رسالة من حافة المقبرة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

رسالة من حافة المقبرة

 فلسطين اليوم -

رسالة من حافة المقبرة

بقلم :طلال عوكل

لا يبالغ منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الأراضي المحتلة، السيد روبرت بيبر، حين يقول إن قطاع غزة قد أصبح الآن غير صالح للحياة، ما يستبق تقارير أممية سابقة أشارت في العام 2012 إلى أن القطاع لن يعود مكاناً صالحاً للحياة في العام 2020. 

منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا لم يبادر أي طرف لأخذ تحذيرات الأمم المتحدة بعين الاعتبار، والمقصود في اتجاه العمل من أجل تخفيف وطأة الأزمات المتفاقمة التي يعاني منها سكان القطاع، وتكاد تشمل كل مجالات الحياة.

لا بل على العكس من ذلك فإن تلك الأزمات تندفع نحو المزيد من الشمول والعمق، إلى الحد الذي يجعل الناس عموماً على أطراف المقبرة الشرقية للمنطقة الشمالية من القطاع.

عند الحديث عن أن القطاع لم يعد مكاناً صالحاً للحياة، فإن المقصود بالحياة، يتجاوز الحق في التنفس وتناول الطعام، إلى ما يعرف بالحد الأدنى للحياة الكريمة. يمكن للإنسان أن يتحدّى العديد من الأزمات، وتظل حياته كريمة ولكن حين تشمل الأزمات كل جوانب الحياة، ومتطلباتها العصرية، فإن الحياة تعني في هذه الحالة، العودة إلى مجاهل القرون الوسطى، أو حياة القبائل الأفريقية التي لم تعرف مظاهر الحياة العصرية.

في زمن التكنولوجيا، تصبح الكهرباء، وخدمة الإنترنت، هي مصدر الحياة، فالناس في غزة مدمنون على التعامل مع خدمات الإنترنت التي يجدون فيها الوسيلة الوحيدة للتسلية، والمعرفة، والتواصل، والتنفيس عن همومهم. 

سيصبح الناس دون إنترنت وكهرباء تعطل كل شيء عاطلين عن الحياة، وليس فقط عن العمل، ما سينجم عنه، بشر مشوّهون، يتقاتل أحدهم مع نفسه حين لا يجد وسيجد دائماً من يتقاتل معه. 
غير أن الآثار المترتبة على انقطاع هذا الثنائي الخطير، تعني أن لا عمل للبنوك، والمؤسسات بمختلف أشكالها وأنواعها، ولا مبردات، أو أجهزة تلفزيون أو بث أو حتى الحد الأدنى من التواصل. 

المشكلة هي أن الناس لم يكونوا محتارين في الإجابة عن السؤال من المسؤول عن ذلك، وهو الاحتلال الإسرائيلي، ولكن الأمر بالنسبة لهم قد اختلف بعد الإجراءات التي بدأت تتخذها السلطة دون أن تلاحظ أن الناس الذين تدعي أنها لا تتقصدهم بالعقوبات هم الذين يتأثرون وليس حركة حماس. 

لا تفيد التبريرات في أن تنفي التهمة عن السلطة، وإجراءاتها، وإذا أراد المسؤول أن يستفيد من تقييم موضوعي، فإن الناس تفقد الثقة بالسلطة. 

الناس ليسوا بوارد التفكير في المسؤول عمّا آلت إليه الأمور في الساحة الفلسطينية وحتى لو أنهم اعترفوا بصريح العبارة، بمسؤولية حماس التأسيسية لهذه النكبة بسبب ما أقدمت عليه العام 2007، فإن هذا الاعتراف لا يفيد في شيء. هذا الاعتراف لا يؤدي إلى تعظيم شعبية الطرف الآخر بل سيؤدي إلى الكفر بكل السياسة وأركانها وفصائلها ومؤسساتها وشرعياتها. 

بعد ما مضى من إجراءات لم تحرك العناد القوي الذي يمنع استجابة حركة حماس لشروط الرئيس محمود عباس للمصالحة، والتي يتضح أنها فقط تؤثر سلبياً على حياة الناس إلى حد العدم كما يشير إلى ذلك ممثل الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، يصبح من الضروري التوقف لدراسة مدى جدوى هذه الطريقة في معالجة موضوع المصالحة. 

حماس لن تَسْلَم ويتوفر لديها البديل من خلال تفاهمات القاهرة، والناس لن تخرج إلى الشوارع لتعلن تمردها على الجهة التي تسيطر على القطاع ويفترض أن تتحمل المسؤولية عن معالجة أزماته جرياً وراء المثل الشعبي الذي يقول: «من يرد أن يصبح جمّالاً فعليه أن يرفع سقف بيته» والسؤال هو إذا ما كان على من يراهن على ذلك، أن يسأل أولاً عن برنامج ومشروع ودور حركة فتح أولاً ثم الفصائل الأخرى ثانياً.

لقد حان الوقت لأن تتلقّى السلطة، ومن جانب آخر حركة حماس الرسالة التي صدرت عن منسق الشؤون الإنسانية، بما يؤدي إلى تغيير كل هذه الأساليب، ونحو تحمُّل المسؤولية إزاء تعزيز صمود أهل غزة، حتى يكونوا مستعدين وقادرين على وأد مشروع دولة غزة الذي يدعي الجميع أنه يرفضه ويناهضه وما لم يتحرك الفلسطيني أولاً لإنقاذ غزة فإن أحداً في هذا العالم لن يترحم على مليوني فلسطيني لا ذنب لهم إلاّ لأن القدر جعلهم حُماة المشروع الوطني الفلسطيني.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رسالة من حافة المقبرة رسالة من حافة المقبرة



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday