أكثر من هدوء وأقل من حرب
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

أكثر من هدوء وأقل من حرب

 فلسطين اليوم -

أكثر من هدوء وأقل من حرب

بقلم : طلال عوكل

العدوان الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة يوم الثلاثاء الماضي، أثار لدى فئة من الجمهور الفلسطيني، وفي المستوى الفصائلي والإعلامي تخوفات من انه قد يشكل الشرارة التي تشعل حربا جديدة على قطاع غزة يتحدث الإسرائيليون عن أنها ستكون مختلفة عما سبق.

وعلى الرغم من المعانيات الصعبة التي تركتها الحروب الإسرائيلية الثلاث، وأخطرها الأخيرة العام ٢٠١٤، على قطاع غزة، إلا أن فئات واسعة من السكان تتداول أمر الحرب، باستخفاف ولامبالاة، ذلك انه لم يبق لديهم ما يخسرونه بحرب أو دونها، لقد بلغت الأزمة التي يعانيها سكان القطاع حداً، من الشعور بالإحباط، والقدرية، خاصة بعد الانتكاسة التي أصابت ملف المصالحة التي توقفت عند أول خطواتها.

لا موضوع الحرب، ولا موضوع المصالحة، بقيا ضمن قلق الجمهور الفلسطيني، الذي يكتوي بنار الحصار المتشدد، خصوصا وأن حسابات فتح وحماس، لا تزال متضاربة، فيما يحتفظ كل بروايته لأسباب تعطل المصالحة، تقول حماس إنها قدمت ما عليها وقدمت كل التسهيلات للحكومة لكي تقوم

بمسؤولياتها، بينما تقول حركة فتح إن الحكومة لم تتمكن وانه لا يمكن دمج موظفي حركة حماس، التي ترفض تسليم الجباية الداخلية وملف القضاء، فضلا عن الموقف من موضوع السلاح الذي تصر السلطة على أنها لا تسمح إلا بوجود سلاح الشرعية.

انغلاق ملف المصالحة إلى هذا الحد، يثير لدى الجمهور سؤال الحرب مجددا، حيث إنها قد تكون الخيار المطروح واقعيا من قبل حركة حماس، وهو كل الوقت خيار إسرائيل ولكن وبصرف النظر عن انغلاق الطريق أمام المصالحة إلا أن التصعيد ليس خيارا لحماس والمقاومة، ذلك أنها تدرك أبعادها سواء على السكان المرهقين بالحروب السابقة، أو بالنسبة للمقاومة ذاتها، التي تتوقع حربا من نوع مختلف هذه المرة، من حيث أهدافها، تدرك حماس أن الحرب على غزة خيار إسرائيلي، وهو استحقاق تفرضه على إسرائيل الأبعاد الإقليمية لصفقة القرن، التي تستدعي إضعاف الطرف الفلسطيني إلى أبعد حد ممكن.

حماس لديها خيارات، فهي عملياً يمكن أن تفعل خيار العلاقة مع تيار النائب في التشريعي محمد دحلان، وهي تعرف أن هذا الخيار يفتح عليها علاقات مهمة مع الدول التي تدعم دحلان، ويمكن أن يترجم ذلك من خلال ضخ المزيد من الأموال، وتنشيط المصالحة المجتمعية مجدداً، الأمر مرهون بالقناعة التي يمكن أن تتولد لدى الطرف المصري الذي من المتوقع أن يعاود اهتمامه، من خلال إرسال الوفد الأمني، الذي عليه أن يفحص الأمور على الأرض ويحدد مسؤولية كل طرف عن تعطيل المصالحة.

وثمة خيار آخر لدى حماس يجري تداوله في الأوساط السياسية والفصائلية، وبين النخبة في قطاع غزة، ويقضي بحشد عشرات آلاف الناس نحو الشمال لتجاوز الحدود، تحت شعار ممارسة حق العودة.
مكلف هذا الخيار، لكنه مربك لإسرائيل ولكل الأطراف المهتمة، حيث من المتوقع، أن ترتكب إسرائيل مجزرة بحق مواطنين عزل وسلميين ويقعون تحت مسؤوليتها كدولة احتلال، أما بالنسبة للجانب الفلسطيني فإن ما قد يتكبده من خسائر بشرية، لن يكون اكثر من الخسائر التي تقع خلال حرب شاملة على القطاع. في الحرب الأخيرة العام ٢٠١٤، سقط اكثر من ألفي شهيد ونحو سبعة آلاف جريح، بالإضافة إلى الدمار الواسع الذي أصاب المنازل والمؤسسات والبنية التحتية.

من الجانب الإسرائيلي فإن سكان القطاع يدركون أن مسألة الحرب، هي مسألة وقت فقط، وأنها واقعة لا محالة انطلاقا من فهمهم لطبيعة الاحتلال، واستراتيجياته الأمنية، وتطلعاته الإقليمية.

العدوان الذي وقع مؤخراً، يؤشر على جديد يثير مخاوف الغزيين فالرواية الإسرائيلية تقول إن النشطاء الذين يحتجون سلميا على الحدود، هم من وضعوا العبوة الناسفة وزرعوا فوقها العلم الفلسطيني، وأدت إلى إصابة أربعة جنود إسرائيليين.

من الواضح أن إسرائيل ستستخدم في قادم الأيام هذه الرواية الذريعة لاستخدام القوة المفرطة في مواجهة الشباب الذين يخرجون سلمياً، إلى الحدود ليعبروا عن رفضهم للاحتلال والحصار، الشباب اعلنوا أن يوم الجمعة القادم سيكون يوم غضب وسيخرجون كالعادة صوب الحدود الشمالية والشرقية في تحدٍ واضح للاحتلال وربما كان ذلك بتشجيع من فصائل المقاومة تحضيراً لخيار التوجه بحشود ضخمة نحو الحدود، في حال انغلاق الخيارات.

ثمة من يعتقد بأن العدوان الذي وقع على القطاع كرد على عملية تفجير آلية إسرائيلية وجرح أربعة جنود قد يؤدي إلى تدحرج الأمور نحو حرب يريدها بنيامين نتنياهو، الذي يستعد لمواجهة اتهامات الشرطة في قضايا الفساد وآخرها وجديدها ملف يحمل الرقم ٤٠٠٠.

حصل هذا سابقاً وقد يتكرر مرة أخرى، لكن الظروف الإسرائيلية لا تسمح لنتنياهو أن يلجأ إلى هذا المهرب المكشوف خاصة وأنه تعرض لانتقادات من الأوساط الأمنية، بأنه من اتخذ قرار العدوان الأخير على سورية وأدى إلى سقوط طائرة مقاتلة من نوع إف ١٦.

وفق كل القرارات والحسابات، فإن العدوان الأخير معزول، ومن غير المتوقع أن يتدحرج إلى حرب واسعة، سيكون قرارها في الأغلب وكالعادة بيد إسرائىل وليس بيد المقاومة الفلسطينية.

وفي كل الأحوال فإن سكان القطاع يشعرون بالوحدة، وغياب التضامن وأنهم فاقدو القدرة على التأثير في القرار، وأن مصيرهم بيد أطراف لا تعيرهم اهتماما، وليست مستعدة للتنازل من اجل تخفيف معانياتهم وآلامهم فالأمراض تحصد أرواحهم، والقهر والحرب، فلقد تعددت الأسباب بالنسبة لهم والموت واحد.

المصدر : جريدة الأيام

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أكثر من هدوء وأقل من حرب أكثر من هدوء وأقل من حرب



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday