أميركا وإسرائيل وتطابق الرؤى
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

أميركا وإسرائيل وتطابق الرؤى!

 فلسطين اليوم -

أميركا وإسرائيل وتطابق الرؤى

بقلم : طلال عوكل

على الرغم من أن نتنياهو كان دائماً ولا يزال عنواناً للشؤم وسوء الطالع، إلا أنه حين يحظى برضى نفتالي بينت، الذي يقف على أقصى اليمين، فإنه قد يتحول إلى بطل قومي، في نظر حلفائه في الحكومة، لكن يوماً سيأتي ليقرر أن ذلك «البطل»، لم يكن سوى شمشون الذي هدم المعبد على من فيه.

قد يعرف أو لا يعرف نتنياهو هذه الحقيقة، لكنه اليوم يشعر بسعادة غامرة وهو يعود من الولايات المتحدة بكل ما تحقق له من إنجازات. هو من النوع الأناني الذاتي، الذي يفكر فيما هو عليه اليوم، فهو بالإضافة إلى العديد من الصفات السيئة، رجل تكتيكي، لا علاقة لأفكاره بالإستراتيجيا.

قد يعتقد نتنياهو وصحبه اليوم بأنه بات قريباً من كسب الجولة الأخيرة في الصراع التاريخي الدائر على هذه الأرض، لكن جذور الصراع، ومجرياته، وآفاقه ستقرر في النهاية أنه ربما كسب جولة ولبعض الوقت، فثمة شعب قال عنه الراحل ياسر عرفات إنه شعب الجبارين.

في الحقيقة لا يدرك نتنياهو وفريقه، وأيضاً حديث العمل في السياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن حل الدولتين بالمواصفات التي وردت في وثائق أوسلو، وفي تفاصيل الخطاب الدولي الذي يتبنى رؤية الدولتين، كان هو الحل الأمثل، لضمان بقاء دولة إسرائيل لفترة أطول، ولست مقتنعاً في كل الأحوال أنها ستبقى إلى الأبد. ولا يفهم نتنياهو وفريقه، وترامب وفريقه، هذه الحقيقة. 

إن تبني الدول الأوروبية التي خلقت ورعت وحمت المشروع الصهيوني لم يكن بسبب قناعة راسخة بحقوق الفلسطينيين وإنما كان لقناعة منها أنه الأفضل لحماية المشروع الاستعماري الذي تمثله دولة إسرائيل وأن هذه القناعة ما كانت لتكون لولا أنها تستند إلى قناعة بأن الشعب الفلسطيني قد بلغ سن الرشد وبات عصياً على التغييب أو الإذابة أو التشريد.

نتنياهو عاد إلى تل أبيب بحصيلة جيدة، لكنه لم يأت بالذيب من ذيله، فأسياد البيت الأبيض الجدد، كانوا قد توصلوا إلى ما أرادوا أن يقدموه لإسرائيل، وأن يعودوا بالسياسة الأميركية إلى ما كانت عليه قبل اتفاقية أوسلو.

وفي الأصل فإن انقضاء ما يقرب من ربع قرن على اتفاقية أوسلو، بدون أن تتحقق رؤية الدولتين، وفي ضوء استمرار سياسات التهويد والاستيطان المكثف الذي تمارسه الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، كل ذلك كان له معنى واحد وهو أن الحل السياسي القائم على رؤية الدولتين قد انتهى نظرياً وعملياً.

بالتأكيد ثمة فارق في الخطاب بين الإدارة الحالية والإدارة السابقة، فكلاهما لا تفعلان شيئاً لتحقيق رؤية الدولتين، لكن الإدارة السابقة احتفظت بخطاب حل الدولتين، وانتقدت السياسة الاستيطانية وتوجت ذلك بعدم استخدام الفيتو في مجلس الأمن القرار 2334، لكنها لم تفعل شيئاً لمنع إسرائيل من مواصلة هذه السياسة، بينما الإدارة الحالية تشجع إسرائيل على مواصلتها، وتتبنى الرؤية الإسرائيلية للسلام.

هذه هي في الجوهر السياسة الأميركية الجديدة التي لم تعد ترى أن حل الدولتين هو الحل الوحيد، وتتبنى حلاً واسعاً مع الدول العربية. الحل الواسع مع الدول العربية الذي يطرحه نتنياهو وتتبناه إدارة ترامب، لا يعتمد مبادرة السلام العربية، التي تطرح الحل الواسع والشامل، وإنما تتبنى سياسة تقوم على اعتراف الدول العربية بإسرائيل أولاً، وبدون أن ينتهي ذلك إلى دولة على الأراضي المحتلة عام 1967.

وبموازاة ذلك تستمر إسرائيل في العربدة، وتجاهل الإرادة الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وتمضي نحو تكثيف الاستيطان والتهويد، وتقليص صلاحيات السلطة، التي ينبغي أن تتحول إلى إدارة بلدية. الشؤون المدنية الإسرائيلية بدأت بإجراءات عملية لتنفيذ ما كان طرحه وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان، في اتجاه سحب صلاحيات السلطة، وفتح الباب واسعاً أمام التعامل مع الجمهور الفلسطيني بكل فئاته ومصالحه.

وفي الوجهة ذاتها يأتي حديث الليكودي أيوب قرا الذي كان تكراراً لأقوال مسؤولين سبقوه في الحديث عن دولة غزة.

 حيث نفى نتنياهو ما ورد على لسان القرا، كان يقصد أن الرئيس المصري ومصر، ليس لديها مشروع بتوسيع قطاع غزة في سيناء، وهو ما أكدته مصر بلسان عربي فصيح، لكن النفي لإبطال فكرة دولة غزة. هذا يعني أن المرحلة القريبة المقبلة ستشهد إعلانات وقرارات متلاحقة بضم كتل استيطانية، طالما أن الولايات المتحدة لا تعترض بل تشجع إسرائيل على ذلك، فالمستوطنات بالنسبة لإدارة ترامب قد لا تخدم السلام، وهي بالتالي ليست وصفة أكيدة لتدمير عملية السلام.

الطمع الإسرائيلي ذهب إلى حد الاعتقاد بأن الولايات المتحدة قد توافق على قرار إسرائيلي بأن تبسط إسرائيل سيادتها على الجولان. أما فيما يتعلق بالعملية السياسية مع الفلسطينيين فإن نتنياهو زاد من شروطه. يريد نتنياهو اعتراف الفلسطينيين بيهودية الدولة، وأن تسيطر إسرائيل على غور الأردن، وأن يكف الفلسطينيون عن التحريض والدعوة لتدمير إسرائيل.

هذه هي التباشير الأولية لسياسة الولايات المتحدة في عهد ترامب، وهي تتقدم بوضوح نحو تبني السياسة الإسرائيلية بالكامل، ما قد يعزز من الاستنتاج الذي يطرحه البعض من أن إسرائيل هي التي تقرر السياسة الأميركية إزاء ملف الصراع الفلسطيني والعربي الإسرائيلي.

وعملياً يعود بنا هذا الحال إلى أيام غابرة حين كان الخطاب الفلسطيني والعربي يقوم ابتداءً على الحكم بأن الولايات المتحدة هي العدو الأول للشعب الفلسطيني وشعوب الأمة العربية، وأن هذه الدولة الاستعمارية لا يمكن أن تغادر موقعها المعادي للشعوب المكافحة من أجل تقرير مصيرها ونيل حرياتها.

الآن لا مناص للفلسطينيين من أن يقرروا وجهتهم اللاحقة، ولا يكفي تصريح الدكتور صائب عريقات الذي يقول بأن البديل هو دولة واحدة ديمقراطية يتساوى فيها الجميع، إذ إن إسرائيل لن تكون إلا دولة عنصرية، وغير ديمقراطية، وهو ما تؤكده حقائق تعامل الدولة في إسرائيل مع الأقلية العربية فيها التي تشكو كل الوقت من تمييز عنصري واضح وبشع.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا وإسرائيل وتطابق الرؤى أميركا وإسرائيل وتطابق الرؤى



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday