كل الطرق تؤدي إلى روما
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

كل الطرق تؤدي إلى روما

 فلسطين اليوم -

كل الطرق تؤدي إلى روما

بقلم : طلال عوكل

فيما تواصل إسرائيل تهديداتها بالثبور وفظائع الأمور ضد سكان قطاع غزة، الذي تغلق عليه كل المنافذ، فإن موقف المجتمع الدولي يدعو للدهشة والحيرة. يمكن إطلاق ما شاء المرء من التوصيفات على موقف المجتمع الدولي إزاء ما ترتكبه إسرائيل من عقاب جماعي وجرائم حرب بحق الفلسطينيين، غير أن الموضوع بعيد عن الأخلاقيات. الموضوع ليس مجرد تواطؤ أو عجز، وإنما ينطوي ذلك على أبعاد سياسية لا يخطئها العقل السوي ولا يخرجها السياسي الواقعي من حساباته.

رضي الفلسطينيون أم غضبوا فإن مواقف المجتمع الدولي عموماً اتسمت بالطابع النظري، والعجز عن اتخاذ إجراءات أو مواقف ضاغطة على إسرائيل، لكن ذلك كان يعبر عن حالة من التضامن المعنوي، أما الآن فلا هذه ولا تلك.

هذا يعني أن الفلسطينيين خصوصاً في قطاع غزة قد أصبحوا في زنزانة بلا نوافذ، في ضوء التلاقي الدولي والإقليمي على ضرورة معالجة الأزمة التي تعصف بقطاع غزة، وتزداد تفاقماً، حتى الخيار العسكري لم يعد خياراً مجدياً في مواجهة هذا الحصار المشدد، إذ لم تفلح الحروب الإسرائيلية الثلاث السابقة، في الإفراج عن سكان القطاع، الذي عانى ويعاني من الدمار الذي خلفته تلك الاعتداءات، لتستقر الأمور في أفضل أحوالها عند معادلة «هدوء مقابل هدوء».

إسرائيل التي تبحث عن ذرائع، وتجري مناورات كبيرة لمحاكاة عملية عسكرية كبيرة لقطاع غزة، تتخذ من الأطباق الورقية والبالونات الحارقة ذريعة للتصعيد، ولكن الهدف ليس وقف هذه الأطباق وإنما تذهب إسرائيل إلى تحقيق أغراض سياسية، تبدو اليوم مختلفة عن الأمس.

تسعى إسرائيل إلى قطع آخر خيط لها مع قطاع غزة، بمعنى التنصل الكامل من مسؤولياتها كدولة احتلال وفق القانون الدولي، وإبعاد القطاع بكليته، ولكن مع التخلص من التهديد الذي تشكله المقاومة، التي قال أحد المسؤولين الإسرائيليين إنها ضاعفت قدراتها عشرات المرات قياساً بما كانت عليه خلال حرب 2014.

أرجح أن إسرائيل التي تتصاعد فيها لغة التهديد بالحرب، ستلجأ إلى أي صيغة تجنبها هذه الحرب، ذلك أن أحد مسؤوليها خاطب المستوطنين في قطاع غزة، قائلاً: هل تريدون أن تختبئوا في الملاجئ، وأن تتعرضوا للقذائف والصواريخ؟ وفي الاتجاه ذاته، يعطي نتنياهو تعليماته للجيش بالاستهداف المباشر لمطلقي الأطباق الورقية، ثم يتحدث عن مهلة تنتهي بعد يومين لوقف إطلاق هذه الأطباق، لكنه على الأرجح لا يجرؤ على أن يتخذها ذريعة لعدوان واسع تعارضه فيه أطراف كثيرة بما في ذلك واشنطن التي ترى أن الأمور تسير على نحو جيد دون حروب قد تخلط الأوراق.

من جانبها، فإن المقاومة تدرك مدى جدية التهديدات الإسرائيلية وتدرك الأبعاد السياسية التي ينطوي عليها التصعيد، ولذلك من الحكمة أن تتخذ موقفاً عملياً يؤدي إلى وقف إطلاق الأطباق الورقية، والتخلي عن نظرية الرد بالمثل، والردع مقابل الردع.

حين تنتزع فصائل المقاومة مثل هذه المبررات، فإن إسرائيل ستكون عارية وفي وضع حرج، وتحتاج إلى بعض الوقت للعثور على ذرائع جديدة، لكنها مع ذلك ستواصل الضغط ارتباطاً بملفات أخرى هي التي تشكل جوهر القضية ونقصد موضوع التهدئة أو الهدنة وموضوع الأسرى، بالإضافة إلى موضوع الحراك الشعبي السلمي شرق القطاع.

جديد السياسة الإسرائيلية أنها دون إعلانات صريحة ومباشرة لا تمانع في أن تكون السلطة الوطنية الفلسطينية هي العنوان الذي تتعامل معه في قطاع غزة. هذا يعني أنها لا تمانع في أن تستمر القاهرة في مساعيها لإنجاح المصالحة الفلسطينية وتحقيق عودة السلطة إلى قطاع غزة، طالما أن الهدف هو أن تنجح المجموعة الدولية التي تحدث عنها المبعوث الأممي لعملية السلام ملادينوف في البدء بتأهيل قطاع غزة، تحت عنوان معالجة الأزمة الإنسانية، الأمر الذي سيفضي من و جهة نظر إسرائيلية إلى دولة غزة.

المهم بالنسبة لإسرائيل أن يختفي دور سلاح المقاومة، وأن يتوقف التهديد الذي يصدر عن المقاومة، وبدون تغيير جوهري على الأهداف الإسرائيلية التي ستظل تتحكم في العلاقة بين الضفة وغزة، وكأن الانقسام باق بالمعنى الجغرافي واللوجستي.

في كل الحالات فإن أمام نزلاء الزنزانة واحداً من أمرين: فإما الخيار الوطني الفلسطيني، بمعنى تحقيق المصالحة، ومن خلاله يجري تحسين أوضاع سكان القطاع، وإما الخيار الأميركي الإسرائيلي الذي يسعى لفرض وقائع على الأرض في الاتجاه الذي يخدم صفقة القرن التي تقف اليوم عند غزة، وتجاوزت مسألة البحث والتقصي إلى مرحلة التنفيذ العملي.

بعد كثرة خيبات الأمل، نجازف اليوم بالقول إن تحقيق المصالحة قد أصبح أمراً ممكناً، فالأخبار الأولية تتحدث عن موافقة حماس على الرؤية المصرية، والتي نعتقد أنها لا تبتعد كثيراً عن رؤية حركة فتح مع تعديلات مقبولة. القاهرة ماضية بمساعيها وبكل الجدية اللازمة، لتحريك قطار المصالحة، في غضون أيام قليلة قادمة. فالوقت لم يعد يسمح بمزيد من التردد، والحراك السياسي الإقليمي لم يعد يسمح بتعدد الخيارات، فكل الطرق تؤدي إلى روما كما يُقال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كل الطرق تؤدي إلى روما كل الطرق تؤدي إلى روما



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday