من يدّعي الفهم
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

من يدّعي الفهم؟

 فلسطين اليوم -

من يدّعي الفهم

بقلم : طلال عوكل

يفشل العرّافون، والمحلّلون، والمراقبون، والسياسيون المحترفون، في تحديد معالم الاستراتيجية الأميركية، التي يفترض أن يكون قد اقرها الرئيس دونالد ترامب، الذي تجاوز وجوده في البيت الأبيض الأربعة أشهر.

ثمة من يقول إن العادة جرت، بعد كل جولة انتخابات رئاسية في الولايات المتحدة، أن السياسة العامة للعهد الجديد، تتبلور مع نهاية الأشهر الستة الأولى من دخول الرئيس الجديد للبيت الأبيض. غير أن الأمور لا تظهر على هذا الشكل بالنسبة لإدارة الرئيس ترامب، فلقد حفلت الأشهر الماضية، التي تتواصل مع رحلة الحملات الانتخابية قبل انتخابه، حفلت بجملة واسعة من التصريحات والوعود، التي تتسم بطابع شعبوي، وتناقض صارخ، بحيث تربك هذه التصريحات أي متابع لسياسته وتوجهاته.

ربما كانت إسرائيل، بما أنها الأكثر قرباً من المؤسسة الأميركية هي الأقدر على قراءة التوجهات السياسية للرئيس. لكونها تحظى بنفوذ واسع يصل حد الشراكة المباشرة، أو من خلال النفوذ اليهودي، فضلاً عن أن الموظفين الذين عينهم ترامب للعمل في الموضوع الإسرائيلي هم خريجو «ييشيفوت»، أي معاهد دينية يهودية، وفق ما نقله مسؤول إسرائيلي كبير عن السفير الأميركي الجديد في إسرائيل ديفيد فريدمان.

غير أن إسرائيل هي الأشد ارتباكا وقلقا، من الذين يفترض أنهم القلقون، ونقصد الفلسطينيين والعرب عموماً، نظراً لأن السياسة الأميركية بعامة، معروفة بانحيازها الكامل لإسرائيل، ولأن ترامب لن يخرج عن التقاليد والثوابت العامة المعروفة تاريخياً عن السياسات الأميركية.

تتناقض التصريحات بشأن الموقف المحتمل من نقل السفارة الأميركية إلى القدس بما يعني اعتراف الولايات المتحدة بكون المدينة العاصمة الموحدة والأبدية، لإسرائيل كما تدّعي، وتأمل.

بدا القرار وكأنه جاهز بمجرد دخول الرئيس الأميركي إلى البيت الأبيض، لكن هذا لم يتم، وثمة من يقول من الأوساط الأميركية إن الرئيس ينوي الإعلان عن ذلك خلال زيارته لإسرائيل، وعلى العكس من ذلك، يرى آخرون، أن الرئيس قد بدا أكثر حذراً، إزاء مثل هذا القرار الخطير، بسبب تداعياته على سياسة الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط وعلاقاتها مع العرب.

لتأكيد هذا الحذر الذي تشجعه الخارجية الأميركية، قيل إن فريدمان، وهو يهودي، ومتحمس للاستيطان، قد بدأ يبحث عن مقر إقامته في هرتسيليا في ضواحي تل أبيب.

الرئيس ترامب، سيزور حائط البراق، ما جعل مستشار الأمن القومي لدى إدارة ترامب، هربرت مكماستر، يتهرب من السؤال حول صحة الموقف الذي يشير إلى أن ترامب يعتبره جزءاً من السيادة الفلسطينية. وكذلك فعل المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر الذي قال إن هذا الأمر سوف يطرح للنقاش خلال زيارة الرئيس لإسرائيل والسلطة الفلسطينية.

إسرائيل قلقة، من أن يطرح الرئيس ترامب خلال زيارته مبادرة سياسية تتصل بإحياء المفاوضات والعملية السلمية، وتحضر نفسها لمرحلة من التوتر الصعب مع إدارة ترامب، إذ تفكر باللجوء إلى الكونغرس، كما فعلت خلال مرحلة الرئيس السابق باراك اوباما ما أدى بالسفير الأميركي اليهودي لأن يحذر خلال لقائه بالرئيس الإسرائيلي من الاصطدام مع ترامب.

لا ضرورة للمرور على كل التصريحات المتناقضة التي صدرت عن الرئيس ترامب أو مساعديه بشأن الاستيطان، ورؤية الدولتين، وحق تقرير المصير ولكننا نحذر من أن يعتقد البعض أن هذه السياسة الحذرة، قد تنطوي على تغيير جذري في السياسة الأميركية في اتجاه تبني الحقوق الفلسطينية وتعريض التحالف الاستراتيجي الأميركي الإسرائيلي للخطر أو الاهتزاز.

واضح أن لدى الرئيس ترامب قناعة بأنه يملك القدرة على النجاح فيما فشل في تحقيقه من سبقوه من الرؤساء، وأن المسألة أقرب إلى توفير عناصر صفقة مقبولة من كافة الأطراف، وهو رجل الأعمال الناجح في مجال إبرام الصفقات العقارية والتجارية.

إبرام مثل هذه الصفقة موضوعياً، يعني أن الإسرائيليين لا يمكنهم أن يحصلوا على كل شيء مثلما يريدون ويخططون، وأن الفلسطينيين أيضاً لا يمكنهم أن يحصلوا على كل ما يتطلعون إليه. هذا يعني بداية أن يكون لدى ترامب ما يقدمه سواء من قبل الولايات المتحدة، أو من جيوب العرب، بالقدر الذي يرضي إسرائيل، حتى تشعر بأن الصفقة مربحة، وأن يكون لديه ما يرضي الفلسطينيين والعرب.

المشكلة هي أن إسرائيل التي تمضي في مخططاتها لتبديد ومصادرة كل الحقوق الفلسطينية لا تشعر بأنها بحاجة لتقديم أي مقابل للفلسطينيين والعرب، وان حاجة العرب إليها في صراعاتهم، وحسب أولوياتهم، ستدفعهم آجلاً أم عاجلاً للارتماء في أحضانها بدون أن تتجشم تكاليف ذلك.

العنوان العام للصفقة التي يتحدث عنها، وربما يسعى إليها الرئيس دونالد ترامب، تقوم على تطبيع عربي إسلامي، يتخذ طابعاً متدرجاً، مقابل دولة فلسطينية بمواصفات غير فلسطينية تنجم عن مفاوضات تستغرق وقتاً، قد يمنح إسرائيل فرصة استثماره في جني الثمار من دون أن تدفع الثمن.

وكالعادة، تستبق إسرائيل، موعد زيارة الرئيس الأميركي في الثاني والعشرين من هذا الشهر، بإعلانات عن خطط استيطانية، كرسالة عناد متواصلة مع السياسة ذاتها التي اعتمدتها خلال المراحل السابقة، كلما زارها مسؤول كبير من الإدارة الأميركية.

في الرياض، ينتظر الرئيس الأميركي أن يحصل على المكافأة، حيث سيكون في حضرته عدد كبير من الزعماء العرب، وزعماء من دول إسلامية، والحديث يدور عن حلف إسلامي سني، ليس دفاعياً، يتواصل مع حلف الناتو، الأمر الذي يذكرنا بحلف بغداد، في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

قد يعتقد البعض أن اختيار ترامب، للرياض، كمحطة أولى لزيارته للمنطقة وليس لإسرائيل، على أنه يقع في اطار التفضيل، لكن الأمر ليس على هذا النحو، إذ إنه يرمز الى أن الرئيس الأميركي، يرغب في أن يفحص أولاً العرض الذي سيقدمه العرب والمسلمون، في إطار الصفقة الموعودة، حتى تكون الأمور أكثر وضوحاً على طاولة البحث مع الإسرائيليين.

في كل الحالات فإن الأشهر القادمة، تنطوي على قدر عال من المغامرة ذلك أن لا أحد يمكن أن يثق، بالسياسة الأميركية، ولا بالوعود التي يمكن أن تقدمها وهي الضامن الأساس، الدائم والأكيد للسياسة الإسرائيلية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يدّعي الفهم من يدّعي الفهم



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday