إن لم يدفعوا بعض الحقوق فليدفعوا كل الحقوق
palestinetoday palestinetoday palestinetoday
palestinetoday
Al Rimial Street-Aljawhara Tower-6th Floor-Gaza-Palestine
palestine, palestine, palestine
آخر تحديث GMT 08:54:07
 فلسطين اليوم -

إن لم يدفعوا بعض الحقوق فليدفعوا كل الحقوق

 فلسطين اليوم -

إن لم يدفعوا بعض الحقوق فليدفعوا كل الحقوق

بقلم :طلال عوكل

تُسقط رئيسة الوزراء البريطانية، وزعيمة حزب المحافظين، ما تبقى من ادعاءات، بأنها دولة تحترم القانون الدولي، أو أنها دولة تقوم على منظومة قيم الحرية والعدالة والديمقراطية. بعد مئة عام على إصدار وزير خارجية بريطانيا العظمى آرثر جيمس بلفور، وعده لليهود بإقامة دولة لهم في فلسطين، تعلن تيريزا ماي بأنها تفتخر بذلك الوعد، وتصر على إقامة احتفالية رسمية بتلك الذكرى المشؤومة.

كان بإمكان رئيسة الحكومة البريطانية ماي، أن تترك امر الاحتفال بمئوية وعد بلفور للكيان الصهيوني، باعتباره صاحب المصلحة الأساسية والأولى في وجود إسرائيل، لكن بريطانيا العظمى الرسمية لا تزال تصر على طبيعتها الاستعمارية، وتصر على أنها صاحبة مصلحة أساسية في قيام دولة إسرائيل.

لا يمكن لكل الذرائع التي تسوقها الرسمية البريطانية تبرير ذلك الوعد المشؤوم، ومواصلة التمسك به وبنتائجه، التي أدت إلى نشوء ما يعرف بالقضية الفلسطينية. الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا كانت تريد أن تتخلص من الغيتوات اليهودية التي تسببت بالكثير من المشاكل والأزمات للمجتمعات الأوروبية، ورفضت الاندماج في تلك المجتمعات.

على أن المسألة لا تتوقف عند حدود رغبة الدول الاستعمارية في أن تلفظ الجماعات اليهودية من مجتمعاتها، وإنما ذهبت لتوظيف تلك الجماعات في خدمة المصالح والسياسات الاستعمارية. ثمة دوافع وأسباب مهمة وراء اختيار فلسطين كمكان ومنفى لليهود، وإلاّ لكان المفروض من الإمبراطورية التي لم تكن الشمس تغيب عنها أن تبحث عن مكان آخر، أو جغرافيا أخرى تتسع لليهود ولشعب تلك الجغرافيا.

ومع أن المسألة مرفوضة من أساسها، سواء كان الأمر يتعلق بالشعب الفلسطيني وأرضه أو بأي شعب وأرض أخرى، إلاّ ان اختيار فلسطين التي تربط شرق الوطن العربي بغربه، إنما يستهدف ضرب أي مشروع قومي عربي يستهدف وحدة الأمة العربية. الأمة العربية ينبغي وفق المصالح الاستعمارية أن تظل ترزح تحت وطأة الانقسام والتشرذم والتخلف، وكان على إسرائيل أن تكون رأس الحربة في تنفيذ المخططات الاستعمارية.

إن هذا التداخل بين القضية الفلسطينية ومحيطها العربي، وبين إصرار الدول الاستعمارية على إقامة دولة إسرائيل، وأيضاً بين وجود هذه الدولة، ودورها الوظيفي، هو الذي يجعل القضية الفلسطينية قضية كل العرب، بل القضية المركزية للأمة العربية على اعتبار أن وجود دولة إسرائيل لا يشكل تهديداً للشعب الفلسطيني فقط وإنما هو تهديد للأمة العربية، وخيراتها وخياراتها، وحاضرها ومستقبلها.

الاستعمار استبدل أدواته، وأشكال تحقيقه لمصالحه، لكن أهدافه بقيت كما هي في الجوهر، ولذلك فإن وعد بلفور لم يعد مسؤولية حصرية لبريطانيا وإنما تحول إلى مسؤولية جماعية للدول الاستعمارية التي تساهم مع بريطانيا في دعم وحماية وتقوية إسرائيل، وضمان تفوقها العسكري على كل من حولها من العرب وغير العرب.

لقد تأخرت السياسة الفلسطينية في التعامل مع ملف وعد بلفور ونقصد في اتجاه ممارسة الضغوط على بريطانيا من أجل إرغامها على الاعتذار من الشعب الفلسطيني، وإرغامها على دفع تعويضات عن نتائج ذلك الوعد، ومطالبة الحكومة البريطانية بالاعتراف بدولة فلسطين. وعلى الرغم من أن السياسة الرسمية الفلسطينية تحصر مطالبها لبريطانيا، بهذا الشكل بما في ذلك الاعتراف بدولة فلسطين على الأراضي المحتلة عام 1967، إلاّ ان بقية المطالب الفلسطينية الأخرى تذهب إلى الأساس وهو أن وعد بلفور أدى إلى شطب ومصادرة الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني.

وإذا كان على الفلسطينيين أن يتابعوا الضغط على الحكومة البريطانية من خلال الانتقال بالملف إلى المحاكم الدولية، والاستناد إلى القانون الدولي، فإن ذلك يعني أن على القضاء الدولي أن ينظر في الحقوق التاريخية وليس في الحقوق المجزوءة التي تتعلق بأراضي 1967. من المهم أن يتعامل الفلسطينيون مع هذا الملف كملف أساسي وجزء من الممارسة السياسية اليومية، وليس فقط حين تمر ذكرى وعد بلفور. لقد استمعت إلى مشاركة للسفير الفلسطيني في بريطانيا الدكتور مانويل حساسيان، الذي قال إن الفلسطينيين نجحوا في أن يرفعوا نسبة الدعم والتأييد للحقوق الفلسطينية في المجتمع البريطاني من 30% عام 2005 إلى 70% عام 2015.

وإذا أضفنا إلى ذلك أن حزب العمال البريطاني وهو الحزب الثاني الذي يتبادل مع المحافظين تداول السلطة، قد أعلن أنه لن يحضر احتفالية وعد بلفور، فإن ذلك يشكل دافعاً قوياً لمواصلة الضغط من أجل إرغام الحكومة البريطانية للتسليم بالمطالبات الفلسطينية. الصراع مفتوح على هذه القضية، التي لا تستدعي التأجيل أو التردد أو المجاملات، فإذا كانت إسرائيل أجبرت أو أقنعت ألمانيا على الاعتذار ودفع تعويضات ضخمة بسبب ما ارتكبه الحكم النازي بحق اليهود، فإن الثمن الذي يتوجب على بريطانيا أن تدفعه للشعب الفلسطيني يفترض أن يكون أكبر بكثير.

الخالق والمخلوق، أي الدول الاستعمارية وعلى رأسها بريطانيا وإسرائيل، عليهم أن يدفعوا أثمان الجرائم التاريخية التي ارتكبوها منذ وعد بلفور، والمهم أن يتوحّد الفلسطينيون، وأن يصرُّوا على نيل حقوقهم كل حقوقهم التاريخية.
 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إن لم يدفعوا بعض الحقوق فليدفعوا كل الحقوق إن لم يدفعوا بعض الحقوق فليدفعوا كل الحقوق



GMT 10:35 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

أميركا وإسرائيل: ظاهرتان متشابهتان

GMT 12:44 2020 الإثنين ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ثمّة متسعٌ للمزيد

GMT 09:19 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

أهْلِي وإن ضَنُّوا عليَّ كِرامُ

GMT 07:18 2020 الخميس ,06 آب / أغسطس

لبنان وحيداً في لحظة بالغة الصعوبة

GMT 09:12 2020 الخميس ,30 تموز / يوليو

صراع علاقات القوة في الغربال

أفكار تنسيقات العيد مع الأحذية والحقائب مستوحاة من النجمات

القاهرة ـ فلسطين اليوم
مع اقتراب العيد، تبدأ رحلتنا في اختيار الإطلالة المثالية التي تجمع بين الأناقة والأنوثة، وتعد الأكسسوارات من أهم التفاصيل التي تصنع فرقاً كبيراً في الإطلالة، وخاصةً الحقيبة والحذاء، فهما لا يكملان اللوك فحسب، بل يعكسان ذوقك وشخصيتك أيضاً، ويمكن أن يساعدا في تغيير اللوك بالكامل، وإضافة لمسة حيوية للأزياء الناعمة، ولأن النجمات يعتبرن مصدر إلهام لأحدث صيحات الموضة، جمعنا لكِ إطلالات مميزة لهن، يمكنكِ استلهام أفكار تنسيقات العيد منها، سواء في الإطلالات النهارية اليومية، أو حتى المساء والمناسبات. تنسيق الأكسسوارات مع فستان أصفر على طريقة نسرين طافش مع حلول موسم الصيف، تبدأ نسرين طافش في اعتماد الإطلالات المفعمة بالحيوية، حيث تختار فساتين ذات ألوان مشرقة وجذابة تتناسب مع أجواء هذا الموسم، وفي واحدة من أحدث إطلالاتها، اختا...المزيد

GMT 06:50 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تتهوّر في اتخاذ قرار أو توقيع عقد

GMT 14:17 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 04:37 2025 الأربعاء ,07 أيار / مايو

حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 07 مايو/ أيار 2025

GMT 02:19 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

انطلاق برنامج "حكايات لطيفة" بداية الشهر المقبل علي "dmc"

GMT 01:31 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نقد لاذع لأداء كيليان مبابي ومركزه كمهاجم صريح في ريال مدريد

GMT 06:41 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

لا تكن لجوجاً في بعض الأمور

GMT 15:38 2017 الثلاثاء ,07 آذار/ مارس

ميتسوبيشي تظهر ''Eclipse 2018'' قبل أيام من جنيف

GMT 05:03 2025 الإثنين ,13 كانون الثاني / يناير

9 قطع باهظة الثمن لغرفة المعيشة لا تستحق إنفاق المال عليها

GMT 11:01 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء

GMT 08:21 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أبرز الأحداث اليوميّة لمواليد برج"الميزان" في كانون الأول 2019

GMT 23:42 2020 الأحد ,28 حزيران / يونيو

طريقة عمل البطاطس بوصفة جديدة

GMT 09:33 2020 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

8 وجهات مميزة لعشاق المغامرات

GMT 07:37 2019 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

إليك ما تحتاج معرفته قبل السفر إلى جزر المالديف

GMT 02:07 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

مصر تستورد 34 مليار متر مكعب مياهًا افتراضية
 
palestinetoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

palestinetoday palestinetoday palestinetoday palestinetoday