وقفة قاصرة على ضفاف البحر الميت
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

وقفة قاصرة على ضفاف البحر الميت

 فلسطين اليوم -

وقفة قاصرة على ضفاف البحر الميت

بقلم - طلال عوكل

بقياسات الوضع العربي، الذي يمضي منذ أكثر من ست سنوات، نحو التمزق والصراع والتيه، وما رافق تلك السنوات من قمم واجتماعات عربية وتحركات أجنبية وغير أجنبية، تعتبر قمة عمان التي انعقدت يوم أمس، قمة ناجحة لكن الأمر مختلف إذا قورنت نتائج القمة، بما يحتاجه العرب من زعماء الأمة.

لست أدري لماذا يقتصر اجتماع الزعماء العرب في قممهم على يوم واحد، هو عملياً مخصص لإلقاء الخطاب والكلمات، قبل أن يلتقوا لساعات محدودة لإقرار القرارات والبيانات التي جرى إعدادها قبل القمة من قبل وزراء الخارجية.

الأوضاع العربية بما هي عليه، وما مرت عليه وما تقبل عليه تستحق أن تحظى بوقت أطول من زعماء العرب، للنقاش والمراجعة، وتحقيق التوافق على جملة كبيرة من القضايا والاستحقاقات، والأزمات. نقاش ينبغي أن يتجلى بجرأة النقد والصراحة، وتصحيح المسارات، التي أدت إلى تعدد الرؤى والأدوار وتضاربها، وفي كثير منها ما يقدم خدمة لأعداء الأمة العربية والذين تستهدف استراتيجياتهم وتدخلاتهم، تقسيم المقسم العربي والاستحواذ على ثروات الأمة.

جميل ما تضمنته خطابات الزعماء والملوك والأمراء والرؤساء، فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، التي اعتبروها، قضية العرب المركزية الأولى، والتي حظيت باهتمام ظاهر في الصياغة، وفي تحديد المواقف إزاء المخاطر التي تتهددها. سيبدو كلام الرؤساء والملوك، على أنه شهادة أمام الممثلين الكثر الذين حضروا القمة من الأمين العام للأمم المتحدة، إلى مثل الاتحاد الافريقي، والتعاون الإسلامي، وممثلين عن أوروبا، والولايات المتحدة وروسيا، فضلاً عن عديد المؤسسات الدولية والعربية الأخرى.

في مقابلة مع صحيفة "الغد" الأردنية، أشار الرئيس محمود عباس إلى أن القرارات التي تمت صياغتها من قبل الاجتماعات التحضيرية للقمة، لم تترك شاردة أو واردة، بشأن القضية الفلسطينية إلاّ وتناولتها بمواقف واضحة، هذا استناداً إلى البرنامج الذي تتبناه منظمة التحرير الفلسطينية.

غير أن المشكلة لم تكن دائماً في ماهية القرارات التي تتخذها الاجتماعات العربية ولا في كثرة الحديث والتشديد على أن القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية الأولى، وإنما كانت في غياب الارادة والفعل العربي سواء لجهة الالتزام بتلك القرارات أو لجهة توفير إرادة عربية جماعية للعمل على أساسها.

الفعل الرسمي العربي، عملياً يتناقض مع هذا الإقرار، الذي يستدعي من العرب الاتفاق على مسألة من هو العدو الرئيسي للأمة العربية، فإذا اتفقوا على أنه إسرائيل، فإن ذلك يعكس حقيقة مدى رسوخ قناعة العرب بأولوية القضية الفلسطينية.

يتمزق العرب، كل وفق سياسات خاصة به، وأولويات مختلفة، فإذا كان الفلسطينيون يعتبرون أن إسرائيل هي العدو الأول للأمة العربية بأسرها وليس فقط للشعب الفلسطيني، فإن ثمة من يرى من العرب أن إيران هي العدو والخطر الداهم، وآخرون يرون الإرهاب، أو روسيا، أو تركيا، وبناء على هذا الاختلاف في تحديد مكامن الخطر والتهديد تختلف السياسات والممارسات.

وعلى الرغم من جميل الكلام الذي ورد في خطابات الزعماء، فإن المراقب سيلاحظ بدون كثير عناء، أن العرب ليسوا قريبين من إمكانية بلورة مشروع عربي موحد، وفق استراتيجية موحدة للتعامل مع قضاياهم وأزماتهم ومصيرهم.

بعد سبع سنوات على اندلاع ما يعرف بالربيع العربي، تتصارع كل الدنيا على مصالحها ونفوذها في المنطقة، إذ يحضر المشروع الأميركي، والإسرائيلي والروسي والأوروبي والتركي والإيراني، تحضر كل المشاريع فيما الغائب الوحيد هو المشروع العربي، الذي تحول إلى مشاريع، يقودها الخوف على الذات، ولا ترى أن العدوى ستصل إلى عقر دار الجميع.

يدفع العرب من دمائهم، ومن استقرار شعوبهم، ومن ثرواتهم ثمن غيابهم وتكالب الآخرين عليهم، كان ينبغي أن يلتفت الزعماء العرب بعد كل هذا الوقت وكل هذه الدماء، لما فعلت أياديهم، وأن يستدركوا هذا الوضع من خلال إرادة عربية جامعة.

هل يستطيع أحد أن يتحدث عن أن القمة العربية توصلت إلى استراتيجية ورؤية عربية موحدة فعلاً تجاه كل العناوين التي جرى تداولها؟ أم أن القرارات والكلمات لن تغادر عناوين الصحف ووسائل الإعلام المختلفة، إلى حين ثم تختفي؟ لعله كان على المستشارين، والقريبين من كل زعيم عربي أن يلفتوا النظر إلى غياب الاهتمام الشعبي العربي عن مجريات هذه القمة، لأن مثل هذا الغياب ينطوي على مؤشرات خطيرة. أهم هذه المؤشرات أن المواطن العربي فقد الثقة بقياداته وزعاماته، وبكل ما يصدر عن الاجتماعات العربية المشتركة وأن العمل العربي المشترك ربما كان كذبة كبيرة، طالما أنه لم ينقذ بلداً، ولم يدرأ خطراً.

أما ثاني هذه المؤشرات فإن ثمة انفصالا بين الأنظمة والقيادات وبين شعوبها التي تدفع ثمن اخطاء وخطايا سياسات هذه الأنظمة وأنانية القائمين عليها. في واقع الأمر فإن القضية الفلسطينية تبدو على أنها موضع اهتمام الزعماء العرب. ولكن هل يمكن أن تكون كذلك في ظل هذا الغياب بل التجاهل للقمة من قبل الشعوب العربية؟

والحقيقة المرّة، هي أن الشعب الفلسطيني، أيضاً، لم يعد يعير كبير اهتمام للاجتماعات العربية، ولا للقرارات التي تصدر عنها، حيث أنه يعاني الأمرّين على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ولا يرى من العرب إلاّ سياسات توظيفية وأغطية على سياسات رديئة. ولكن مرّة أخرى بعد الألف، فإننا لا نستطيع وليس لنا، أن نلوم العرب على عجزهم، وتشرذمهم، ونفاقهم، من دون أن نكون كفلسطينيين قد صححنا مسيرتنا المعوجّة، وممارساتنا الخطيرة بحق أنفسنا وقضيتنا. العرب مقصرون تجاه القضية الفلسطينية وأهلها ولكن الفلسطينيين، أيضاً، مقصرون تجاه أنفسهم وقضيتهم. 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وقفة قاصرة على ضفاف البحر الميت وقفة قاصرة على ضفاف البحر الميت



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday