ربما تكون الفرصة الأخيرة
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

ربما تكون الفرصة الأخيرة ..؟

 فلسطين اليوم -

ربما تكون الفرصة الأخيرة

بقلم : طلال عوكل

في وقت متأخر، وفي ظروف غير تلك التي تزامنت مع الجولة الأخيرة للبحث عن المصالحة، تعود هذه القضية للظهور على سطح الأخبار من جديد. لقاء الرئيس محمود عباس مع رئيس الحكومة السابق الدكتور سلام فياض، يؤخذ على أنه مؤشر على وجهة جدية، نحو تغيير وزاري، يتم من خلاله استبدال حكومة الوفاق بحكومة وحدة وطنية.

وبغض النظر عن مدى احتمالية ذلك، إلاّ أن الناس صحافيين كانوا أم محللين سياسيين أم مراقبين، يميلون عادةً، للأخذ بالبعد الإيجابي، ويتمسكون بأي شعاع أمل.

على أن المؤشر الأهم الذي يساهم في رفع مستوى التوقعات، بشأن المصالحة، هو الدعوة التي توجهها مصر لحركتي حماس وفتح، من أجل إعادة تنشيط الحوار لتحقيق المصالحة.

إن كانت هذه بعض المؤشرات الإخبارية، فإن التحليل المنطقي سيضيف، بأن العودة في هذا الوقت، لبحث ملف المصالحة، قد أصبح أكثر من ضرورة وطنية. لم يعد لدى الفلسطينيين المزيد من الوقت لاستنزافه في مناكفات، وحسابات غير وطنية، في الوقت الذي تتحرك فيه الولايات المتحدة بسرعة وبجدية، لفرض «صفقة القرن» في الحلقة التي تتصل بغزة، يدرك الفلسطينيون كل الفلسطينيين على اختلافهم وخلافاتهم، أن ثمة العديد من المبادرات الجادة التي تتصل بتغيير الأوضاع المأساوية في قطاع غزة، ولعلّ السفير القطري العمادي أشار في تصريح له مؤخراً، إلى واحد من هذه الخيارات.

على أن الخيارات مصدرها جهتان في الأساس، فإما الحلف الأميركي الإسرائيلي، الذي يسعى نحو حلول لغزة شكلها إنساني، وأبعادها سياسية بامتياز، وبما يضعف قدرة الفلسطينيين على مجابهة «صفقة القرن»، وإبقاء غزة بعيدة ومنفصلة عن الضفة، وإما أن يكون الحل فلسطينياً، وذلك لا يمكن أن يتم إلاّ من خلال إنجاح المصالحة.
إذا صدقنا أن الموقف العربي عموماً ملتزم بقرارات قمة الظهران وأن العرب ملتزمون برؤية الدولتين على الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس، فإن القاهرة تعزز مصداقية هذا الالتزام، من خلال حرصها على إتمام المصالحة، وتوفير فرصة جديدة لإنجاحها.
الأوضاع التي يعاني منها قطاع غزة، تشكل عاملا ضاغطاً على الطرفين فتح وحماس، وبغض النظر عن التصريحات الحمساوية التي تنفي وجود اتصالات غير مباشرة مع إسرائيل من أجل التوصل إلى صفقة تؤدي إلى رفع الحصار أو تخفيفه، فإن حماس لا تستطيع أن تتجاهل مسؤوليتها عن تفاقم أزمات السكان في قطاع غزة. لدى حماس خيارات ولديها أوراق مهمة في حال توفرت ظروف للمساومة مع الطرف الإسرائيلي، وهي، أيضاً، تعرف أن الناس في غزة، لن يمانعوا أو يقاوموا، أي مشروع أو حل يوفر لهم الكهرباء، والعمل والأدوية والمستلزمات الطبية، ويفتح أمامهم المعابر للحركة.

وتعلم حماس، أيضاً، قيمة ومدى أهمية موقف الشرعية الفلسطينية في تسهيل أية مبادرات تتوخّى معالجة الأزمات في قطاع غزة، ولكن الكل يعرف، أيضاً، أنه لا يمكن تجاهل مدى قوة الدور الأميركي الإسرائيلي، في فرض الوقائع، بما في ذلك إمكانية تجاوز أو إضعاف دور الشرعية الفلسطينية حيال تنفيذ مخططاتها.

الطرفان الفلسطينيان فتح وحماس، يملك كل منهما أوراقاً قوية ارتباطاً بالحلول المطروحة لغزة، أو مجريات تحقيق المصالحة، ومن الواضح أن كل طرف يتمسك بأوراقه، للتأثير في طبيعة جوهر وآليات المصالحة، فلا حماس ستفرّط بأوراقها بما في ذلك إمكانية التوصل إلى تفاهمات مع إسرائيل والوسطاء موجودون، ولا السلطة مستعدة للتفريط، بأوراقها وأولها ملف الإجراءات المتخذة بحق القطاع.
مؤسف جداً، إذا حاول كل طرف، أن يضع شروطاً على الطرف الآخر، لتحريك وإنجاح ملف المصالحة، ومؤسف، أيضاً، أن ترتفع نبرة الاتهامات والاتهامات المقابلة، والمساهمة في تسميم الأجواء. نحتاج إلى هدنة إعلامية، وبأن يتوقف الطرفان عن إطلاق التصريحات السلبية، أو حتى التصريحات المعسولة، التي يمكن أن تتسبب في رفع مستوى التوقعات لدى الناس، ما سيؤدي إلى تعميق خيبات الأمل والاحباط مرة أخرى.
بعد تجربة الحوارات والمداولات الفاشلة السابقة، نأمل من القاهرة أن تنتبه لنقطتين: الأولى، أن الحوار ينبغي أن يكون وطنياً، شاملاً لمختلف القوى بما يضع الفصائل الأخرى أمام مسؤولياتها للإعلان عن الطرف المسؤول عن التعطيل، فضلاً عن أن الانقسام لم يعد فقط بين فتح وحماس، فالساحة كلها مشرذمة، وتحتاج إلى مساهمات الكل.

أما النقطة الثانية، فتتصل بأن تكون طبيعة الحل، شاملة، لا تقف عند حدود ما تم تداوله تحت عنوان تمكين الحكومة، ومعادلة إما أن تتحمل المسؤولية بالكامل، وإما أن تسلمها بالكامل. إن الحل الشامل هو الذي يوفر المصداقية، ويعالج أزمة الثقة والتخوفات القائمة، من أن طرفاً يسعى لإقصاء الطرف الآخر، ويجعله رهينة حساباته ومزاجاته. ويترتب على الفلسطينيين أن يدركوا أن الخيار الفلسطيني عَبر المصالحة، هو افضل الخيارات، بمقاييس الضرورات الوطنية، حتى لو كانت التكلفة على هذا الطرف أو ذاك، أكثر من اللجوء إلى خيارات أخرى.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ربما تكون الفرصة الأخيرة ربما تكون الفرصة الأخيرة



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday