحدودي منذ ذلك الوقت، وقد سقط منهم عشرات الشهداء والجرحى لكنهم لم ييأسوا ولم يتوقفوا.

دوريات الجيش الإسرائيلي على الحدود، لم تكن لتتسامح مع الطريقة الجديدة للشباب الفلسطيني، على الرغم من أنهم يقومون بذلك سلمياً، إذ إن المسافة بينهم وبين المواقع العسكرية الإسرائيلية لا تسمح لحجارتهم بأن تصل.

وبالرغم من عدم وجود خطورة على الدوريات الإسرائيلية، إلاّ أن هذه لا تتردد في فتح النار على صدور الشباب، فالمسألة بالنسبة لإسرائيل تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك.

تخشى إسرائيل التي تكثر من الحديث عن قرب انفجار الأوضاع في قطاع غزة، من أن يتجه هذا الانفجار إلى الشمال والشرق. في مواجهة مثل هذا الاحتمال الواقعي تبدي إسرائيل اهتماماً زائفاً بالأوضاع الإنسانية الكارثية التي يتعرض لها سكان القطاع، ولكنها تواصل حصارها المشدد رغم التصريحات الكاذبة، بشأن تسهيلات تقدمها لسكان القطاع.

بعد أن تحدثت إسرائيل كثيراً عن استعدادها لتطوير مشاريع تنموية وإقامة مطار وميناء، وجزيرة، لتغيير واقع الناس في القطاع، انتقلت المهمة العملية، إلى واشنطن، التي عقدت يوم الثلاثاء الماضي مؤتمراً لمعالجة الأوضاع الإنسانية في القطاع بعيداً عن السلطة، وأيضاً عن حركة "حماس".
ما جرى في مؤتمر واشنطن يصلح لأن يكون عنوانه الفصل الثالث من مخطط تصفية القضية، أو من "صفقة القرن"، التي لا يشكل تأخير الإعلان عن فحواها سبباً، لتجاهل أن ما تقوم به الولايات المتحدة، هو بحد ذاته مفاصل "صفقة القرن".

معلوم أن المفصل الأول في "صفقة القرن"، كان القرار الأميركي الذي يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ما يستتبع نقل السفارة الأميركية إليها.
أما المفصل الثاني فهو الذي يتعلق بحق العودة، ومن مدخل تعجيز "الأونروا" عن القيام بمهماتها المعهودة تمهيداً لشطبها وهو ما يدركه الفلسطينيون وغير الفلسطينيين، ويحاولون مقاومته.
في هذه السبيل تواصل الماكينة السياسية الفلسطينية والدبلوماسية حث الدول على ضرورة القيام بواجباتها لحماية ودعم "الأونروا"، وقد تكلل ذلك بانعقاد مؤتمر روما في الخامس عشر من الجاري. الخطورة لا تزال قائمة ذلك أن مؤتمر روما لم ينجح سوى في تخصيص مئة مليون دولار، يمكن أن تعوض المبلغ الذي خصمته أميركا من حصتها، ولكنه لا يكفي لتوفير شبكة أمان للوكالة التي تعاني أصلاً من عجز قبل القرار الأميركي.
في السياق انطلقت مبادرة شعبية في قطاع غزة، نحو تأسيس هيئة وطنية، لدعم "الأونروا"، لا تقف عند حدود الدعم الإعلامي والشعبي، وإنما يحدوها الأمل في استنهاض دور ممولين فلسطينيين وعرب وأجانب، من أجل دعم صندوق الوكالة الدولية.
أما المفصل الثالث في "صفقة القرن"، فهو الذي يشير إليه مؤتمر واشنطن الذي يستهدف تجنيد أموال، لبناء البنية التحتية لدولة غزة، بذريعة إنقاذ غزة التي تعاني من كارثة إنسانية.
المفصل الرابع فلسطينياً، سيكون إقدام إسرائيل على إعلان السيادة على الكتل الاستيطانية وربما أوسع من ذلك بما يشمل منطقة (ج) التي تشكل نحو 60% من أراضي الدولة، وهو ما دعا إليه رئيس الدولة رؤوفين ريفلين قبل يومين.
في ضوء هذه المخاطر، والتعقيدات التي تتصل بموضوع المصالحة الفلسطينية المتعثرة، تتبلور فكرة القيام بمسيرات العودة تطويراً لحالة الاشتباك المحدود الذي رسخه الشباب منذ أشهر طويلة.
في الثلاثين من آذار، ستكون المحطة الأولى في مسيرات العودة، حيث يجري التحضير على نحو جدي لخروج آلاف الناس إلى الحدود الشمالية والشرقية، وربما يفضي ذلك إلى إقامة خيام دائمة تستقر فيها بعض العائلات، وهو أمر لم يعد صعباً.
مسيرة العودة في الثلاثين من آذار ستشكل بدورها بروفة لمسيرة كبيرة في الخامس عشر من أيار الذكرى السبعين للنكبة.
هذه المسيرات التي تؤكد تمسك الفلسطينيين بحقهم في العودة، ستتخذ طابعاً سلمياً خالصاً، ولكن أحداً لا يستطيع الجزم إذا ما كانت بعض الصدور الحامية مستعدة لاقتحام السياج الحدودي.
إزاء ذلك من الواضح أن التصعيد الإسرائيلي الأخير على حدود قطاع غزة، يستهدف الردع الآن، والتحضير لاحقاً لمواجهة مثل هذه الاحتمالات، باستخدام القوة المفرطة كما تعودت إسرائيل.

المصدر : جريدة الأيام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مبادرات لتعظيم الاشتباك مبادرات لتعظيم الاشتباك



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday