الإبداع الفلسطيني يتفوق على مخططات الاحتلال
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

الإبداع الفلسطيني يتفوق على مخططات الاحتلال

 فلسطين اليوم -

الإبداع الفلسطيني يتفوق على مخططات الاحتلال

بقلم : طلال عوكل

غداً الجمعة، الثلاثون من آذار، الذي يصادف الذكرى السنوية ليوم الأرض، والتي تحرك كل الفلسطينيين، أينما كانوا داخل وخارج الأرض الفلسطينية المحتلة. في مثل هذه الذكرى يخرج الفلسطينيون ليعبّروا عن تمسكهم بأرضهم، ورفضهم للمخططات الاستيطانية الإسرائيلية، تلك المخططات التي لا تميز بين حقوق مواطنيها من الفلسطينيين في أراضي 1948، وبين حقوق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1967، فالأرض هي الهدف.

في هذا العام، يختلف الأمر عن الأعوام السابقة، بالتوازي مع تصاعد المخططات الأميركية الإسرائيلية التي تصادر العاصمة الفلسطينية، وتصادر حق عودة الفلسطينيين، وتستهدف تشتيت الفلسطينيين بين غزة وضفة وشتات، ومصادرة الجزء الأكبر من أراضي الضفة الغربية.

الولايات المتحدة وإسرائيل، أعلنتا الحرب على الأرض، كل الأرض وعلى الحقوق كل الحقوق الفلسطينية، ولذلك لم تعد أشكال النضال الروتينية المعتادة تستجيب مع هذا التصعيد الخطير.

من غزة المحاصرة، والتي تئن تحت ضغط العزلة، والكوارث الإنسانية، والإحباط من إمكانية كسر الحصار، وتحقيق المصالحة، يتفتق العقل الفلسطيني، فيبدع شكلاً جديداً من أشكال المجابهة الأكثر فعالية.

لم تكن الفكرة من بنات أفكار الفصائل، وإنما جاءت من قبل عدد من النشطاء الوطنيين، الذين أبدعوا فكرة مسيرات العودة، وقاموا بالتنسيق مع الضفة، ومناطق 1948، والأردن وسورية، ولبنان، بحيث تتوجه الحشود نحو الحدود، رافعة راية حق العودة.

يوم الأرض غداً سيكون يوم خروج آلاف الفلسطينيين من كل الجبهات نحو الحدود، ليقدموا للعالم رسالة تمسكهم بحق العودة، واستعدادهم للتضحية من أجل تحقيق هذا الهدف.

وإذا كان الاشتباك بين الاحتلال وفلسطينيي الضفة يتخذ طابعاً يومياً، بسبب التداخل مع الوجود الاحتلالي والاستيطاني، وإذا كان الفلسطينيون في الأردن وسورية ولبنان، محكومين في طبيعة نشاطهم لحسابات الواقع الذي يعيشونه، فإن سكان قطاع غزة، يقع عليهم العبء الأكبر، وعبء الاستمرارية، وفق حسابات مختلفة.

الترتيبات الجارية في القطاع، والتحقت بها الفصائل، تتخذ طابعاً سلمياً وتحرص على الابتعاد عن الحدود، بمسافة لا تقل عن سبعمائة متر، وضعت سواتر ترابية، لمنع الشباب من اجتيازها، حتى لا توفر لإسرائيل مبرراً لاستخدام العنف المفرط.

ووفق الترتيبات، يتم نصب خيام دائمة، ثمة عشرات العوائل المستعدة للإقامة فيها، خصوصاً أن عدداً كبيراً من العائلات لا يجد له مسكناً بعد حرب 2014، ولا قدرة لدى هذه العائلات على دفع استحقاقات، الإيجار، فضلاً عن آلاف العائلات التي تفتقد الحد الأدنى من مقومات الحياة بأبسط متطلباتها، أي أن ثمة عشرات آلاف البشر، الذين يعيشون وظهورهم إلى الحائط، وبالتالي ليس لديهم ما يخسرونه سوى فقرهم وأوجاعهم، ويأسهم.

كانت إسرائيل تعمل كل الوقت منذ إعادة انتشار قواتها ومستوطناتها في قطاع غزة عام 2000، من أجل إخراج غزة وما فيها من معادلة الصراع، وحشرها بالحصار، أملاً في أن تدفع القطاع نحو الاعتماد على مصر، وتقييد الاشتباك بين الاحتلال والقطاع، بالبعد العسكري الذي ترى فيه لعبتها. ومنذ سنوات الاحتلال يتحدث عن احتمالات وقوع الانفجار في القطاع، بسبب ضغط الحصار، والحروب الإجرامية، وفي ظل استمرار الانقسام، الذي تلعب إسرائيل في تعميقه دوراً أساسياً. الحراك الذي يجري يوم غد، يفرض على إسرائيل إعادة النظر في حساباتها الإستراتيجية، فالفلسطينيون قادرون على تعظيم الاشتباك مع الاحتلال، وقادرون على توجيه غضبهم وانفجارهم في وجه الاحتلال حيث تؤكد مثل هذه الفعاليات، أن القطاع لا يزال تحت الاحتلال، وأن الشعب الفلسطيني كل واحد موحد حتى لو أن فصائله كانت على خلاف، أو انقسام.

لم تخدع النزعة الإنسانوية الكاذبة، لا سكان القطاع ولا غيرهم، فالاحتلال هو أصل البلاء وفرعه، الذي يعاني منه الناس في هذا الجزء من الوطن، الذي لا تنجح كل المخططات الإسرائيلية في النيل من وحدته، وصموده. يدرك الفلسطينيون في غزة وفي غير غزة أن هذه النزعة، الإنسانوية الكاذبة، تنطوي على استهدافات سياسية تخدم المخططات الإسرائيلية التي تسعى بدعم أميركي مفضوح لمصادرة الحقوق الوطنية الفلسطينية، ومنع إقامة دولتهم وعاصمتها القدس على الأراضي المحتلة عام 1967. وفي ضوء تدهور عملية المصالحة الفلسطينية، وعودة الأطراف إلى مربع الاتهامات والتحريض المتبادل، تبدو مسيرات العودة، وكأنها أحد المخارج أو الخيارات التي ضاقت كثيراً.
إسرائيل مرتبكة ويسيطر عليها القلق بسبب معرفتها لطبيعة هذا الحراك وأهدافه، وسلميته، وغياب المعرفة، للطرق والوسائل التي تمكنها من منع وقوعه، وإن لم تنجح فمنع تطويره واستمراره.

تتحدث إسرائيل عن وعود، وإجراءات لتقديم مساعدات لسكان القطاع، ولكنها تعلم أن كل هذه الوعود والإجراءات لن تجدي نفعاً، لذلك، فإنها أخذت تدق طبول الحرب. وعلى الرغم من أن التحليل يقول إن لا فصائل المقاومة في غزة، ولا إسرائيل، في وارد الاندفاع نحو التصعيد العسكري، وكل لأسبابه، إلاّ أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أيزنكوت بدأ يتحدث بوضوح عن سخونة جبهة غزة في هذه الفترة. يعني ذلك أن إسرائيل ستستخدم كل الوسائل التي بحوزتها، لمواجهة هذا الحراك بما في ذلك إطلاق الرصاص الحي، وإسقاط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى، لردع الفكرة، ومنعها من أن تتطور، حيث من المقرر أن يستمر هذا الحراك ليتوّج بخروج مئات الآلاف في يوم النكبة منتصف أيار القادم. مصلحة إسرائيل تقتضي استدراج الفلسطينيين نحو توفير المبرر لارتكاب جرائم بحق المحتجين، ولذلك يمكن أن تشغّل عملاءها، ما يقتضي من الفلسطينيين الانضباط الشديد للترتيبات التي اتخذوها.

المصدر : جريدة الأيام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإبداع الفلسطيني يتفوق على مخططات الاحتلال الإبداع الفلسطيني يتفوق على مخططات الاحتلال



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 04:42 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج الدلو الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 11:38 2020 الثلاثاء ,12 أيار / مايو

سامسونج تنافس أبل في خدمات الدفع الإلكتروني

GMT 07:49 2019 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 05:21 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

تعرّض اللاجئين "الروهينغا" للإجبار على تجارة "البغاء"

GMT 23:34 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فوائد الرمان الصحية وكيفية دمجه في نظامك الغذائي

GMT 18:32 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان بكين السينمائي يرحب بقادة صناع الترفيه الأميركية

GMT 23:29 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الحاجة كريستينا ... وحرب «العم» بلفور

GMT 10:48 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

14 وفاة و1088 إصابة جديدة بفيروس كورونا في فلسطين

GMT 10:57 2019 السبت ,26 كانون الثاني / يناير

هازارد يؤكّد أن هيغواين سيكون إضافة قوية لـ"تشيلسي"

GMT 05:16 2018 الإثنين ,24 كانون الأول / ديسمبر

السعودية تعين الروبوت "تقني" موظفًا في وزارة التعليم

GMT 18:34 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

نجيب ساويرس يوجّه رسالة إلى الفنانة هيفاء وهبي

GMT 01:45 2018 الأربعاء ,20 حزيران / يونيو

مئير بن شبات يبحث ملف "الجنوب السوري" في موسكو
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday