لا تكن ليّنًا فتعصر أو صلبًا فتكسر
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

لا تكن ليّنًا فتعصر أو صلبًا فتكسر

 فلسطين اليوم -

لا تكن ليّنًا فتعصر أو صلبًا فتكسر

بقلم - طلال عوكل

متشائمة ومحبطة الأجواء التي تسود الأوضاع الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة بعد التهديدات الجدية التي أطلقها الرئيس محمود عباس، وتعكس إصراراً على استرجاع غزة إلى حضن السلطة.

الناس في غزة ينتظرون الإجراءات اللاحقة، بكثير من القلق، وهم على قناعة بأن إجراء خصم الرواتب ليس سوى البداية لإجراءات أشد صعوبة وتأثيراً على حياة الناس اليومية.
تأخر وصول وفد اللجنة المركزية لحركة فتح إلى غزة يثير بدوره القلق، نظراً لضيق الوقت المتاح والذي حدده الرئيس بالخامس والعشرين من الشهر الجاري وإلاّ.

كان عضو اللجنة المركزية لفتح أحمد حلس، قد التقى قيادات من حماس، ووضعهم في صورة الموقف الذي يفترض أن يحمله الوفد السداسي، ما يعني أن تأخر الوفد الفتحاوي ناجم عن غياب رد من قبل حركة حماس.

هذا يعني، أيضاً، أن الوفد قد لا يصل إلى غزة، في حال تبلغ رداً سلبياً، حتى لو كان من خلال الصمت الذي ينطوي على رد سلبي.

لم يعد ثمة حاجة للتشخيص، بشأن دوافع وأسباب وأهداف الرئيس محمود عباس وفي هذا التوقيت بالذات، فبغض النظر عن كل ذلك ثمة قرار حاسم حازم، بضرورة اتخاذ كل الإجراءات الممكنة وأية إجراءات يمكن أن تؤدي إلى استعادة قطاع غزة إلى حضن السلطة مهما بلغ الثمن.

على أن المؤشرات التي تصدر عن الطرفين فتح وحماس، لا تدعو للتفاؤل بشأن إمكانية معالجة ملف الانقسام، من خلال الحوار أو قبول حركة حماس الاندماج في السلطة، وفق رؤية وشروط الرئيس عباس.

على أنني لا أعتقد أن الرئيس يفكر بالطريقة التي عبّر عنها قاضي القضاة، الشيخ محمود الهباش الذي أفتى في خطبة الجمعة الماضية، بأن لدى الرئيس الحق والصلاحية بالتصرف، أسوة بما فعله الرسول الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم-  بحق "مسجد الضرار".

غريبة هذه الفتوى وغريب استخدام الدين بهذه الطريقة، في تعامل ولي الأمر مع الرعية.

كما أن حركة حماس صعدت من ردودها على الموقف الذي اتخذه الرئيس، حيث أقدم أنصارها على حرق صوره وصور رئيس الحكومة رامي الحمد الله.

على أن ما هو أهم من ذلك، ما ورد من تصريحات على ألسنة قيادات حمساوية عبرت عن رفضها التعامل مع طريقة الرئيس عباس، الذي من وجهة نظرهم يتعامل مع غزة وكأنها "بكسة بندورة" أو "بكسة بطاطا"، وبعضهم هدد بسحب الشرعية عن الرئيس والسلطة.

في الواقع فإن حماس لم تتوقف عن اعتبار الرئيس غير شرعي، وان ولايته قد انتهت منذ سبع سنوات، غير أن ذلك لم يمنع الرئيس من ممارسة صلاحياته كاملة، على اعتبار أن الشرعية ليست فقط قانونا وصندوق اقتراع.

عملياً الشرعيات مضروبة والقانون مضروب، فقد أطاحت عشر سنوات من الانقسام، الذي تم مأسسته، بالقانون الأساسي، وبكل القوانين، ولذلك فإن التهديد بسحب الشرعية لا يعني شيئاً في الواقع.

لا بد إذاً من أن تستشعر حركة حماس مدى خطورة الظروف، وصعوبة الخيارات المطروحة، والبحث عن أفضل هذه الخيارات التي توفر عليها وعلى الشعب الفلسطيني أثماناً وتكاليف باهظة.

لن تنتهي الدنيا، ولن تهلك السياسة الفلسطينية إذا أخذت حماس بخط التعامل الإيجابي مع ما هو مطروح من قبل الرئيس.

يحتاج الظرف إلى الشعور العميق بالمسؤولية الوطنية، وحتى بالمسؤولية الخاصة ونعتقد أن التعامل مع ما يطرحه الرئيس في الإطار الوطني العام، يمكن أن يقدم أفضل المخارج، التي لا تفضي إلى معادلة منتصر ومهزوم.

العناد والرفض، هو الطريق الأكيد، لهزيمة الكل الوطني، ولطرفي الانقسام الفلسطيني فلا أظن أن الرئيس يشعر بالارتياح وهو يتخذ مثل هذه الإجراءات القاسية.

لقد قلنا في زمن سابق إن وقوع واستمرار الانقسام، قد كلف الشعب الفلسطيني وقواه الحية، أثماناً باهظة، فكيف وما هو الثمن المطلوب مقابل استعادة الوحدة الوطنية، كإنجاز كبير للقضية وأهلها.

من الواضح أن الوقت من ذهب، وأن الأمر لا يحتمل المماطلة والتأجيل ولا مجال للمناورات، واللفّ والدوران، ولا نظن أن أي تدخلات خارجية أو داخلية ومبادرات أو اقتراحات يمكن أن تعدل من سياق تطور الأحداث الجارية.

المنطق الذي يطرحه الرئيس يقول: إما أن تحملوا غزة بكل أعبائها، وتتحملوا تبعات ذلك، وإما أن تسلموا غزة بالكامل للسلطة، وتتخلوا عن الحكم.

هذه هي باختصار المعادلة المطروحة والسؤال الأساسي الذي يحتاج إلى إجابة واضحة وصريحة.

حماس مبدئياً أجابت علنياً، وأبدت استعدادها لتسليم السلطة لحكومة الوفاق وتمكينها من العمل وهو مؤشر جيد ولكنه يحتاج إلى العديد من الإجابة عن تفاصيل كثيرة تتعلق برواتب الموظفين، وبقية الخطوات اللاحقة.

بقية الخطوات اللاحقة تتصل بالموقف من حكومة وحدة وطنية على أساس برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، أو تعديل الحكومة الحالية، يتلو ذلك انتخابات تشريعية ورئاسية.
نعلم أن قائمة الاستحقاقات لاستعادة الوحدة تطول أكثر من ذلك، وأن ثمة أسئلة معجّلة وأخرى مؤجّلة، حتى نكون أمام خارطة طريق متكاملة، ولكن ليبدأ الكل من هذه النقاط ثم يتبع ذلك حوار تتيح له الظروف الإيجابية الناشئة لأن يكون إيجابياً وبنّاءً.

أقول ذلك وفي الذهن ما يعلمه الجميع، من أن بعض فصائل منظمة التحرير مثل الجبهتين الشعبية والديمقراطية، تمثل معارضة في إطار المنظمة إذ لم تسقط بعض الفصائل التزامها بهدف تحرير كل فلسطين، ولم توافق على اتفاقية أوسلو ولديها من الانتقادات والملاحظات الكثير على السياسة الرسمية، ولكنها تمارس سياساتها ومواقفها في إطار النظام السياسي.

على حركة حماس أن تجتاز هذه العقبة التاريخية، التي ستمكنها من أن تشكل مع فصائل أخرى معارضة قوية وفاعلة ومؤثرة في إطار النظام السياسي الفلسطيني الموحد.

لا يمكن استمرار الوضع بما هو عليه، حيث سلطتان وبرنامجان وقيادتان، ورأسان لنظام سياسي فلسطيني، يسعى وراء تحقيق أهداف وطنية يتوافق الكل الفلسطيني على حدها الأدنى.

السياسة لا تعرف الثبات، والثابت فيها هو الحركة والتغير، وفي ظل الظروف المحيطة المتحركة والمتغيرة، لا بد من التغيير وفق معادلة "لا تكن ليّناً فتعصر ولا تكن صلباً فتكسر".

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تكن ليّنًا فتعصر أو صلبًا فتكسر لا تكن ليّنًا فتعصر أو صلبًا فتكسر



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday