حول التطورات السياسية المستجدة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

حول التطورات السياسية المستجدة

 فلسطين اليوم -

حول التطورات السياسية المستجدة

بقلم :طلال عوكل

التفاهمات التي تم التوصل إليها بين النائب محمد دحلان، ووفد حركة حماس، وبين حماس والجانب المصري، ألقت بحجر كبير في المياه الفلسطينية لتزيدها صخباً واضطراباً، فوق ما تعانيه من صخب واضطراب وقلق فضلاً عن أنها عمّقت الشروخ التي تضرب الجسد الفلسطيني الممزق. حتى الآن لم يتم الإعلان من أي طرف عن التفاصيل الكاملة لتلك التفاهمات، والتي إن لم تكن وصلت إلى الأسئلة الصعبة، فإن ما وقع منها حتى الآن، قد يفتح الباب أمام ضرورة الإجابة عن تلك الأسئلة. بعض السذج، يعتقدون أن تلك التفاهمات، لم تأخذ طابعاً سياسياً، بمعنى أن كل طرف بقي عند رؤيته السياسية، والتزاماته، ولكن هؤلاء لا يتجاهلون حقيقة أن كل صغيرة وكبيرة تتصل بالشأن الفلسطيني، تنطوي على أبعاد سياسية.

المهم في الأمر أن حركة حماس أدركت صعوبة أوضاعها، ومحدودية خياراتها، ما جعلها تذهب نحو خيار الانفتاح على القاهرة وعلى ما هو أبعد من خلالها (القاهرة) والتفاهم مع دحلان وفريقه، وهي أي حماس تدرك أن عليها أن تدفع الثمن. تبدي حماس استعداداً للانحناء أمام العاصفة بخلاف ما فعلت خلال السنوات العشر السابقة منذ وقوع الانقلاب والانقسام. كان مثل هذا التحول في رؤية حماس لكيفية التعاطي مع الحسابات السياسية والفصائلية والخيارات والمراهنات، يحتاج إلى رجل قوي قادر على اتخاذ القرار وإلزام الحركة به. يظهر السنوار، باعتباره المنقذ من سوء الحسابات، ويخيب ظنون الذين فسروا انتخابه رئيساً للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة على أنه عنوان تصعيد وحروب ومغامرات غير محسوبة. والحقيقة أن انتقال مركز قرار حركة حماس إلى قطاع غزة، بات يلزم قيادتها على الاقتراب أكثر من الواقعية السياسية، ذلك أن حماس وغزة هما اللذان يدفعان ثمن أية سياسات خاطئة.

عدو الأمس، يصبح صديق اليوم والمنقذ، أمر لا يخرج عن مبادئ السياسة فلا عدو أبدياً ولا صديق أبدياً، وتجربة حماس مع علاقاتها الداخلية والخارجية تقدم الكثير من الأمثلة على صحة هذا الاستنتاج.

دحلان هو الآخر، الذي يتمتع بحضور إقليمي، هو صاحب مصلحة في اللجوء إلى هذا الخيار، بعد أن أغلقت أمامه السلطة وحركة فتح كل الخيارات، لكي يعود لاعباً أساسياً، في وسط الملعب وليس على دكة الاحتياط والبدلاء. يعرف دحلان، بأن حركة حماس تملك كل عوامل السيطرة، المادية واللوجستية على قطاع غزة، وهو لا يتطلع إلى منافستها على هذا الصعيد، لكنه يعرف، أيضاً أن حماس موجودة وفاعلة في المشهد السياسي العام، وأنها واقع لا يمكن تجاهله أو القفز عنه، لكن طبيعة التفاهمات، تضمن له القدرة على التعامل مع الوضع الفلسطيني من داخله. أما مصر فإنها تتصرف انطلاقاً من عدة عوامل أولها أنها لا تسمح لنفسها بأن تتخلّى عن دورها ومسؤولياتها تجاه القضية والشعب الفلسطيني، وهي إذا كانت في بعض الوقت أهملت هذا الملف، فإنها اليوم مركز فعل سياسي إقليمي، ولا يمكنها أن تتجاهل أهمية الملف الفلسطيني.

هذا يعني أن ثمة دوافع عقابية للسلطة، أو قرصة أذن كما يقال. والغريب أن السلطة لا تدرك أبعاد ما تفعل. في ضوء ذلك ما كان للمبعوث الأممي فلاديمير أن ينجح في مسعاه الأخير لرأب الصدع بين السلطة وحركة حماس، فالاقتراحات التي حملها، كانت مرفوضة قبل أن يضاف إليها اقتراح بتخلي حماس عن تفاهماتها مع محمد دحلان وفريقه. كان على السلطة أن لا تتصرف من خلال ردات الفعل والعناد في مواجهة هذه التطورات، التي قد تلقى قبولاً من بعض فصائل منظمة التحرير التي لا تقوى على رفض أية حلول من شأنها أن تخفف عن معاناة الناس في غزة. أول الإشارات على هذا الصعيد صدرت عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي رحب عضو مكتبها السياسي الدكتور رباح مهنا بأي عمل من أي كان من شأنه أن يخفف من معاناة أبناء القطاع، فماذا لو أن هذه التفاهمات أدت إلى توسيع دائرة الشراكة لتشمل فصائل أُخرى غير طرفيها؟

ثاني هذه العوامل، رؤية مصر لأمنها الإقليمي، ولدور المحيط القريب في تلبية استحقاقات أمنها، فهي مجاورة لثلاث جبهات إن لم يكن أكثر، في جنوبها السودان بكل مشكلاته، وعلى غربها ليبيا بكل مشكلاتها، فضلاً عن قطاع غزة. من المهم بالنسبة لمصر تأمين جبهتها مع قطاع غزة، وثمة أسباب كثيرة، تدعوها لتحسين العلاقة مع حركة حماس، انطلاقاً من رؤيتها هي لدور حماس في حماية أمنها الاستراتيجي. المعادلة مختلّة لصالح مصر، ولذلك من غير المتوقع أن تكون قدمت لحماس، بدون أن تحصل على أضعاف ما تقدمه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حول التطورات السياسية المستجدة حول التطورات السياسية المستجدة



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday