أعراس هذه أم مآتم
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

أعراس هذه أم مآتم؟

 فلسطين اليوم -

أعراس هذه أم مآتم

بقلم طلال عوكل

أنهى المؤتمر السابع لحركة فتح أعماله دون أن تنتهي تداعياته السلبية والإيجابية، لكن الصخب لا يزال مستمراً وردود الفعل على هذا المؤتمر التاريخي لم تظهر بعد، لا على المستوى السياسي ولا على مستوى العلاقات الداخلية الوطنية.

إسرائيل تواصل سياساتها وتشريعاتها العنصرية والاحتلالية، غير آبهة بأي ردود فعل أو شكاوى من أي طرف فلسطيني أو عربي أو دولي، بينما لا يزال الفلسطينيون والعرب يتلكؤون دون أسباب مقنعة. 

آخر استطلاعات الرأي التي أجراها المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية أظهر أن المجتمع الفلسطيني بنسبة 65% لم يعد واثقاً من إمكانية تحقيق حل الدولتين، وتتراجع ثقته بالقيادات الفلسطينية، سواء الفتحاوية أو الحمساوية.

الزيارة التي قام بها الوفد الفلسطيني برئاسة الدكتور صائب عريقات إلى واشنطن ولقاءاته مع وزير الخارجية المغادر جون كيري، هذه الزيارة أسفرت عن نتيجة سلبية، لم تنجح كل التصريحات الإيجابية في إخفاء هذه النتيجة.

بعد زيارة الوفد لواشنطن كانت وزارة الخارجية الفرنسية قد أبلغت السفير الفلسطيني في باريس سليمان الهرفي بتأجيل عقد المؤتمر الدولي الذي كان مقرراً في الحادي والعشرين من هذا الشهر، وكان سيحضره مندوبون عن نحو سبعين دولة.

في الواقع فإن الأمر لا يندرج في سياق التأجيل والأرجح أن هذا التأجيل يؤشر إلى إعلان وفاة المبادرة الفرنسية التي كانت الفرصة الأخيرة الجدية لتحريك عملية السلام. السبب الدائم لإفشال هذه المبادرة وكل المبادرات السابقة يعود إلى عناد وصلابة الموقف الإسرائيلي الرافض لكل شكل من أشكال التدخل، وإلى الدعم الذي يحظى به نتنياهو وحكومته من قبل الولايات المتحدة.

مراراً، كرّر نتنياهو الموقف الإسرائيلي من مثل هذه المبادرات وجوهره "أن أي محاولة خارجية لفرض حل في الشرق الأوسط ستبوء بالفشل وأن السلام يتحقق فقط من خلال المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ودون شروط مسبقة".

ومع أن نتنياهو وغيره يعرفون أن المبادرة الفرنسية لم تكن في وارد فرض حلول على الطرفين وإنما لمنح فرصة مدعومة دولياً أمام إمكانية ترميم عملية السلام، إلاّ أن إسرائيل لا تقبل كما فعلت من قبل أي جهد حقيقي خارجي لدفع عملية السلام ومساعدة الطرفين على التوصل لحلول.

إذا كانت المبادرة الفرنسية مدعومة من قبل العرب بما في ذلك الفلسطينيون، ومن قبل عشرات الدول قد فشلت في تحريك عملية السلام وإذا كانت الشهادات التي قدمها جون كيري أمام منتدى معهد بروكينغز قبل أيام لم تنفع في شيء، فإن من العبث الخالص المراهنة على الإدارة الأميركية الجديدة.

مع الإدارة التي يتزعمها ترامب وما تتميز به شخصيته من إشكاليات وإرباك، فإن المراهنة على هذه الإدارة مجرد إهدار للوقت، فهو مثل سابقيه لا يعرف سوى أولوية المصالح الأميركية - الإسرائيلية ولا يتغير إلا تحت ضغط القوة، وبصراحة فإن القوة إما غائبة واقعياً وإما أنها أو ما يتوفر منها محبوسة في سجن المراهنات العبثية.

بحسب تصريحات السفير الفلسطيني في القاهرة ومندوب فلسطين الدائم في الجامعة العربية جمال الشوبكي، فإن الرباعية العربية بصدد عقد لقاء وزاري الأسبوع المقبل لبحث موضوعي إنهاء الاحتلال وإدانة الاستيطان من خلال الأمم المتحدة.

هذه ليست المرة الأولى التي تجتمع فيها الرباعية العربية والجامعة العربية لتتخذ القرارات ذاتها دونما أي تحرك عملي فعلي، يبدو أن سياسة التهديد التي تلازم الخطاب الفلسطيني والعربي فيما يخص إسرائيل والأمم المتحدة والمحاكم الدولية، هذه السياسة يفترض أن تكون انتهت قبل وقت ليس بقليل لجهة الانتقال إلى مربع الممارسة العملية.

هذه التهديدات لا تختلف عن التهديدات المتجددة والمتكررة بين الحين والآخر، التي تتخذها هيئات وقيادات فلسطينية بشأن وقف التنسيق الأمني وإعادة النظر في العلاقة مع إسرائيل، فهي أيضاً حبيسة الحسابات والرهانات الخاسرة.

في الواقع فإن إسرائيل أكثر من غيرها تدرك مدى جدية هذه التهديدات، ولذلك فإنها لا تعيرها الحد الأدنى من الاهتمام، ذلك أن لا شيء يتحرك على المستوى الفلسطيني الداخلي أو العربي يمكن أن يضفي قدرا من الجدية والمصداقية على كل هذه التهديدات.
يعرف الإسرائيليون أن جدية ومصداقية الانتقال بهذه التهديدات مرهونة بتحسين وتطوير وتقوية الأوضاع الداخلية الفلسطينية، وترميم العلاقات الفلسطينية - العربية، وطالما لم يحصل هذا فإن إسرائيل لا تخشى شيئاً.

في الواقع الفلسطيني، كل يقرر انتصاراته ويتمسك بخياراته، لكنهم بحاجة إلى الإدراك بأن الانتصارات التي يتحدثون عنها هي انتصارات على بعضهم البعض وهي ذاتها هزيمة لفلسطين وقضيتها ومشروعها الوطني.

أين أصبحت قضية المصالحة التي يتغنى بها الجميع، ومن هو راعيها من الدول العربية والإقليمية، وهل غيّر المؤتمر السابع لـ"فتح" أو قيادة "حماس" مواقفهما من المصالحة، بحيث نتوقع إمكانية نقلها من حيّز الاتفاقات النظرية إلى حيّز الممارسة العملية؟
بعد تبادل المجاملات والتصريحات الإيجابية بين الحركتين إثر مشاركة "حماس" في المؤتمر السابع وكلمة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، تراجع الشعور بالتفاؤل لدى حركة حماس التي عبّر العديد من قيادييها عن خيبة أملهم في إمكانية تحقيق المصالحة.

أما ما قيل عن لقاء بين عزام الأحمد وموسى أبو مرزوق في جنيف لبحث المصالحة، فإن ذلك يندرج في سياق الشكليات التي لا تنقذ غريقاً، والسؤال هو: لماذا في جنيف لو أن الطرفين يمتلكان الإرادة والرغبة في تحقيق المصالحة؟.

وبموازاة ذلك ينهض الخلاف مجدداً على نحو واسع حول القانون والشرعيات، إثر ممارسة الرئيس للصلاحية التي منحته له المحكمة الدستورية المختلف عليها بشأن رفع الحصانة عن عدد من نواب "فتح" في المجلس التشريعي المُعطّل.

الكل يجتهد في تسويغ القرارات وتفسير القوانين حسب هواه، لكن القانون والقضاء برمته ونظام فصل السلطات هو ضحية الحسابات المتضاربة، حين يفقد القضاء استقلاليته ويفقد القانون صلاحيته فإن المواطن لن يجد من يتوجه إليه طالباً النصفة، وسيجد نفسه مباشرةً تحت سطوة الأجهزة الأمنية هنا وهناك.

هل يمكن تفسير ما تعانيه الساحة الفلسطينية إلاّ على أنه عملية تدمير ذاتي تتم بوعي أو دون وعي؟ لقد فقد الفلسطينيون البوصلة وفقد المواطن أحلامه الكبيرة والصغيرة، حيث يسود الخذلان والإحباط وعدم الثقة والضياع، فكيف يمكن مع كل هذا التفاؤل تحقيق إنجازات؟ 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أعراس هذه أم مآتم أعراس هذه أم مآتم



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday