عيد هذا أم مأتم
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

عيد هذا أم مأتم؟

 فلسطين اليوم -

عيد هذا أم مأتم

بقلم : طلال عوكل

الناس عموماً في قطاع غزة، لا يظهرون ارتياحاً لقدوم عيد الأضحى، بسبب الحالة النفسية المتدهورة، الناشئة عن سوء الأحوال المعيشية، فضلاً عن ضيق ذات اليد بالنسبة للكثيرين. الأسواق مليئة بشتّى أنواع البضائع من الملابس إلى الحلويات بأشكالها ومذاقاتها المختلفة، وهي أيضاً مليئة بالزوار، الذين لا يجدون أفضل من الأسواق لقضاء الوقت. 

الشوارع تضجّ بالحركة، ولكنك بالكاد تجد من يحمل بيده ملابس، أو ألعابا للأطفال، أو مشتريات العيد. 

كل المؤشرات تقول إن عدد الأضاحي هذا العام، أقل بكثير مما اعتاد سوق غزة استهلاكه، والأرجح أن معظم المتوفر من الأضاحي يعود إلى بعض المؤسسات الاجتماعية الممولة. 
الكل مفلس فالتجار يفتحون أبواب محلاتهم بحكم العادة وبأمل الحصول على القليل من المردود المادي، فلقد أنهكتهم الضرائب وأنهكهم الحصار الذي يفرض على بضائعهم رسوماً عالية فضلاً عن أجور النقل. 

والأساس هو تدني القدرة الشرائية لدى السكان بشكل عام فكل فئات المجتمع التي تعتمد على الرواتب تعاني منذ فترة.

من يحصلون على الرواتب هم إما موظفو السلطة، وهؤلاء تراجع دخلهم الشهري بسبب الخصومات التي قد تصل إلى سبعين في المئة من الراتب، الذي لم تحصل عليه أي زيادات منذ الانقلاب العام 2007. 

الكثير من هؤلاء ترهقهم القروض، حتى أن بعضهم لا يحصل في الشهر على أكثر من مئة شيكل، وبعضهم قد لا يحصل عليها. 

موظفو حركة حماس وهم أيضاً عشرات الآلاف لا يحصلون إلاّ على أربعين في المئة من الرواتب، وفي كثير من الأحيان يحصلون على ما يتبقى من الراتب بعد ثلاثة أو أربعة أشهر من استحقاق الحصول عليه. 

الفئة الثالثة وهي أيضاً نحو أحد عشر ألف موظف وعامل، ومدرس يحصلون على رواتبهم من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، وقد وقعت عليهم خصومات طارئة لم يكونوا يتوقعونها، فضلاً عن أن بعضهم قد تم فصله من العمل، والبقية تخشى أن تواجه المصير ذاته خلال سنوات قليلة قادمة. 

الفئة الرابعة هم الموظفون في منظمات المجتمع المدني وبعض الوكالات والمؤسسات الدولية، وهؤلاء أعدادهم لا تتجاوز آلافاً قليلة. 

منظمات المجتمع المدني هي الأخرى تتعرض لتراجع التمويل، وضعف الإمكانيات المادية، وبعضها قد أغلق أبوابه بسبب انعدام التمويل. 

وهؤلاء جميعاً، وكل من يحصل على دخل ثابت سواء من العاملين في السلطة، أو في غيرها من المؤسسات، يتعرضون إلى ضغوط اجتماعية بسبب كثرة الفقراء وعديمي الدخل من الأقارب والجيران والأصدقاء. 

ولأن عيد الأضحى وفق التقاليد والأعراف، هو عيد ذبح الأضاحي وتقديم العيدية للأطفال والأرحام، فإن الكثير من الناس يصابون بحرجٍ شديد حتى أمام أطفالهم، ولذلك فإنهم لا يرحبون ويعتبرون العيد ورطة، تضاعف وتلخص في الوقت ذاته معانياتهم خصوصاً أنه يحل هذا العام بالتزامن مع بدء العام الدراسي بما ينطوي عليه ذلك من تكاليف.

الجواب من الذين يرحبون بالعيد، لأنهم لا يعانون ما يعانيه المعدمون من الناس، ومن القيادات السياسية، وأصحاب الشعارات العالية، الجواب يأتي من قبل الكل، اصمدوا، فنحن شعب لا ينحني للعدو، ولا للفقر، ولا لنائبات الزمان.

ما لا يقوله هؤلاء الناس، هو أنهم مجرد حطب للنار المتقدة في الصراع مع الاحتلال، وفي الصراع من أجل السلطات، ولإدامة الانقسام ما لم يأت بحسابات متطابقة مع حسابات أهل الأمر والنهي. 

اصمدوا، ولا تستمعوا لكل الدعوات والمبادرات التي تحاول أن تقدم لكم سمّ السياسة في دسم الإنسانية.

يعلم الناس، كل الناس، الفقراء منهم ومن لا يشتكون الفقر، أن الولايات المتحدة وإسرائيل تحاولان تسويق صفقة القرن من باب الأزمة الإنسانية التي يعاني منها سكان القطاع. 

ويعلم الناس أن الحوارات أو المفاوضات الجارية من أجل تحقيق تهدئة أو هدنة مع الاحتلال، إنما تستهدف تمرير السم في الدسم، وعزل قطاع غزة، ونحو تأهيله ليكون الكيان الفلسطيني. 

يعلم الناس كل هذا وأكثر، ولكن من ذا الذي يقدم لهم حلولاً كريمة لأزماتهم المعيشية؟ لقد انتظر الناس نحو اثني عشر عاماً منذ الانقلاب حتى تتحقق المصالحة الفلسطينية، التي تشكل العنوان الوطني الأكيد لمعالجة الهموم الوطنية والشخصية، ولكن هذا الفارس الذي يركب الحصان الأبيض لم يأت، ويبدو أن هذا الفارس لا يزال يضل الطريق.

والسؤال: إلى متى ينتظر الناس وماذا ينتظرون؟ لذلك فإن الناس مستعدون للتعاطي مع الفرصة المتاحة، التي تسمى التهدئة، لتخفيف وطأة الحصار والمعاناة، وطالما أنها لا تنطوي على تكلفة سياسية، أما إن كان ثمة من يعتقد أن التكلفة السياسية هي بحجم التعاطي مع صفقة القرن، فإن الشعب دائماً كان أسبق من قيادته في الدفاع عن حقوقه الوطنية، وأكثر استعداداً للتضحية من أجلها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيد هذا أم مأتم عيد هذا أم مأتم



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday