حين تخرج غزة من عباءات الفصائلية
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

حين تخرج غزة من عباءات الفصائلية

 فلسطين اليوم -

حين تخرج غزة من عباءات الفصائلية

بقلم : طلال عوكل

دون صدى تذهب شكاوى إسرائيل من التلوث البيئي، الذي ينجم عن إشعال آلاف الإطارات، فالفلسطينيون لم يستخدموا الكيماوي أو أي سلاح شرعي أو غير شرعي. يتناسَى المسؤولون في إسرائيل أنهم استخدموا القار (الزفت) والزيوت المحروقة، إبّان الانتفاضة الشعبية الكبرى العام 1987.

القوات الإسرائيلية المحتلة آنذاك قامت بطلاء كل جدران شارع عمر المختار بذريعة منع النشطاء من الكتابة عليها، ولكنها لم تراع الآثار البيئية والصحية التي تترتب عن ذلك العمل. استخدم نشطاء الانتفاضة آنذاك وسائل نضالية أخرى لمواجهة العدوانية الإسرائيلية، لكن إسرائيل اليوم تستخدم السلاح الناري، في مواجهة هذا الشكل من أشكال المقاومة الشعبية السلمية، فيسقط نحو عشرة شهداء، ويصاب ما يقرب من ألف وخمسمائة مواطن فلسطيني.

لم يستخدم هؤلاء الضحايا لا السلاح الناري ولا السلاح الأبيض ولا حتى استخدموا الحجارة، أو اقتربوا من السياج الحدودي، لكنهم في كل الأحوال كانوا يتوقعون ما تعرضوا إليه، لأنهم يدركون، بأن الإرهاب والعنف هو من طبيعة المخطط الصهيوني الأساسي، وهو السمة الأساسية التي تعبر عن جوهر وحقيقة دولة الاحتلال.

يوم الجمعة المنصرم، استخدمت إسرائيل خراطيم المياه العادمة وجندت مراوح ضخمة لإبعاد الدخان، ولكن الأصل هو أن استخدام هذه الوسائل كان بهدف توضيح الرؤية أمام القناصين.

لسان حال أهل غزة وفلسطين عموماً يقول: "احترنا يا قرعة من وين نبوسك". فاستخدام السلاح والصواريخ، عمل إرهابي، وزياد أبو عين إرهابي، وما تقوم به قرى الضفة التي تتقدمها بلعين إرهاب، المقاومة الشعبية السلمية إرهاب، ورفع العلم الفلسطيني يستحق استخدام الرصاص، والدهس والطعن إرهاب، والتوجه إلى الأمم المتحدة طلباً للنصفة إرهاب، خطابات الرئيس محمود عباس تحريض على الإرهاب، وإرهاب أن يرفع الفلسطيني صوته في مواجهة مخططات التصفية، فكيف يمكن للفلسطيني تحت الاحتلال أن يسمع صوته للعالم؟ لا تزال الآلة السياسة والعسكرية والأمنية في إسرائيل مرتبكة وقلقة جداً من استمرار فعاليات مسيرة العودة، ويتبجحون أنهم نجحوا في إفشال عملية اجتياز السياج الحدودي وكأن الحملة كانت تستهدف ذلك في هذا الوقت.

ليبرمان وزير الدفاع، الذي يتقاسم مع ترامب الرئيس الأميركي العديد من الصفات، يستهزئ من الذين يطالبون بتشكيل لجنة تحقيق في استخدام الجيش الإسرائيلي القوة المفرطة ضد المدنيين السلميين، ويتساءل إن كان جرى تشكيل لجنة تحقيق واحدة في مقتل نصف مليون سوري. يتناسى ليبرمان، أن الأحداث في سورية، ومقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين، يعود في أحد أسبابه للتدخلات العسكرية المباشرة وغير المباشرة من قبل إسرائيل ومن قبل عشرات الدول بما في ذلك وأساساً حلفاء إسرائيل الدوليون. لكن ليبرمان يقصد، أيضاً، أن اغتيال عشرات الفلسطينيين وإصابة المئات لا يشكل حدثاً بالقياس لما يجري في سورية، وبالتالي يستنكر اهتمام دول العالم بالحدث الفلسطيني.
إسرائيل القلقة والمغتاظة مما يجري على الحدود الوهمية المؤقتة مع قطاع غزة، فتحشد جيشها، وتهدد مرة باغتيال قادة "حماس" ومرة أخرى بقصف مقرات الحركة إن لم تبادر إلى وقف هذه الحملة.
في الواقع فإن إسرائيل تحاول استدراج الفلسطينيين، من أجل توفير ذريعة، لتوسيع عدوانها على القطاع، باعتباره الوسيلة الوحيدة لوقف مسيرات العودة، لكنها حتى الآن والأرجح أنها لن تنجح في ذلك خلال المرحلة القادمة.
لا نتمنى أن تكون الجمعة القادمة، جمعة المولوتوف، كما أشارت بعض مواقع التواصل الاجتماعي، حتى لا يوفر ذلك لإسرائيل الذريعة التي تنتظرها فضلاً عن أن استخدام هذا الأسلوب، لا يؤثر على الإسرائيليين فلا يوجد مركبات، ولا سكان، ولا حتى مزارع يمكن أن تصل إليها زجاجات المولوتوف.
الفلسطينيون والإسرائيليون يتساءلون عن الأسلوب الذي، سيبتدعه الشباب في الجمعة القادمة، لكن الأكيد أن هؤلاء الشباب، قادرون على ابتداع أشكال أخرى مؤثرة، وأنهم لن يتوقفوا عن التفكير في مفاجأة الاحتلال بأشكال وأساليب لا يتوقعها.
المؤسف أن هذا النشاط الشعبي السلمي، وسقوط هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى، الذين تجاوز عددهم الثلاثة آلاف، لم يحقق حتى الآن تحركاً إيجابياً ملموساً باتجاه المصالحة الفلسطينية ولم ينه حتى الاشتباك الإعلامي.
والمؤسف، أيضاً، أن ثمة محاولات حثيثة، للالتفاف على هذا الحراك، بهدف وقفه مقابل إغراءات، غير مضمونة، فضلاً عن أنها، تضع كل هذا الحراك في خانة التجاذبات والحسابات والمصالح الحزبية الضيقة.
من يسعى وراء ذلك عليه، أن يضغط على إسرائيل لرفع حصارها عن قطاع غزة، وألا يكتفي بإصدار البيانات والمواقف وإنما يذهب نحو الاستثمار السياسي والدبلوماسي.
أليس غريباً أن مجلس حقوق الإنسان لم يجتمع حتى اليوم، لمناقشة هذا الأمر بالرغم من أن الأمين العام للأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وحتى "هيومان رايتس ووتش" الأميركية، طالبوا بتشكيل لجنة تحقيق دولية؟
باستثناء توسع الإدانات الدولية، للسلوك الإسرائيلي وهو أمر مهم طبعاً، لم نبادر نحن الفلسطينيين إلى استثمار هذه الأحداث، وظلت الحسابات الفصائلية هي التي تحكم السلوك العام السياسي. في كل حال الموضوع ليس موضوع "حماس"، وليتأكد الجميع أن مسيرة العودة، هي فعل شعبي وطني غير فصائلي، وثمة من يتكفل باستمراره.

المصدر : جريدة الأيام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حين تخرج غزة من عباءات الفصائلية حين تخرج غزة من عباءات الفصائلية



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday