هي حرب على المكشوف
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

هي حرب على المكشوف

 فلسطين اليوم -

هي حرب على المكشوف

بقلم : طلال عوكل

بوقاحة شديدة تواصل السياسة الأميركية مخططات تصفية القضية الفلسطينية وليس فقط الحقوق التي رتبها القانون الدولي، وما يتعلق منها بالأراضي المحتلة العام 1967. ما تقوم به الولايات المتحدة هو بالضبط استكمال للمخطط الصهيوني الإمبريالي الأصلي الذي قام في الأساس على فكرة «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض».

هذا ليس كلاماً إنشائياً أو تحريضياً ولا هو كلام شعاراتي، ذلك أن قرار أساس القومية، يكثف عمليا الأبعاد الحقيقية لتلك المخططات، إذ لم يعد ثمة إمكانية لدولتين، أو دولة ثنائية القومية، أو دولة ديمقراطية، فالعنصرية الصهيونية تطيح بكل هذه الممكنات، بما يجعل الشعب الفلسطيني كله بما في ذلك في أراضي العام 1948، يواجه التحديات والمهمات الوطنية ذاتها بدون تمييز.

إذاً، هو الصراع المفتوح على كل الحقوق التاريخية وعلى كل الأرض الفلسطينية، صراع يعود إلى الجذور، بما أنه صراع وجود وليس صراع حدود لا بالنسبة للجغرافيا، ولا بالنسبة للزمن أو الوسائل. إنها تداعيات اللحظة السياسية، الصعبة التي تمر بها الأمة العربية والمنطقة عموماً، والتي تقود الحركة الصهيونية إلى قراءات خاطئة لحركة التاريخ، ونحو استثمار إدارة أميركية غير مسبوقة من حيث تطابق سياساتها مع المخططات التوسعية والعدوانية الصهيونية.

بكل صلف وتحد تعلن الإدارة الأميركية وقف ما تبقى من ثلاثمائة وسبعين مليون دولار، هي مقدار مساهمتها في ميزانية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، مشفوعا إعلانها بآخر يتحدث علناً عن ضرورة إنهاء «الأونروا»، كمرجعية قانونية، وأدوات، وأهداف وأبعاد سياسية. تعتقد الولايات المتحدة أن بإمكانها أن تتحدى المجتمع الدولي بإلغاء القرار 194، الذي اتخذته الجمعية العامة العام 1949، كمرجعية قانونية دولية للحفاظ على حق الفلسطينيين في العودة وذلك من خلال تجفيف مواردها، وصولاً إلى إنهاء وجودها. نتنياهو الذي لم يكف عن الإعلان عن الحاجة لإنهاء «الأونروا» ودورها، يبدي استعداداً لجمع وتوفير أموال كافية لضمان حياة أفضل للفلسطينيين دون وجود «الأونروا». إنها فكرة السلام الاقتصادي التي اخترعها قبل بضع سنوات، ويرى أن الوقت بات مناسبا لفرضها بحيث تتحول الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني إلى مجرد الحفاظ على الحياة دون كرامة ودون أي حقوق سياسية وحتى دون هوية وطنية لشعب يتجاوز تعداده الـ12 مليون إنسان نصفهم على الأرض الفلسطينية.

إذاً، الولايات المتحدة تتكفل بإنهاء الوكالة قانونياً وسياسياً فيما تتكفل إسرائيل بإنهائها إدارياً، على الأقل كخطوة أولى في الضفة الغربية حيث تبسط إسرائيل سيطرتها. وكاستكمال لذلك المخطط تسعى الولايات المتحدة لتحويل الأموال التي يتحدث عنها نتنياهو إلى الدول المضيفة، لكي تقوم بالدور وبالنيابة عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا».

هذا يعني أن الولايات المتحدة ستمارس ضغوطاً هائلة على الدول المضيفة للاجئين. لا تكتفي الإدارة الأميركية بذلك بل أنها تعلن بأنها، ستسمح لدول الخليج بأن توفر الدعم للأونروا هذا العام فقط وبشروط أميركية لا نعرف ماهيتها بعد. لكأنها تعلن على الملأ أنها صاحبة القرار، بالنسبة لسياسة الدول الخليجية، الأمر الذي يستدعي من هذه الدول اتخاذ مواقف واضحة إزاء ادعاءات واشنطن.

أميركا تتحدى الجميع، فلسطينيين وعربا، ومجتمعا دوليا، ذلك أنها فضلاً عما ورد تسعى لتقويض النظام الدولي، ومنظومة الأمم المتحدة، والمستهدفة بمكانتها وتراثها ودورها، ونحو الرضوخ لسياسة الدول الأكثر مساهمة مالية في ميزانية المنظمة الدولية.

أميركا تتقمص أهداف وبرامج وسياسات ومصالح إسرائيل التي ما التزمت يومياً بأي قرار للأمم المتحدة بعد قرار الاعتراف بها، وما احترمت دور هذه المؤسسة إزاء أي عمل يتصل بالصراع الفلسطيني والعربي الصهيوني. في الواقع فإن على الفاعلين الدوليين أن يبرروا حضورهم واستقلالية مصالحهم وأدوارهم، فالولايات المتحدة تتحدى أمنهم واقتصادياتهم ويتبجح نتنياهو قبل أيام بأن إسرائيل هي التي تحمي الأمن الأوروبي.

لم تبق دولة تحترم ذاتها، وتحوز على وزن في النظام العالمي إلاّ وطالتها اليد الأميركية بالعقوبات، والاستفزازات، من الاتحاد الأوروبي إلى روسيا والصين، وكندا والمكسيك وإيران وكوريا الشمالية، عدا الدول العربية، الأمر الذي يهز من الجذور النظام الدولي القائم ويمتحن كرامات واستقلاليات شعوب الأرض.

في هذه المواجهة الخطيرة، يمكن للفلسطينيين أن يربحوا المعركة بخلاف ما حصل بالنسبة للقرار الأميركي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، رغم الفشل في إقناع المزيد من الدول لكي تحذو حذو واشنطن.

الجمعية العامة للأمم المتحدة على الأبواب، وبمقدور الفلسطينيين أن يحصلوا على أغلبية كبيرة، لرفض القرار الأميركي الإسرائيلي وإعادة تحصين القرار الخاص بعودة اللاجئين، وهو أمر مهم على المستويين القانوني والسياسي. لكن المسألة لا تقف هنا فقط، إذ يترتب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته إزاء تعويض خسارة المساهمة المالية الأميركية في موازنة «الأونروا»، من خلال زيادة مساهمات الدول خصوصاً الأوروبية، وقد ظهرت مؤشرات مهمة على هذا الصعيد من اليابان وروسيا وألمانيا وحتى إنكلترا. من المهم التنبيه إلى خطورة أن تكون المساهمات الخليجية المالية هي الأساس إذ إن واشنطن قد تقبل الآن تعريب «الأونروا» من خلال حجم تلك المساهمات.
 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هي حرب على المكشوف هي حرب على المكشوف



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday