نحو إستراتيجيات جديدة لمواجهة تحديات متكاثرة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

نحو إستراتيجيات جديدة لمواجهة تحديات متكاثرة

 فلسطين اليوم -

نحو إستراتيجيات جديدة لمواجهة تحديات متكاثرة

بقلم - طلال عوكل

بعد كل الوقت الذي انقضى على حقيقة وجود الانقسام الخطير في الساحة الفلسطينية، وتضاؤل الآمال بإمكانية إنهائه واستعادة الوحدة، لم يعد ممكناً الحديث عن استراتيجية وطنية فلسطينية موحدة في مواجهة التحديات المتكاثرة التي تباعد إمكانية تحقيق أي من الاستراتيجيات المعتمدة من قبل طرفي المعادلة الفلسطينية.

لا برنامج المقاومة الذي تلتزم به حماس وفصائل أخرى قادر على تحقيق الأهداف القريبة للشعب الفلسطيني المعروفة بالبرنامج الوطني، ولا برنامج البحث عن السلام من خلال المفاوضات أو غيرها قادر على أن يفعل ذلك.

لو افترضنا أن الإدارة الأميركية الجديدة وتلك فرضية غير متوقعة، تبنت البرنامج والرؤية الفلسطينية للحل السياسي، فإنها في كل الأحوال لن تدخل في صدام مع إسرائيل التي تعمل على سياسات مختلفة. إذن من العبث انتظار الغيث من إدارة ليست في أحسن الأحوال أفضل من الإدارات التي سبقت، ما يجعل هوامش الحركة السياسية الفلسطينية محدودة، حتى لو أنها نجحت في الحصول على اعترافات عديد الدول بما في ذلك الأوروبية بالدولة الفلسطينية.

لا أحد في هذا العالم، مستعد لو توفرت لديه القدرة، لأن يفرض على إسرائيل دولة بمواصفات لا تقبل بها، أما دولة بمواصفات تقبل بها وتفرضها فهي مرفوضة من قبل الفلسطينيين. فهي حال توفرت قناعات لدى القيادات السياسية الفلسطينية بمثل هذه الاستنتاجاتـ فإننا في الأغلب نحتاج إلى استراتيجيات، قد تتقاطع عند العديد من الرؤى والمواقف، وتتناقض عند أخرى. ولكن لا مناص من مراجعة البرامج والرؤى القائمة، ولاعتماد استراتيجيات جديدة نظيفة من الشعارات، والدعوات، والمطالبات، استراتيجيات واقعية، معلنة، تأخذ في الاعتبار مجمل التحديات، والإمكانيات، وأولويات المواجهة. الواقعية السياسية لا تقول بالمراهنة على اعتدال واعد ومؤثر من الإدارة الأميركية، ولا تقول بترديد شعارات من نوع لا دولة في غزة ولا دولة بدون غزة، والواقعية السياسية لا تقول بإمكانية تحقيق الوحدة، ولا بترديد شعار أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية الأولى، خصوصاً في ظل الاضطراب المفتوح على الزمن الذي يضرب المنطقة بكليتها.

في الأفق تعمل السياسة الإسرائيلية على الدفع نحو فصل قطاع غزة وتحييده، والذهاب إلى حين نحو دولة بثلاثة أنظمة: نظام إسرائيل، ونظام المستوطنين ونظام فلسطيني على اقل من الحدّ الأدنى لحكم ذاتي. في زمن الاضطراب العربي والإقليمي، الذي تستفيد منه إسرائيل لا يفكر العقل الصهيوني التوسعي بما يعتبره تنازلاً عن القدس، وعن «يهودا والسامرة».

إسرائيل المرتاحة والقوية، تجد فرصتها الذهبية لأن تتوسع في المنطقة، توسعاً من خلال توسيع نفوذها، ودورها ومصالحها، ودورها العسكري والأمني، وليس بالضرورة من خلال احتلال اراض عربية جديدة. المعادلة التي تندفع نحوها الصراعات في المنطقة، وتتبناها إسرائيل، والولايات المتحدة، وعدد من الدول العربية، تذهب في اتجاه مواجهة الخطر الإيراني، الذي يقف على رأس أولويات هذه الأطراف. ويبدو أن الاقتراب أكثر فأكثر من معالجة أمر الدولة الإسلامية في العراق، وبدء العملية السياسية في سورية، يدفع باتجاه الاقتراب أكثر فأكثر من تأجيج المواجهة مع إيران وامتداداتها. من الطبيعي والحالة هذه أن تزداد مخاوف السعودية، وبعض دول الخليج، من أن ذلك سيؤدي إلى اقتراب الخطر أكثر فأكثر على بلدانها، ما سيفرض عليها البحث عن تحالفات ليس من بينها روسيا والصين لأسباب تاريخية وعقائدية، لإبعاد، أو تقليل حجم المخاطر التي تواجهها. في الساحة ثمة العديد من القوى الفاعلة والمرشحة لأن تشكل سنداً لدول الخليج، فعدا إسرائيل وفي ظهرها الولايات المتحدة، ثمة مصر وتركيا. وبتقدير إمكانيات الأطراف المرشحة، فإن إسرائيل المدعومة أميركياً تقدم نفسها على أنها القادرة على الإنقاذ، ودرء مخاطر التوسع والقوة الإيرانية المتنامية.

حتى الآن لا ترتقي علاقات دول الخليج مع مصر وتركيا إلى الحد الذي يرفع مستوى فعالية العلاقة إلى مستوى التحالف المصيري، وهو أمر ربما يعكس قدراً من الإرادوية المقصودة، التي تبحث عن مبررات لتصعيد مستوى التعاون بين بعض دول الخليج وإسرائيل. لا داعي لتقديم المؤشرات على مثل هذه الرغبة، التي تجاوزت حدود التفكير إلى العمل، ولا داعي، أيضاً، للاتكاء على تصريحات عديد المسؤولين الإسرائيليين بهذا الصدد.

كان آخر ما جاء من هذه التصريحات ما ورد على لسان وزير الدفاع  الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، الذي قال: «إن الوقت قد حان لتعزيز التعاون مع دول الخليج»، بعد أن اعتمدت إسرائيل في وقت سابق سياسة دعم والمشاركة في حلف سني لمواجهة الخطر الإيراني.

إذن هناك خوف حقيقي لدى القيادات الفلسطينية، أو ان الوقائع تفترض، وجود تخوف حقيقي من أن تبادر العديد من الدول العربية لإقامة علاقات تعاون وربما تحالف مع إسرائيل حتى لو لم يتخذ مثل هذا التعاون طابع الاعتراف الرسمي، وتبادل فتح السفارات، والسفراء. والسؤال: هل يمكن للسياسة الفلسطينية على اختلاف استراتيجياتها وبرامجها أن تفعل شيئاً لمنع أو لإبطاء هذه العملية، أم أن المجاملة والمراعاة ستكون عنوان التعامل مع هذه الوقائع؟ عملياً فإن إسرائيل تكون قد فرضت بالوقائع الملموسة فهمها لمبادرة السلام العربية، هذا الفهم الذي يقوم على قلب المبادرة بحيث تبدأ من الياء، أي الاعتراف المتبادل بينها وبين العرب، ولكن من دون أن تترجم بقية استحقاقات المبادرة، التي تتضمن دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس. لا أدعو إلى استراتيجيات تعلن الحرب على العالم أو على الدول العربية المعنية، ولكن ثمة ما يتطلب تصليب عوامل الصمود الفلسطيني على الأرض كأولوية، وتنشيط حركة المقاومة الشعبية السلمية، تحضيراً لخوض معركة البقاء على الأرض، في ظل التحديات الجديدة التي تفرضها إسرائيل على الأراضي الفلسطينية كلها.

نائب رئيس حركة فتح محمود العالول قال كلاماً مهماً ومسؤولاً في وصف الواقع، وبأن ثمة هوّة بين الحركة والجماهير الفلسطينية. هذه الهوّة، أو الفجوة موجودة بين كل الفصائل والجماهير، فهل تبادر حركة الرصاصة الأولى، لأن تتجاوز الأسباب التي أدت إلى مثل هذه الفجوة، أم ان السياسة ستظل قائمة على الفوقية والبيروقراطية التي لا تؤمن بالجماهير إلاّ لفظياً.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحو إستراتيجيات جديدة لمواجهة تحديات متكاثرة نحو إستراتيجيات جديدة لمواجهة تحديات متكاثرة



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday