في ذكرى رحيله  ماذا أنتم فاعلون
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

في ذكرى رحيله .. ماذا أنتم فاعلون؟

 فلسطين اليوم -

في ذكرى رحيله  ماذا أنتم فاعلون

طلال عوكل
بقلم : طلال عوكل

الذكرى الخامسة عشرة، لاغتيال الزعيم ياسر عرفات «أبو عمار»، هذا العام لا تختلف كثيراً، عن سابقاتها، فالحال هو الحال، والحسرة على غيابه، لا تمحوها السنون. منذ رحيله، وخلال الخمسة عشر عاماً، يشعر الفلسطينيون بأن واقعة الاغتيال والغياب قد وقعت بالأمس بالرغم من أن الاحتلال بقي على طبيعته، عدوانياً، توسعياً، عنصرياً، لا يتورع عن اغتيال كل شيء، كل الحقوق، كل الأرض، كل الأحلام والأجيال. لكن الفلسطينيين لم يبقوا على حالهم.

غريب ومحل استنكار ورفض، التعامل مع عرفات، وكأنه ينتمي إلى هذه الفئة أو تلك، والأغرب أن يصبح إحياء ذكرى رحيله، موضوعاً للاختلاف، والتجاذبات.يمكن أن نحصي أسماء القادة الكبار، الذين تركوا بصمات واضحة على صفحات التاريخ، والوطنية الفلسطينية، غير أن عرفات مسألة مختلفة. عرفات صاحب شرف إطلاق الفكرة الأولى لتأسيس حركة فتح، باعتبارها حركة تحرر وطني فلسطينية، وهو صاحب شرف إطلاق الرصاصة الأولى، التي أشعلت الثورة الفلسطينية المعاصرة. عرفات هو أحد أبرز بُناة الهوية الوطنية الفلسطينية المستقلة، وهو من وضع الحصان الفلسطيني أمام العربة القومية والإسلامية.

لم يكن عرفات زعيماً لحركة فتح على أهمية ذلك، لكنه كان، أيضاً، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس الشعب الفلسطيني، انه قائد فوق فئوي، ولذلك كان من الواجب، ألا يقتصر الاهتمام بمسيرته وذكرى رحيله، على حركة فتح.
المكانة التي يحظى بها عرفات، ويعترف له الجميع بأحقيته فيها، تستدعي من كل فصيل، وكل جماعة، أن تبادر إلى إحياء ذكرى رحيله. أما أن يختلف الفلسطينيون على هذا الأمر، فإن ذلك مؤشر من عديد المؤشرات، على مدى رداءة الحال الذي وصل إليه الفلسطينيون بعد رحيله.ذات مرة، في إحدى المناسبات الاحتفالية، قدم الشهيد عرفات المرحوم جورج حبش على أنه قائد فلسطين، فبادره حبش بالإعلان أن للثورة الفلسطينية قائدا واحدا هو ياسر عرفات. مثل غيره، اختلف حبش وعديد القادة الفلسطينيين مع عرفات ومراراً وقع ذلك، ولكن ثمة إجماعا عليه كقائد لمنظمة التحرير وللثورة الفلسطينية، في مثل هذه المناسبات يتجاوز الأمر، المحاكمات والتقييمات الشاملة، الظاهرة من مستوى ياسر عرفات، فهو بما أنه إنسان، والإنسان خطّاء، فإن يخطئ، أيضاً، لكن أخطاءه نسبية تختلف بين كل من يحاول أن يفعل ذلك.

غير أن الموضوعية تقتضي، وبعيداً عن المقارنات، أن ميزان إيجابياته، ومواصفاته، ودوره، يرجح كثيراً على ميزان سلبياته وأخطائه، حتى لو جاء التقييم من قبل أكثر معارضيه سلبية.في كل عام، حين تمر ذكرى رحيل الشهيد ياسر عرفات، يتذكر الناس، المدى الذي يمكن أن يذهب إليه الاحتلال في ارتكاب جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.

صحيح أن التحقيقات الدولية والوطنية، بخصوص أسباب وفاته والطرف أو الأطراف التي تقف وراء ذلك، قد توقفت، ولم تعد موضوعاً للتداول، بسبب تواطؤ قوى دولية مع الكيان الاحتلالي، لكن ذلك لا يغير من قناعة الشعب الفلسطيني. ثمة إجماع فلسطيني، بأن زعيمهم، قد تعرض للاغتيال على يد المجرم المحتل، وأن ثمة تواطؤا دوليا، بعضه بسبب الضغط الذي مارسته وتمارسه الولايات المتحدة وإسرائيل، وبعضهم الآخر، من موقع الشراكة في الجريمة، والبعض لا يجرؤ على أن يقول كلمة حق في وجه استعمار ظالم.

بعد عشرات المحاولات التي قام بها «الموساد» لاغتيال عرفات، كان لا بد من أن يتوقع الفلسطينيون أنهم سيصلون إليه، ذلك أن تغييبه تغييب لنهج، وتغييب لقيم، وإنهاء لمرحلة، لتدشين مرحلة أخرى. مع رحيل عرفات، انتهت مرحة الزعيم الذي لا يغلق الخيارات، وانتهت مرحلة التوافق الوطني، لتبدأ مرحلة التمزق والانقسام. عرفات تعرض للاغتيال نهاية العام 2004، وفي العام التالي يقرر شارون إعادة الانتشار في غزة والتخلي عن المستوطنات، وفي العام الذي يليه تجري انتخابات تشريعية، تشرع الأبواب أمام بداية مرحلة الانقسام الخطير الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني ويلحق أضراراً استراتيجية بوحدة وقدرة الشعب الفلسطيني على المواجهة.

إن من يتتبع تطورات الأحداث، منذ قرار تغييب ياسر عرفات حتى اليوم، سيصل إلى نتيجة واضحة، لا مجال للاختلاف حولها، وهي أن اغتيال الزعيم الفلسطيني، كان مقدمة لتنفيذ مخطط إسرائيلي توسعي، يدرك الجميع، إلى أين وصل، وما الذي تحقق منه. وبغض النظر عن رواد وقادة هذه المرحلة، فإن المنطق يقول إنه كان على الفلسطينيين، التصرف على نحو مختلف تماماً لما وقع ويخدم مخططات الاحتلال، التي كان أولى خطواتها إنهاء حياة زعيم الشعب الفلسطيني.

 

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

هل يتحول العرس إلى مأتم؟

لبنان في الطريق إلى المجهول

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في ذكرى رحيله  ماذا أنتم فاعلون في ذكرى رحيله  ماذا أنتم فاعلون



GMT 14:39 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

007 بالمؤنث

GMT 14:37 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

هل هي نهاية الخلاف السعودي ـ الأميركي؟

GMT 14:31 2023 الخميس ,09 آذار/ مارس

الجنرال زلزال في سباق أنقرة إلى القصر

GMT 03:38 2023 السبت ,04 آذار/ مارس

في حق مجتمع بكامله

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday