عن أي صمود تتحدثون
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

عن أي صمود تتحدثون؟

 فلسطين اليوم -

عن أي صمود تتحدثون

بقلم : طلال عوكل

يبدو أن ملف المصالحة الفلسطينية، قد تحول إلى قضية موسمية، لا تحكمها اتفاقيات، ولا تخضع لحسابات أخلاقية، وهو كالذي تعرض للسم ينتظر الترياق، فإن توفر عاش المصاب، وإن تأخر كثيراً يكون الموت الزؤام. 

بعد أسابيع من الهدوء على حركة المصالحة، لم تتوقف خلالها الشكاوى والمناشدات، والتصريحات الواعدة بعمق الالتزام بتحقيقها، باعتبارها أقصى وأول الاستحقاقات، يعود الحديث مجدداً، عن لقاء مرتقب في القاهرة بين "حماس" والمخابرات المصرية، وعن وفد فتحاوي سيقوم بزيارة القطاع. 

ضيوف ومستقبلون هكذا أصبح الحال بين أبناء البيت والوطن الواحد، ثمة من يعلن الرغبة في الزيارة وآخر يرحب بالزائرين، أما المواطن فهو خارج الحساب، لا علاقة له بالزائرين ولا بالمستقبلين، ولا يملك سوى أن يرفع كلتا يديه للسماء داعياً بتغيير الحال إلى حال أفضل. 

مزيد من الوقت الدامي يمر على وضع فلسطيني مزر وضعيف إلى أبعد الحدود، في مواجهة مخططات إسرائيلية أميركية تعد الفلسطينيين بما هو أخطر كثيراً وجذرياً مما يعانون منه من مخاطر حتى الآن وفي ظل أوضاع عربية ودولية لا تسرُّ صديقاً ولا تكيد عدوّاً.

وعلى الرغم من أن الكل يتحدث عن مرحلة جديدة من الصراع والنضال الوطني التحرري إلاّ أن ملامح هذه المرحلة لم تتضح بعد، إذ لا تترجم ذاتها في تغيير واضح وجذري يناسب طبيعة هذه المرحلة. 

المواقف السياسية التي اتخذتها القيادة، والتي أقرها المجلس المركزي جيدة ومناسبة حتى الآن وإن كانت غير مكتملة، ويمضي الوقت من دون ترجمات عملية.
غير أن هذه المواقف والقرارات تبقى معلقة في الهواء، طالما لا تتوفر لها الأدوات المناسبة لوضعها موضع التنفيذ، فلا السلطة وحركة فتح وحدهما قادرتان على مجابهة استحقاقات ومخاطر السياسة الأميركية الإسرائيلية، ولا "حماس" والمقاومون معها قادرون على ذلك. 

كل شيء على حاله من حيث الخطاب العام، ومن حيث المؤسسات الوطنية، وسلطات اتخاذ القرار، ومن حيث الأداء أيضاً، فيما تؤشر الوقائع على أن لا أمل بإمكانية عودة الدم في عروق عملية السلام. 

الأميركيون متمسكون بما اتخذوه من مواقف وسياسات ويتمادون في اتخاذ المزيد من القرارات والإجراءات، فيما تسابق إسرائيل الزمن نحو اتخاذ قوانين وقرارات، لاستثمار الموقف الأميركي نحو تنفيذ مخططاتهم التوسعية والعدوانية، وتطلعاتهم العنصرية. 

الطريق مقفل أمام عملية سلام حتى وفق ما هو أقل من الحد الأدنى للحقوق الفلسطينية التي تقررها الشرعية الدولية، ولا سبيل لأي مخارج من هذا الاستعصاء، فالكل متمترس حول رؤيته. عبثاً تحاول الولايات المتحدة أن تنتظر من الفلسطينيين تنازلات، يمكن أن تحرك جسد السلام الميت، حتى لو كانت أوضاع الفلسطينيين ضعيفة، وتفتقر لأدوات هزيمة المخططات، الإسرائيلية الأميركية في هذه المرحلة.

يمكن أن نتفهم حاجة القيادة الفلسطينية لمواصلة الالتزام بخطاب السلام كضرورة مرحلية، لاستقطاب المجتمع الدولي إلى جانب الحقوق الفلسطينية ونفهم ونتفهم أن يتأخر الفلسطينيون في الإعلان عن استراتيجية وطنية شاملة تناسب المرحلة الجديدة، ولكن أي مواطن فلسطيني لا يمكن أن يفهم أو يتفهم أسباب استمرار الوضع الفلسطيني على الحال الذي هو عليه. 
اختلفوا مع بعضكم ما شئتم الاختلاف، واستمروا في الحوارات العبثية، والزيارات غير المجدية، وتبادلوا ما شئتم من اتهامات، ولكن لا يحق لكم أن تهملوا المواطن الفلسطيني الذي عليه تتكلون لحماية الأرض والحقوق ومجابهة التحديات ودفع الثمن.
الكل يعلن عن حق أن لا دولة في غزة ولا دولة من دون غزة، الأمر الذي يؤكد وحدة الحقوق، ويشير إلى أهمية غزة وسكانها في مواجهة مشاريع التصفية. غير أن الوقائع في غزة تشير إلى أن ثمة استهتارا وتجاهلا لدور مليوني إنسان، بما يخالف طبيعة التاريخ. غزة أيها السادة هي التي حملت المشروع الوطني منذ البدايات، ومنها انطلقت كتائب الفدائيين، وغزة هي التي أفشلت في العام 1955، مشروع التوطين في سيناء، وغزة هي التي دفعت آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى والأسرى، وغزة هي التي ترفض إقصاءها وتحييدها من قبل الاحتلال الإسرائيلي. غزة اليوم تحتضر تحت وطأة الحصار الشامل، المشدد، يفرح أهلها لأبسط التحسينات، فتكون العودة لبرنامج أربع ساعات وصل واثنتي عشرة ساعة قطع للتيار الكهربائي، أمراً مهماً.
في غزة الأسواق طافحة بالبضائع والفواكه والخضراوات، رخيصة لكنها لا تجد من يشتريها. التجار مفلسون ويبيعون بضائعهم بالخسارة في محاولة للحصول على "الكاش" لسداد ديونهم المتراكمة. هل سمعتم في أي مكان على وجه الأرض أن القطاع الخاص ورجال الأعمال والتجار هم من يبادرون إلى دعوة الناس للإضراب إلاّ في غزة؟

الأمراض الاجتماعية والأخلاقية أصبحت متفشية في القطاع، ومشاهد الفساد والأطفال وهم يمدون أياديهم سائلين رغيف خبز أو شيكلا، تدمي القلوب. من "كرم أبو سالم" وهو المعبر المخصص لمرور البضائع استيراداً وتصديراً، لا تزيد الشاحنات التي تمر يومياً على مئتي شاحنة وكانت تزيد على ثمانمائة شاحنة قبل ذلك والكثير من التجار بدؤوا يفكرون جدياً بوقف الاستيراد.

واضح أن المواطنين قد فقدوا قدرتهم على الشراء، أما ان كان علينا أن نقدم المزيد من المشاهد المؤلمة والتفصيلية فإننا سنحتاج إلى صحيفة كاملة دون أن نفي الواقع حقه وفق هذا يصرح ملادينوف مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام، أن التمويل الخاص بتوفير الوقود للمستشفيات والبنية التحتية سيتوقف مع نهاية الشهر القادم. في ظل هذا الوقع الذي يزداد مأساوية، نتساءل عن أي صمود وعن أي تحد يمكن أن ينتظره المسؤول من سكان قطاع غزة، الذين ينتظر أكثر من 50% منهم فرصة للهجرة؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن أي صمود تتحدثون عن أي صمود تتحدثون



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday