أحن إلى قهوة أمي
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

أحن إلى قهوة أمي

 فلسطين اليوم -

أحن إلى قهوة أمي

بقلم : طلال عوكل

محزن الوضع الفلسطيني فأينما، وفي أي زاوية تقع عيناك تجد خراباً. الشعب الفلسطيني تحول إلى جماعات تتبعثر هويتها، وتتعدد اهتماماتها. ثمة جماعة في الضفة، وأخرى في القدس، وثالثة في غزة ورابعة في أراضي 1948، أما الشتات فإنه شتات يعيش على أحلام صغيرة.
هكذا اشتغلت إسرائيل، وهكذا استجاب الحال الفلسطيني، على نحو غير مقصود بالنسبة للبعض، وعلى نحو مقصود، وفق الحسابات الفئوية التي تقدم أيديولوجيات، فوق وطنية. الوضع العربي بائس ولا يبشر الأفق القريب بإمكانية تعافي الأمة العربية، لا بل هي لا تزال تتلقى وتنتظر المزيد من الضربات القاتلة وأمة إسلامية تهتم بإسلاميتها أكثر من اهتمامها بالوطنية الفلسطينية.
أما العالم فهو مشغول بصراعاته، وتناقضاته، ويبحث كل عن مصالحه في ظل أوضاع مضطربة، ومتحولة نحو نظام عالمي جديد، يحتاج إلى كثير من الوقت، وربما الكثير من الحروب حتى يستقر على حال غير هذا الحال.
القضية الفلسطينية تحظى باهتمام وتضامن إجماعي، ما عدا الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الأذيال الصغيرة، لكن هذا الاهتمام والتضامن لا يرقى إلى مستوى التحدّي الصادر عن سياسات الحلف الأميركي الإسرائيلي، فمعظم الفاعلين الدوليين، إما عاجزون، أو متواطئون.
يحتاج الفلسطينيون إلى إعادة النظر في تجربتهم وفي أحوالهم، لا نتوقع أن يكون الفلسطينيون أمام قيادة ثورية، تقلب الأوضاع رأساً على عقب وتستعيد أمجاد الماضي، فالوقائع الراسخة، غير قابلة للتغيير الشامل والجذري. ليس من الممكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، ولكن يمكن أن يستعيد الفلسطينيون بعضاً من أسباب القوة التي فقدوها.
من المرجح أن تبقى السلطة سلطة، بغض النظر عن طبيعتها وصلاحياتها وقدراتها، ولكن من المتوقع أيضاً أن ينجح التحالف الأميركي الإسرائيلي في خلق الوقائع المناسبة، لإقامة كيان هزيل في قطاع غزة، أو لعلّنا نشير الى أن هذا الهدف هو من بين الأهداف التي يسعى إليها التحالف الأميركي.
ولكن هل يمكن إعادة صياغة منظمة التحرير الفلسطينية ودورها وأدواتها حتى لو كانت أشكال النضال مختلفة عما سبق، ونحو مواصلة اعتماد الكفاح الشعبي السلمي؟
إن واقع حال أدوات الفعل هي التي تقرر بالإضافة إلى عوامل أخرى أشكال النضال، دون أن تتجاهل أن النضال السلمي ليس نزهة ولا هو شكل من أشكال الاحتفال أو الخضوع.
وسواء تمت المصالحة، واستعاد الفلسطينيون وحدتهم، أم ظلوا سادرين في حساباتهم الفئوية التي تحظى بالأولوية على الحسابات الوطنية، فإن إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، وإعادة بناء استراتيجيتها الوطنية الجامعة ستظل مسألة تحظى بالأولوية.
منظمة التحرير الفلسطينية لم تكن فقط مجلساً وطنياً، مهما كانت تركيبته ولم تكن مجرد مجلس مركزي، أو لجنة تنفيذية تقترب أو تبتعد اجتماعاتها. منظمة التحرير هي إطار ائتلافي جامع، يعبر عن الهوية الوطنية الواحدة والموحدة للشعب الفلسطيني الذي تحظى بتمثيله حصرياً.
ومنظمة التحرير هي مبنى كامل، تعتمد على أذرع فاعلة منتشرة في مختلف أنحاء المعمورة، من خلال دوائر فاعلة. منظمة التحرير هي الاتحاد العام لطلبة فلسطين والاتحاد العام لعمال فلسطين والاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، واتحاد الكتّاب والصحافيين، والمهندسين والفنانين. إنها دائرة الإعلام والثقافة، والدائرة المالية والعسكرية، ودائرة اللاجئين والعلاقات الخارجية وإنها مبنى ديمقراطي حيث جرى بناء كل هذه الأدوات عبر انتخابات ديمقراطية.
منظمة التحرير هي فعل شعبي على الأرض، تقوم به الاتحادات والنقابات والمنظمات الشعبية، تتحرك على مساحة العالم كله للتعريف بالقضية الفلسطينية وحشد الدعم والتضامن مع الشعب الفلسطيني.
منظمة التحرير هي التي أنجبت عشرات الكوادر والقيادات التي تقف على رأس العمل السياسي الفلسطيني اليوم.
ومنظمة التحرير هي تلك القيادة التي تحرك كل الفلسطينيين أينما كانوا وهي مكاتب وسفارات، فاعلة تنشغل بالعمل الشعبي والتضامني والتوعوي أكثر من انشغالها بعلاقات دبلوماسية جامدة وتحول كوادرها إلى مجرد أدوات بيروقراطية، تتقن انتقاء ملابسها التي تناسب وضعيتها الجديدة.
منظمة التحرير الفلسطينية هي كل هذا وأكثر من هذا، فهي قائدة نضال الشعب الفلسطيني في مختلف أنحاء العالم، بينما من يتبصر حال الفلسطينيين اليوم فإنه سيجد نفسه أمام نقل الصراعات الداخلية إلى العالم الخارجي عبر واجهات مختلفة، وخطابات مختلفة.
هذه هي المنظمة التي يحتاجها الشعب الفلسطيني، فإذا وقعت المصالحة، فإن إعادة بناء المنظمة ستكون طريقاً، وخطوة أولى أساسية نحو خوض الصراع دفاعاً عن الحقوق والقضية، على نحو أكثر قوة وأكثر فعالية. أما إذا حصل واستمر الوضع على حاله من الانقسام، فإن الطرف الذي يرى في نفسه أم الولد وأباه، فبإمكانه أن يبادر إلى ذلك رغم كل الخلافات القائمة، وحينها فإن النجاح في مثل هذه العملية من شأنه أن يحرج الفصائل الأخرى، وأن يحاصر مواقفها، وربما يجعلها تتوسل الانخراط في المنظمة.
هل هذا ممكن؟ نعم هذا ممكن وهو أسهل من معالجة وضع السلطة الفلسطينية نظراً لما لها من مكانة وارتباطات، لكن الأمر يحتاج إلى إرادة سياسية والى فكر سياسي جديد والى أدوات مستعدة لأن تغادر مواقعها الحالية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحن إلى قهوة أمي أحن إلى قهوة أمي



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday